تتوقع مصادر دبلوماسية أن يتم قريباً عقد لقاء ثنائي يجمع الرئيس عبدالفتاح السيسي والأمير تميم بن حمد أمير دولة قطر بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأن يتم هذا اللقاء في الرياض عاصمة المملكة. وتقول هذه المصادر ان هذا اللقاء سيكون تتويجا لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الذي بذل جهوداً كبيرة لتحسين العلاقات بين القاهرةوالدوحة والتي بدأت تباشيرها في غلق قناة "الجزيرة مباشر مصر" كبادرة من قطر علي حسن نواياها تجاه مصر. وفي هذه الحالة سوف تقرر مصر عودة سفيرها إلي الدوحة لمباشرة مهامه الدبلوماسية بعد انقطاع دام شهوراً عديدة عقب إصرار قطر علي مساندة الإخوان ومهاجمة النظام السياسي في مصر. ووصفه من خلال قناة الجزيرة وبعض المسئولين القطريين علي أنه "انقلاب" وليس ثورة شعبية خلعت هذا النظام من الحكم بعد أن اصطدم بكل فئات الشعب الذي شعر بأن حكم الجماعة يخدم أفرادها فقط. ولا يعبر أي التفاف للغالبية الكاسحة منه. لو استعرضنا تاريخ مصر السياسي في تعاملها مع الأشقاء العرب علي مدي سنوات عديدة وطويلة لعرفنا أنها لم تبدأ شقاقا أو خلافا مع أية دولة عربية. وإنما كانت أفعالها عبارة عن "رد فعل" لما تقوم به أي من هذه الدول ضدها. مصر بشعبها وكيانها وموقعها الجغرافي وتاريخها تعتبر الأم الرؤوم لكل الدول العربية وتضع نفسها وامكاناتها دائما تحت تصرف أية دولة من هذه الدول.. ولا ننسي في هذا المجال كيف كان لها السبق في تحرير الكويت الشقيقة من الهجوم الذي تعرضت لها علي يد صدام حسين رئيس العراق الراحل. أيضا لا ننسي مواقفها إلي جانب العراق بالسلاح والخبراء في الحرب التي دارت بين بغداد وطهران. وكان لوقوف مصر السند الأساسي الذي منع الإيرانيين من أن تكون لهم الغلبة علي العراق. مواقف كثيرة وقفتها مصر مع أشقائها العرب لا يمكن حصرها في هذه العجالة.. وجاء الرئيس عبدالفتاح السيسي ليؤكد من جديد أن مصر سوف تكون دائما السند القوي لأشقائها.. وكلنا يذكر عبارته في هذا المجال التي قال فيها: "مسافة السكة فقط". من هنا.. واجبنا - كمصريين - أن نتجاوز عن فترة الخلافات الماضية بين مصر وقطر. وننظر إلي المستقبل.. وبقدر ما تبديه الدولة الشقيقة من حسن النوايا التي يتبعها تصرفات تسير في الاتجاه الصحيح. سوف تقابله مصر بالترحاب وبأفضل مما قدمت قطر. لا ينبغي أن يفهم كلامي علي أن مصر كانت في "مأزق" من هذا الخلاف وأنها كانت تنتظر هذه اللحظة.. لأن الجميع يعرف مقدار القاهرة وشموخها وعزتها وكرامتها.. ولكننا نعمل بالآية الكريمة "وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان" صدق الله العظيم. ومن المبادرات الطيبة التي نقلتها الأنباء أن صحيفة "زمان" التركية ذكرت أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد نقل رسالة إلي الحكومة التركية خلال زيارته لأنقرة الأسبوع الماضي طالب فيها المسئولين الأتراك بتطبيع العلاقات بين تركيا ومصر. لكن السؤال هنا: هل رجب طيب أردوغان رئيس تركيا مستعد للتنازل عن عنجهيته.. والاستماع لهذه النصيحة؟!