زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكاتدرائية أمس الأول كأول رئيس منتخب يحضر قداس عيد الميلاد المجيد وفي هذا التوقيت بالذات كانت بحق "ضربة معلم" وخطوة جريئة وغير مسبوقة وجه بها خمس رسائل للعالم كله ولشعب مصر "الواحد.. الموحد". * الرسالة الأولي إلي الشعب.. انه رئيس لكل المصريين.. وكما حضر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف فإنه يحضر أيضا الاحتفال بميلاد سيدنا عيسي عليه السلام.. ودققوا في كلمته القصيرة التي ألقاها في الكاتدرائية حيث قال: "المصريون كلهم سيبنون بلدهم.. أنا دايما بأقول المصريين ولا أقول مسلمين ومسيحيين".. نعم.. نحن مصريون ولنا الفخر.. فالدين لله والوطن للجميع. * الثانية إلي المؤسسات الدينية من أزهر وأوقاف ودار افتاء وكنيسة.. إن الخطاب الديني يجب أن ينطلق من هذه الزيارة.. أن يستند إلي صحيح الدين وإلي قيم الحب والتراحم والتسامح والتآلف والتراحم دون تنظير أو تقعير أو الدخول في متاهات وتشعيبات. * الثالثة إلي الفئة الضالة المضللة الذين يحرِّمون تهنئة الأقباط بأعيادهم.. فها هو "رأس الدولة" المنتخب من الشعب باكتساح يذهب بنفسه إلي الكاتدرائية للتهنئة بعيد الميلاد.. وتمعنوا في حكمته بهذا الخصوص حيث قال في بدايتها: "كان من الضروري أن أحضر لتهنئتكم بالعيد".. ثم قال في ختامها: "مرة ثانية أقول لكم عام سعيد عليكم وعلي المصريين جميعا وكل عام وأنتم بخير".. فليخسأ أمراء الضلال الذين يريدونها فتنة وفرقة وانفصاما عن الواقع وتغييباً له.. وليتواروا خجلا بفتاواهم الضحلة التي لا تمت للدين بأية صلة.. أنهم أجهل خلق الله بالشريعة الغراء. * الرابعة: إلي الإرهابيين بمختلف اسمائهم الكريهة بداية من "الأم العوراء" جماعة الإخوان إلي ابنتها البكرية "القاعدة" وانتهاء بباقي أولادها واحفادها من أنصار الشريعة وداعش وأنصار بيت المقدس وغيرهم وما يستجد.. يقول فيها: لم ولا ولن أخاف علي حياتي ومستحيل أن أرضخ لتهديداتكم أو اضعها في الحسبان.. قلتم أنني سأتواري خوفاً ورعباً ولن أبرح الاتحادية.. وها انذا أسافر إلي الشرق والغرب.. أعود من الكويت لأتوجه مباشرة إلي الكاتدرائية بالعباسية مخترقاً شوارع القاهرة المكتظة والدافئة بحب المصريين ثم أعود إلي بيتي. والآن.. ايها الانطاع.. فلتخرس ألسنتكم وتتقطع.. موتوا بغيظكم. * الخامسة: إلي الدنيا بأسرها.. من يحبنا أو يكرهنا.. إن مصر قد تمرض مرضاً عارضا لكنها لا تموت حيث تتعافي سريعاً لتؤدي دورها الإنساني والتنويري أفضل ما يكون مهما تكالبت عليها قوي الظلام ومهما توحد الأعداء ضدها وكل من في قلبه مرض وفي عينه رمد وفي عقله خبل وفي أذنه صمم.. وأرجو التدقيق جيداً في كلماته بالكاتدرائية وسمعها الشرق والغرب: "مصر علي مدار آلاف السنين علمت الإنسانية والحضارة للعالم كله والعالم ينتظر من مصر هذه الأيام أن يري الحضارة الإنسانية تنطلق من مصر مرة أخري ونحن نسطر معاني جديدة للعالم.. واليوم نؤكد إننا قادرون علي تعليم الإنسانية والحضارة للعالم كله". هل بعد هذا الكلام.. كلام؟؟ إن هذه الزيارة التاريخية الفريدة التي قام بها الرئيس السيسي للكاتدرائية للتهنئة بعيد الميلاد كأول رئيس منتخب سيكون لها ردود أفعال ممتازة علي المستويين المحلي والعالمي وستظهر تباعاً.. انتظروها.. ولن تنتظروا كثيراً. تحيا مصر