اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي بمقر رئاسة الجمهورية بوزير التعليم العالي د. السيد عبدالخالق ورؤساء الجامعات المصرية الحكومية والخاصة والأهلية والقائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر. استهل وزير التعليم العالي كلمته بتقديم الشكر للرئيس علي هذا اللقاء منوهاً إلي أن هذه اللافتة تعبر عن تقديره للعلم والعلماء كما تحمل رؤساء الجامعات مسئولية إضافية إزاء الطلاب سواء فيما يتعلق بالمنظومة التعليمية أو للحفاظ علي استقرار الجامعات وأمنها. أشار وزير التعليم العالي إلي أهمية نهوض الجامعات برسالتها التعليمية والوطنية عبر مشاركتها في المشروعات القومية وكذا لتحقيق الاستقرار المجتمعي. صرح السفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أشار إلي أن هذا اللقاء يأتي كأول لقاء ضمن سلسلة من اللقاءات التي يعتزم عقدها مع رؤساء الجامعات حرصاً علي تحقيق التعاون بين الدولة والجامعات المصرية والتعرف عن كثب علي أية مشكلات تعوق تطوير المنظومة التعليمية الجامعية. أشاد السيسي بقداسة ونبل المهمة التي يقوم بها الأستاذ الجامعي والتي لا تقتصر فقط علي إعداد إيجاد الجانب العلمي لدي الطالب الجامعي ولكن أيضاً ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتقديم القدوة المثلي علي الجانب الإنساني والأخلاقي والشخصي. استعرض دور الجامعات في زيادة الوعي المجتمعي وغرس قيم الوطنية والانتماء والحفاظ علي ثروات الوطن وممتلكاته العامة ومنها المنشآت الجامعية. تناول السيسي تطورات الأوضاع التي مرت بها مصر خلال السنوات الثلاث الأخيرة موضحاً ان المشكلة في حقيقتها كانت سياسية وليست دينية فالدين سواء كان الإسلام أو المسيحية أقدس من ان يتعرض له أي شخص بالمساس داعياً إلي ضرورة تغليب المصلحة الوطنية وإعلائها علي أية مصالح ضيقة سواء كانت لفرد أو لجماعة. أضاف الرئيس ان حقوق الإنسان المصري لا يمكن اقتصارها فقط علي الحقوق السياسية والمدنية التي يتعين ان تنمو وتزدهر وتلبي طموحات الشعب المصري في هذا الصدد ولكن أيضاً تشمل الحق في الحياة الكريمة والتعليم الجيد ومن ثم يتعين ان يكون للجامعات دورها وإسهاماتها في هذه المجالات وذلك من منطلق المسئولية المشتركة. نوه الرئيس إلي الارتباط بين تحقيق الأمن وجذب الاستثمار موضحاً ان التنوير الفكري يسهم في هذا الأمر ويتيح خفض الإنفاق الأمني وإضافة تلك الموارد للمخصصات التنموية والاستثمارية. أضاف بدوي ان الرئيس استمع إلي رؤي الجامعات المصرية والذين تناولوا أثناء مداخلاتهم سبل تعزيز دور الجامعات المصرية في المساهمة بالأفكار والمقترحات في مختلف المشروعات التنموية المصرية مثل مشروع تنمية محور قناة السويس ومشروع تنمية المثلث الذهبي وتيسير العلاقة بين الجامعات والمحافظات لاسيما فيما يتعلق بتخصيص الأراضي لبناء الكليات الجديدة وتعديل بعض التشريعات بما يسمح إقامة شراكة بين الجامعات والقطاع الخاص ويمكن الجانبين من تحويل مشروعات التخرج وما تتضمنه من ابتكارات علمية إلي منتجات صناعية قابلة للتسويق. أكد الرئيس علي دعم الدولة المصرية للمنظومة الجامعية المصرية ووعد بدراسة الأفكار والمقترحات التي طرحها رؤساء الجامعات مشيراً إلي أهمية إتاحة الفرصة للمتخصصين في مختلف الموضوعات العلمية أو الاجتماعية وإفساح المجال لهم للتعبير عن الرؤي السليمة من واقع تخصصاتهم. أوضح الرئيس ان الجامعات المصرية لديها مواقعها الالكترونية التي يمكن توظيفها كوسائل إعلامية لإيضاح الحقائق العلمية وعرض وجهات النظر العلمية والفنية من قبل المتخصصين بكل حياد وموضوعية وذلك من خلال تشكيل مجموعات بحثية في كافة المجالات لاسيما تلك التي تحتاج إليها الدولة المصرية في الوقت الراهن وفي مقدمتها موضوعات الطاقة المتجددة واستغلال الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء واستصلاح الأراضي الزراعية ومواجهة المشكلات الاجتماعية مثل ظاهرة أطفال الشوارع. وجه الرئيس بالانتهاء من التشريع المتكامل الذي تتم صياغته لتنظيم الجامعات موضحاً انه يستهدف معالجة كافة النقاط التي تم طرحها أثناء اللقاء بما فيها موضوع الشراكة بين الجامعات والقطاع الخاص.