يسأل محمد عبدالحليم تاجر مجوهرات: هل يجوز إسقاط الدين عن الفقير المعسر بنية زكاة المال.. أم لا؟! ** يجيب الشيخ علي جمعة مفتي الجمهورية السابق: لقد ذهب بعض الشافعية في قول وأشهب من المالكية وابن حزم وهو منقول عن حسن البصري وعطاء إلي جواز ذلك لأنه لو دفع إليه زكاته ثم أخذها منه عن دينه جاز فإن دفع الدائن زكاة ماله إلي مدينة فردها المدين إليه سداداً لدينه أو استقرض المدين ما يسد به دينه فدفعه إلي الدائن فرده إليه واحتسبه من الزكاة فإن لم يكن ذلك حيلة أو تواطؤا أو قصد لإحياء ماله جاز عند الجمهور.. وهو قول عند المالكية. وإن كان علي سبيل الحيلة لم يجز عند المالكية والحنابلة وجاز عند الشافعية ما لم يكن ذلك عن شرط واتفاق. قال ابن حزم الظاهري رحمه الله "من كان له دين علي بعض أهل الصدقات وكان ذلك الدين براً أو شعيراً أو ذهباً أو فضة أو ماشية فتصدق عليه بدينه ونوي بذلك أنه من زكاته أجزأ ذلك. وكذلك لو تصدق بذلك الدين علي من يستحقه وأحاله به علي من هو له عنده ونوي بذلك الزكاة فإنه يجزئه يرهان ذلك أنه مأمور بالصدقة الواجبة وبأن يتصدق علي أهل الصدقات من زكاته الواجبة ما عليه منها فإن كان ابراؤه من الدين يسمي صدقة فقد أجزأه. وعلي هذا لا نري ما يمنع من احتساب إسقاط الدين من زكاة المال وإن كان من الأولي خروجاً من الخلاف أن ينظره أو يتجاوز عنه صدقة لله دون الزكاة أو يسلمها له وله أن يأخذها منه بعد ذلك حتي ولو كانت يعينها منعاً للاحتيال الذي قد يفعله بعضهم خاصة في مجال التجارة بين التجار. * يسأل كمال حلمي سالم بأرض اللواء المهندسين: هناك العديد من الشباب الذين يقضون أوقاتاً طويلة في الجلوس علي النت وبعضهم للأسف يستخدم المواقع الفاضحة والمشبوهة بعد أن خدعهم الشيطان وأعمي أبصارهم.. فما رأي الدين في ذلك؟! ** يجيب الشيخ طلعت يونس أحمد وكيل معهد المدينةالمنورة بالاسكندرية: هؤلاء الشباب الذين يقضون أوقاتهم أمام المواقع المشبوهة ويبتعدون عن القيام بواجباتهم نحو الله بأداء العبادات ونحو أنفسهم بتحصيل العلم النافع والمذاكرة ونحو مجتمعهم بأن يكونوا أجيالاً يعتمد عليهم هم كالمرضي الذين يحتاجون إلي علاج نفسي وتربوي لذا يجب علي المؤسسات الدينية والتربوية والإعلامية أن تقوم بتوجيه هؤلاء الشباب وتحذيرهم من هذه المواقع والرسول عليه الصلاة والسلام يقول "يسأل أحدكم عن أربع وذكر عن ماله فيما أفناه وعن شبابه فيما ضيعه" وقد شرع الله سبحانه وتعالي العبادات لتهذيب النفس وتعويدها علي الطاعة حيث يقول سبحانه "إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر" وهؤلاء الشباب يحاصرهم الشيطان ويوسوس لهم ويتربص بهم ليوقعهم في المعصية والرذيلة يقول سبحانه "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير".