مازال الأمل قائما لدي أبناء محافظة دمياط لإقامة مجمع خارج مدينة دمياط وقراها لصناعة البوليستر في دهان الموبيليا المدمر للصحة والبيئة وإصابة أكثر من 40% من أبناء المحافظة بالأمراض الصدرية للعاملين بتلك الصناعة وسكان المساكن المتواجد بها الورش المتخصصة في تلك الصناعة التي يقومون بالرش في الطرقات والشوارع وخاصة الاطفال كان في الماضي يتم دهان الموبيليا بالجملاكة عن طريق "القطنة" وليس الرش.. وطالب الدمايطة بنقل هذه الورش من داخل الكتل السكنية بمنطقة شطا خارج المنطقة السكانية لإقامة وتجميع تلك الورش في مجمع معد علي أحدث الطرق الصحية للعاملين وعدم إصابتهم بأي أمراض جراء استخدام المواد الكيماوية في ورش الموبيليا. المشاكل البيئية بدمياط تزايدت بسبب تلك الصناعة المتغلغلة في الأماكن السكنية ولم تجد حلا إلي الآن رغم خطورتها حيث تنافس خطورة الاقفاص السمكية في مياه النيل والتي قامت الدنيا ولم تقعد إلا بإزالتها وخطورة مصنع موبكو لصناعة البتروكيماويات الذي انتفض الدمايطة ضده لتلويثه.. فقد اصبحت تلك المواد المستخدمة في دهان الموبيليا مصدر رعب للجميع تصيب الاطفال الصغار وتسبب لهم أمراضا صدرية كثيرة وهناك الكثير من أصحاب الورش الذين يحاولون توفيق أوضاعهم عن طريق إنشاء كبائن "أفران للرش" يصطدمون بالقرارات الروتينية التي تعوق قيامهم بتوفيق أوضاعهم ويعودوا للطرق البدائية الملوثة للبيئة. لهذا بدأت هناك صراعات بين الأهالي وبين أصحاب تلك الورش الصغيرة الملوثة للبيئة والمقامة اسفل المنازل في المناطق السكنية في المدن والقري. يقول محمد الصياد مدير مكتب الأمن الصناعي بدمياط أن هناك عدة شروط للترخيص بإنشاء كابينة لرش داخل أي ورشة موبيليات وهذه الشروط هي بأن تقع الورش علي شارع 6 متر وبارتفاع 4 امتار ويمكن استثناء هذا الشرط بموافقة المحافظ وايضا التزام العمال بلبس كمامات لحمايتهم ووجود مدخنة أعلي الورش بارتفاع لا يقل عن 2 متر ويقوم الأمن الصناعي بحملات بضبط الورش المخالفة وبطلب من رئيس المدينة والمركز إصدار قرار بالغلق الإداري بناء علي طلب مدير القوي العاملة وأري أن تعميم الكبائن المجهزة هو الحل لحماية الحرفيين أنفسهم وحماية السكان. ويري محمد الزيني رئيس الغرفة التجارية بدمياط أن معرض الكبائن هو أحد الوسائل لمواجهة هذه المشكلة لكن الاقبال كان ضعيفا علي المعرض من الحرفيين بسبب ارتفاع ثمن الكبينة الذي وصل إلي 20000 ألف جنيه فيمكن لأربع ورش الاشتراك في شرائها بطريقة جماعية واستعمالها ولكن السبب الرئيسي في فشل المعرض هو ضعف الرقابة علي الورش التي تستخدم البوليستر والبوريتان من قبل إدارة البيئة والأمن الصناعي والوحدات المحلية فلا يجد أصحاب الورش حرجا من القيام بالرش في الشوارع توفيرا للنفقات حتي لو أدي ذلك إلي تدمير صحتهم وصحة المواطنين المحيطين بهم أنه لا توجد ورشة واحدة مخالفة في دمياط تم إغلاقها منذ ثلاث سنوات. وتشير الباحثة مواهب أبوالعز في تقرير علمي أن التأثيرات الصحية الناتجة عن استخدام مادتي البوليستر والبوريتان أن اثناء عملية الرش تؤدي إلي احتراق الحويصلات الهوائية للرئة والاستقرار فيها بما يؤدي إلي إصابة الجهاز التنفسي بالحساسية "الربو" والشعور بالصداع والغثيان والقيء وعدم الاتزان والتهابات العين والأنف. ويقول محمد أمين التلباني صاحب كابينة رش لدهان الموبيليات أن اصحاب الورش يستهلون رش الموبيليات بالشوارع حفاظا علي أرباحهم. يؤكد هشام أبوطالب أن أكبر عدد من الورش البوليستر يقع في القري لأن الرقابة الحكومية في مدينة دمياط أدت إلي هروب من يستخدمون البوليستر إلي قري المجاورة لمدينة دمياط رغم أن القري مليئة بملوثات البيئة وهي أكوام القمامة وبرك الصرف الصحي ثم ابتلانا الله بملوث جديد مستورد من إيطاليا وإسبانيا واليونان تحمل إلينا الموت المفاجئ في عبوات جميلة وامتلأت مستشفي الصدر بالضحايا من الحرفيين والسكان. يقول محمد الصعيدي يعمل استورجياً إنه ترك مهنة الدهانات بغير رجعه بعد أن وجد أحد زملائه يموت من أثر الرش وهو يعمل ولذلك قررت تركها قبل أن يأتي علي الدور..يؤكد د.أحمد الشناوي طبيب أمراض صدرية أن عدداً كبيراً من الاطفال من سن أسبوع يأتون مصابين بالتهابات صدرية حادة بسبب استنشاقهم لانبعاثات الرش وهو يهدد ثروتنا من اطفالنا.