انفضح المدير الفني الإسباني لفريق الأهلي جاريدو وفضح معه بطل الكونفدرالية الإفريقية بعد تلقيه خسارة تاريخية أمام ضيفه الاتحاد السكندري بأربعة أهداف مقابل هدف واحد في المباراة المؤجلة بينهما من الجولة الأولي. وواصل فريق الأهلي نزيف النقاط في سباق الوصول إلي القمة بعد خسارة خمس نقاط في مباراتين ليتجمد رصيده عند 21 نقطة بالمركز الخامس فيما حصل الاتحاد علي ثلاث نقاط ثمينة للغاية رفع بها رصيده إلي 18 نقطة. سجل أهداف الاتحاد السكندري كل من أوميدا أوكري ومحمد حمدي وفيلكس كاتونجو ورامي عادل بواقع هدفين في كل شوط بينما أحرز هدف الأهلي الوحيد الاثيوبي صلاح الدين سعيد فيپالدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع. استحق الاتحاد السكندري زعيم الثغر بقيادة العميد المجتهد حسام حسن الفوز بهذه الرباعية وتحقيق نتيجة تاريخية وألحق بالأهلي هزيمة فضيحة لم يتعرض لها الفريق الأحمر منذ خمسين عاماً في الدوري الممتاز. تلاعب نجوم زعيم الثغر الذين لا تقارن أسعارهم بلاعبي القلعة الحمراء أبداً فهم بملاليم بينما نجوم الأهلي هم أصحاب الملايين. تفوق حسام حسن علي المدرب الوهم جاريدو في كل شيء خلال المباراة سواء في الخطة التي لعب بها فريقه أو تشكيلة المباراة نفسها واختياراته للاعبين بينما فشل جاريدو في كل شيء بداية من اختيارات اللاعبين ومروراً بالخطة السيئة ووصولاً إلي التغييرات الفاشلة تماماً. أجاد حسام حسن في التعامل مع اللقاء ولعب تبعاً لإمكانيات فريقه معتمداً علي التأمين الدفاعي ووجود كثافة عددية في وسط الملعب مع تنفيذ الهجمات المرتدة بسرعة مستغلاً الدفاع الهزيل للمنافس والذي ظهر مهللاً تماماًپوحالة التوهان التي أصابت كل لاعبيه. تلاعب محمد فاروق بنزيما وأوميدا أوكري ومحمد حمدي ثلاثي هجوم الاتحاد بدفاع الأهلي في كل الهجمات المرتدة وظهر الأهلوية لا حول ولا قوة لهم علي الإطلاق ولولا يقظة مسعد عوض حارس المرمي أكثر من مرة لخرج الأهلي مهزوماً برقم قياسي في هذه المباراة ووقتها كان سيتم منح جاريدو تأشيرة ذهاب بلا عودة إلي بلاده. ولم يكن باقي لاعبي الاتحاد السكندري بعيدين عن تألق المهاجمين فقد أجاد الحارس علي فرج كثيراً ومن أمامه خط الدفاع الصلد بقيادة المخضرم رامي عادل مدافع الأهلي السابق وزملائه محمد سمير وفتحي مبروك ورمزي خالد. كما أجاد للغاية ثلاثي خط الوسط بقيادة عامر صبري وزميليه أسامة البوغامي وخميس حسني. كما أرهق البديل فيلكس كاتونجو صاحب الهدف الثالث والذي لعب علي حساب محمد حمدي دفاعات الأهلي كثيراً وسبب إزعاجاً واضحاً دون أن يجد من يوقفه أو يشل حركته. نجح أيضاً أكرم عبد ربه الذي لعب بديلاً لزميله محمد فاروق بنزيما في تنشيط الجانب الهجومي وتواصل الهجمات المرتدة السريعة فيما حافظ هاني سعيد علي صلابة خط الوسط بعدما لعب بدلاً من خميس حسني في آخر تسع دقائق من اللقاء. تشكيلة خاطئة أما الأهلي فكان الجواب ظاهراً من عنوانه بعدما لعب جاريدو بتشكيلة خاطئة من البداية بالاعتماد علي المدافع لؤي وائل كظهير أيسر لتعويض غياب حسين السيد ورغم وجود صبري رحيل وهو ظهير أيسر بالأساس لكنه خارج الخدمة بأمر جاريدو والمؤكد انه كان سيكون أفضل كثيراً مهما كان مستواه الفني سيئاً حال مشاركته. استكمالاً للتشكيل السييء فقد اعتمد جاريدو علي الثلاثي حسام غالي ومحمد رزق ومحمود حسن تريزيجيه في خط الوسط وجميعهم النواحي الدفاعية لديهم ضعيفة جداًپوظهر مدي تأثر مستويپالفريق عموماً للغياب الاضطراري لرمانة خط الوسط الدفاعية حسام عاشور بسبب الإصابة المفاجئة ليلة المباراة. رغم وجود الثلاثي عبدالله السعيد ووليد سليمان وعماد متعب في خط الهجوم وهم أصحاب خبرات ومستوي فني متميز إلا أنهم كانوا في أسوأ حال تأثراً بأداء الفريق ككل وطاشت محاولاتهم لهز شباك علي فرج بعدما سقطوا تماماً في أحضان مدافعي الاتحاد السكندري. لكن يتحمل الاسباني جاريدو المدرب صاحب المستوي المتواضع تدريبياً حتي الآن هذه الفضيحة لاسيما وان شكواه من وجود نقص ضمن صفوفه زالت بعد الانتهاء من بطولة الكونفدرالية الإفريقية. بات فريق الأهلي في حاجة شديدة جداً إلي ثورة تصحيح تدريبية قبل فوات الاوان خاصة ان النقص في بعض المراكز يمكن علاجه بالاعتماد علي بعض اللاعبين المحوريين داخل الفريق. تأكيداً علي وجود فشل تدريبي عدم الثبات الخططي رغم كل المباريات التي خاضها الأهلي تحت قيادة جاريدو حتي الآن. أما عن المباراة فقد جاءت بدايتها مثيرة بعد هدف مبكر جداً للاتحاد السكندري بعد مرور أربع دقائق فقط عن طريق اللاعب أوميدا أوكري نتيجة التمركز الخاطئ للمدافعين. بعد الهدف المبكر بدأ الأهلي في امتصاص الصدمة واستجماع قواه بسرعة وهو ما حدث بالفعل وسيطر الفريق علي مجريات اللعب في وسط الملعب مع تراجع واضح للاعبي الاتحاد السكندري للدفاع عن مرماهم. لكن رغم السيطرة الواضحة عليپالكرة إلا أن الهجمات الأهلوية كانت سلبية جداً وفاشلة تماماً مع وجود محاولات عنترية من بعض اللاعبين أمثال محمود حسن تريزيجيه الذي لم يظهر كثيراً في الكادر من خلال تسديدات سيئة علي المرمي. يعود السبب الأساسي في فشل محاولات الأهلي لتهديد مرمي علي فرج هو التنظيم الدفاعي الجيد للغاية بمنطقة وسط ملعبهم فكل لاعب يعي جيداً ما يجب عليه تنفيذه ووضح تماماً ان حسام حسن نجح في تحفيظ كل منهم دوره تماماًپبدون فلسفة أو فزلكة بلغة الكرة. أخطر فرصة كانت أخطر فرصة للأهلي في هذا الشوط والأقرب لدخول الشباك كرة شريف عبدالفضيل التي اصطدمت بالقائم قبل النهاية بخمس دقائق وارتدت لكنها لم تجد أي متابع من لاعبي الأهلي. قبل نهاية الشوط الأول مباشرة توج محمد حمدي جهوده الكبيرة في هذا الشوط وأضاف الهدف الثاني من هجمة مرتدة وضعها في شباك مسعد الذي كان لا حول له ولا قوة رغماً عن أنفه بعد ان باعه زملاؤه المدافعون. شهد الشوط الثاني من بدايته تغييرين بلا وعي من جانب جاريدو بعدما سحب شريف عبدالفضيل ونزل بدلاً منه رمضان صبحي وخرج محمد نجيب وشارك علي حسابه سعد سمير ليصبح الأهلي بلا شكل واضح داخل الملعب ويزداد توهان الفريق ولأن المصائب لا تأتي فرادي أبداً فقد تعرض المدافع شريف حازم لإصابة مفاجئة وخرج من الملعب بعد دقيقة واحدة بداية الشوط وينزل بدلاًپمنه المهاجم صلاح الدين سعيد وتزداد الأمور تعقيداً ولم يدر أحد ماذا يريد جاريدو فالفريق وهو يلعب بأربعة مدافعين في الشوط الأول فشل فشلاً ذريعاً فيپالدفاع عن نظافة شباكه وتلقي هدفين وفي الشوط الثاني تقلص الرباعي إلي اثنين فقط وهما سعد سمير ولؤي وائل وتغيرت خطة الأهلي ليلعب حسام غالي اضطرارياً ليبرو وبجواره سعد سمير ولؤي وائل وافتقد الفريقين لوجود جناحين سواء في اليمين أو اليسار وتركز كل مهاجميه في العمق رمضان صبحي وعبدالله السعيد ووليد سليمان وصلاح الدين سعيد وعماد متعب والاختراق من العمق كان بمثابة المستحيل للأحمر انتظر حسام حسن حتي قبل النهاية بخمسة عشرة دقيقة ليجري أول تغييراته ويسحب محمد حمدي بعدما انخفض مستواه البدني ودفاع باللاعب فيلكس كاتونجو الذي كان نقطة تحول جديدة في اللقاء بنشاطه وحركته التي لا تتوقف ونجح في إضافة الهدف الثالث بعد دقيقتين من نزوله فقط وبعد سبع دقائق فقط من هذا الهدف أطلق رامي عادل المدافع القادم من الخلف رصاصة الرحمة علي جاريدو والأهلي بالهدف الرابع من ضربة رأس قوية سكنت شباك مسعد عوض ومثل حلاوة الروح سجل صلاح الدين سعيد هدف حفظ ماء الوجه للأهلي ولكن بعد فوات الأوان .