يبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الاثنين زيارته الرسمية الأولي إلي الصين وتأتي هذه الزيارة في إطار علاقات الصداقة الوثيقة التي تجمع بين البلدين ويعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين إلي عام 1956 حيث كانت مصر أول دولة عربية وافريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية كما تم إبرام اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين عام 1999 في ضوء حرصهما علي تطوير علاقات التعاون والتنسيق المستمر بينهما في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والشعبية. وتهدف زيارة السيسي إلي الصين لتدشن مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين حيث أعربت الصين عن رغبتها بترفيع مستوي العلاقات بين البلدين إلي مستوي "الشراكة الاستراتيجية" وهو المستوي الذي تحتفظ به الصين مع عدد محدود من دول العالم ويستهدف توثيق العلاقات علي كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية. صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي سيلتقي بالرئيس الصيني "شي جين بينج" بقاعة الشعب الكبري حيث ستقام مراسم الاستقبال الرسمية وتعقبها جلسة المباحثات بين الرئيسين بحضور وفدي البلدين ثم مراسم التوقيع علي وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة وكذا العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في الكثير من المجالات التي تشمل التعاون الاقتصادي والنقل وتوريد المعدات الطبية والطيران المدني والتعليم والبيئة وسيلي ذلك عدة لقاءات مع كل من رئيس الوزراء الصيني "جاو هوتشيانج" ورئيس البرلمان الصيني "جانج دي جيانج" ووزير التجارة الصيني "جاو هوتشينج" ورئيس دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني. ومن المقرر أن تشهد تلك المباحثات واللقاءات استعراض سبل تعزيز العلاقات الثنائية ولاسيما في شقها الاقتصادي علي الصعيدين التجاري والاستثماري أخذاً في الاعتبار عقد المؤتمر الاقتصادي في مصر في مارس المقبل وأهمية مشاركة الصين بفاعلية في أنشطته وفي تنفيذ استثمارات صينية في الكثير من المشروعات التي سيتم طرحها أثناء المؤتمر. أضاف السفير علاء يوسف أن الصين تكتسب أهمية خاصة علي الصعيد الاقتصادي بالنسبة لمصر حيث تعد الشريكك التجاري الثاني لمصر علي مستوي العالم وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين. ومن المقرر أن يحضر الرئيس لقاءً مع مجلس الأعمال المصري- الصيني المشترك ولقاء آخر مع رؤساء كبريات الشركات الصينية لإلقاء الضوء علي التطورات التي يشهدها الاقتصاد المصري علي الصعيدين الإجرائي والتشريعي فضلاً عن التعريف بأهم المشروعات الاستثمارية التي يجري تنفيذها أو الإعداد لها. ذكر المتحدث الرسمي أن السيسي سيستهل فعاليات زيارته إلي الصين الثلاثاء بلقاء مع عدد من رؤساء الجامعات الصينية وذلك في إطار الاهتمام بتكثيف وزيادة التعاون التعليمي والبحثي القائم بين البلدين كما سيعقد الرئيس لقاء مع رؤساء كبريات شركات السياحة الصينية وذلك في إطار الجهود المصرية المبذولة لتنشيط حركة السياحة الوافدة إلي مصر واستعادتها لسابق عهدها كمساهم أساسي في الدخل القومي المصري لاسيما ان الصين تعد حالياً أكبر دولة مصدرة للسياحة علي مستوي العالم حيث وصلت أعداد السائحين الصينيين إلي ما يناهز 130 مليون سائح سنوياً. وعلي الصعيد الإقليمي ستشهد المباحثات بين البلدين تبادل وجهات النظر إزاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والتي يأتي في مقدمتها مكافحة الإرهاب وضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي لمواجهته وتطورات الأوضاع في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط وبحث سبل التعاون والتنسيق لمكافحة الفكر المتطرف والحيلولة دون انتشاره كما ستتناول المباحثات مع رئيس البرلمان الصيني سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين عقب انتخاب مجلس النواب الجديد. ذكر السفير علاء يوسف ان زيادة السيسي إلي الصين ستشمل مدينة "شينجدو" التي تعد إحدي أبرز المدن الصناعية في الصين حيث سيتفقد الرئيس عدداً من المصانع العاملة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا.