منذ أكثر من 15 عاماً يشتكي ابناء الصعيد المقيمون في الإسكندرية من تجاهل هيئة السكة الحديد لمتطلباتهم. والنظر إليهم بعين الاعتبار وتوفير قطارات إضافية في مواسم الأعياد والإجازات. لإنقاذهم من النوم علي أرصفة المحطات للفوز بعدد قليل من التذاكر لا تكفي أفراد الأسرة. وبرغم تكرار الأزمة عدة مرات سنوياً. إلا أن الهيئة ليست مؤمنة بمشاكل وهموم المواطنين. لأنها تلدغ من نفس الجحر عشرات المرات. وتتعامل مع الأزمة بمنطق "النعامة". وتقوم بإضافة قطار مكيف واحد يتيم رقم 1940 في اليوم الذي يسبق وقفة العيد. لا يستوعب سوي 500 راكب فقط. رغم إقبال عشرات الآلاف علي شبابيك التذاكر في أيام العيد. وتوفير قطارين آخرين مميزين لأبناء النوبة المقيمين في الإسكندرية يتم حجزهم عن طريق النادي النوبي. بينما اختفت العربات "العلاوة" من القطارين 934. 88 اللذين تم حجز مقاعدهم قبل أيام العيد ب 15 يوماً. ومن المنتظر أن يشهد غداً الخميس الذي يتم فيه إطلاق القطار الإضافي مهزلة انسانية. من حيث التدافع والاشتباك بين المواطنين. علي حجز التذاكر. أكد عدد من مسئولي محطة مصر بالإسكندرية رفضوا ذكر اسمائهم تنفيذاً للقواعد الصارمة التي تقرها مركزية السكة الحديد بالقاهرة علي عدم جدوي الحلول التي تقوم بها السكة الحديد لمواجهة تكدس الركاب علي محطة الإسكندرية نظراً للهجرة المتزايدة لأبناء الصعيد إلي الثغر في السنوات الماضية ومن الطبيعي أن يزوروا بلدانهم في أيام الأعياد والإجازات. وتفضيلهم ركوب القطارات. لتوافر عنصر الأمان واختصارا للوقت. خاصة أنه لا توجد رحلات طيران من الإسكندرية لمحافظات الصعيد. والبديل هو الميكروباص والسوبر جيت وكلاهما ليس البديل الأنسب لغالبية الأسر الصعيدية. التي يتنامي إلي مسامعها الحوادث الكارثية للسيارات علي الطرق الصحراوية بين الحين والآخر. وأشار المسئولون إلي أن الحل الأمثل هو زيادة أكثر من قطار إضافي في اليوم الواحد. علي أن تستمر رحلاتهم عدة أيام في مواسم الأعياد والإجازات. مع مراعاة زمن التقاطر الذي أصبح كابوسا يؤرق الهيئة بسبب أعطال القطارات وانشغال الخطوط طوال ساعات اليوم. وراح بعض المسئولين يطالبون بضرورة إنشاء خط سكة حديد آخر مواز للقديم لاستيعاب أعداد المواطنين. لاحظت "المساء" أثناء تفقد عملية حجز التذاكر. خلو الشبابيك من المواطنين لتوقف عملية الحجز منذ 11 يوما. لنفاد التذاكر تماماً. بخلاف بضع تذاكر تسمي "طواريء" لا تسمن ولا تغني من جوع. يتم الحصول عليها غالباً عن طريق الواسطة والمحسوبية. أو عن طريق الرشاوي علي حد قول محمد عبداللطيف من محافظة أسوان أثناء توجهه لمكتب مفتشي النقل بالمحطة لتحرير شكوي ضد أحد صرافي التذاكر لقيامه بالامتناع عن صرف تذكرة له. بينما قام نفس الموظف بحجزها لمواطن آخر زاد عنه في المبلغ عشرين جنيهاً علي ثمن التذكرة.