بعد مرور أربعة أشهر علي العدوان الإسرائيلي الأخير علي غزة. تجددت المخاوف من اندلاع مواجهة جديدة بين الاحتلال وقطاع غزة أصبح قريبا. وما يعزز تلك المخاوف عدم البدء في إعادة إعمار غزة وتعثر المصالحة الفلسطينية. فالواقع لم يتغير في هذا القطاع الفقير منذ انتهاء الحرب في 26 من أغسطس الماضي. وبسبب عدم بدء اعادة اعمار القطاع المدمر. لا يزال 130 ألف فلسطيني بلا مأوي. ولا يزال 30 الفا آخرون لاجئين في مدارس تابعة للامم المتحدة. ويري المحللون أن خيار الحرب وارد في حال استمرار الجمود السياسي. مشيرا الي ان حماس قد تلجأ للحرب في حال انعدام الخيارات. وكان قادة الحركة الفلسطينية قد كرروا تهديداتهم بذلك. واقيم عرض عسكري ضخم لمناسبة ذكري تأسيس حماس في غزة. وحذرت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس من لحظة الانفجار. وقالت: لن نقبل بأقل من اعادة اعمار كل آثار العدوان الصهيوني الهمجي علي قطاع غزة. وبحسب المحللون. فان الخيارات ضيقة وصعبة جدا والمتوفر ما بين السييء والاسوأ مع اشتداد الازمة بمماطلة الاحتلال في ادخال مواد البناء. وإغلاق المعابر. وتعطل المصالحة. وقد شنت طائرات حربية اسرائيلية قبل ايام للمرة الاولي منذ التهدئة في اغسطس الماضي. غارات علي جنوب قطاع غزة من دون ان تسفر عن اصابات. ويؤكد المحللون المعنيون بشئون المنطقة أنه في حال استمر الحصار واغلاق المعابر وتعطل الاعمار خلال الستة اشهر القادمة. فان حماس ستلجأ للتصعيد التدريجي ويمكن ان تنزلق الي حرب جديدة. وتوقع المحللون ان المواجهة القادمة ستحدث بعد الانتخابات التشريعية الاسرائيلية المرتقبة في مارس المقبل. ويقول الفلسطينيون ان اساس المشكلة هو الحصار الذي تفرضه اسرائيل علي قطاع غزة منذ عام 2006 والذي تمنع بموجبه دخول مواد البناء. ويقدر الفلسطينيون احتياجات قطاع غزة بنحو 175 شاحنة من مواد البناء يوميا لاعادة اعمار القطاع في ثلاث سنوات. وعلي الصعيد السياسي. تبدو المصالحة بين حركتي فتح وحماس متعثرة. فقد وقعت حركتا فتح وحماس اتفاق مصالحة وطنية في ابريل بهدف اصلاح العلاقات بينهما والتي تدهورت عندما طردت حركة حماس فتح من غزة اثر اشتباكات دامية في 2007. وادت حكومة التوافق الوطني اليمين الدستورية في الثاني من يونيو. الا ان حماس بقيت القوة التي تحكم غزة فعليا. وتوترت العلاقة بين حماس وفتح الشهر الماضي بعد ان فجر مجهولون عبوات ناسفة امام اكثر من عشرة منازل لقادة في فتح في قطاع غزة ما الحق بها اضرارا مادية بدون وقوع اصابات. في واقعة هي الاولي من نوعها. ومع تعثر كلا من إعادة إعمار غزة. والمصالحة الفلسطينية.. يكون القطاع عرضة لعدوان جديد من إسرائيل التي تسعي حاليا إلي إجهاض المحاولات الفلسطينية لاستصدار قرار دولي ن مجلس الأمن يحدد جدولا زمنيا لانهاء الاحتلال. واقامة الدولة الفلسطينية. ودائما ما تلجأ تل ابيب إلي التصعيد العسكري ضد الفلسطينيين في مثل هذه المناسبات.