باتت ابخازيا ذلك الاقليم في منطقة القوقاز تستعد للدخول بقوة إلي دائرة الضوء في الأحداث العالمية.. يأتي ذلك بعد ان كانت قد خرجت من هذه الاضواء في اعقاب اعلان انفصالها رسميا عن جورجيا وتحولها إلي دولة مستقلة ترعاها روسيا في عام 2008 ردا علي محاولة فاشلة بدعم اسرائيلي قامت بها حكومة جورجيا برئاسة ميخائيل ساكاشفيلي.. وهذه الدولة لم يعترف بها حتي الآن أكثر من خمس دول منها روسيا وسوريا.. وقبلها كانت تظهر وتختفي بفعل الصراعات مع الدولة الأم جورجيا حتي تحولت بفضل الدعم الروسي إلي دولة مستقلة واقعيا قبل ان يصبح الاستقلال رسميا.. اما سبب العودة إلي الاضواء فهو انها اصبحت المحطة الجديدة للاطماع الروسية بعد أوكرانيا علي طريق استعادة الامبراطورية السوفيتية القديمة.. وتجلي ذلك في مجموعة من الاتفاقيات التي ابرمتها الحكومة الابخازية الحالية مع روسيا مثل اشتراك القوات المسلحة للبلدين في مناورات والسماح للروس بشراء اصول في ابخازيا.. وهي قبل هذا وذاك تستخدم الروبل الروسي عملة لها.. هذا بعد ان كانت الحكومة السابقة التي ساعدت روسيا علي الاطاحة بها تمنع ذلك.. وتشهد جورجيا مظاهرات عديدة احتجاجا علي هذه الاتفاقيات.. لكن بلا جدوي وقريبا تنضم ابخازيا إلي روسيا.. وكل ذلك ودول الغرب لم تحرك ساكنا رغم ما شهدته العلاقة بينها وبين جورجيا من تطور في الفترة الأخيرة. وقد لا يعرف كثيرون ان ابخازيا كانت يوما ما ارضا اسلامية يشكل المسلمون نسبة كبيرة من سكانها حتي تواطأ عليهم الروس والجورجيون وهاجروا اليها كما حدث في فلسطين وهجروا الكثير من المسلمين انتشروا في ارجاء الأرض وصارت لهم روابط قوية لكنهم عاجزون عن العودة إلي الوطن الأم.. وتعرف مصر الابخاز ومن ينحدر من نسلهم باسم الاباظ أو الاسرة الاباظية وشهدت مصر مؤتمرا عالميا للابخاز قبل أكثر من 20 عاما رعته الاسرة الاباظية.. ولا يشكل المسلمون حاليا أكثر من 16% من السكان وليس لهم وجود ظاهر حيث يسيطر الروس الممتزجون بالمسيحيين الابخاز علي كل شيء بعد ان طردوا الجورجيين. ويصنف الابخاز كاحد بطون الشركس وهو مصطلح يطلق علي المسلمين من سكان شمال القوقاز ومنهم الشيشان والداغستانيون.