منذ بدء مشروع حفر قناة السويس الجديدة لم نشاهد عملاً فنياً حتي الآن يجسد هذا الحدث التاريخي العظيم بخلاف ما شهدناه الفترة الماضية من أغاني وطنية وأفلام تسجيلية لتوثق ثورتي 25 يناير و30 يونيو.. وغيرها من الأحداث الهامة في البلد. "تسلم الأيادي" و"بشرة خير" و"وقت الشدائد" تعتبر هذه الأغاني أكثر ثلاثة أغاني جسدوا حال مصر وأوضاعها السياسية طوال الفترة الماضية.. استطلعت "المساء" أسباب عدم قيام أي من المطربين والملحنين والشعراء لعمل أغنية وطنية تجسد ما يتم انجازه في قناة السويس الجديد. قال الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي: كتابة عمل فني كبير عن هذا المشروع الضخم يأخذ وقتاً طويلاً. حتي أقدم عملاً يعيش للجمهور مثلما قدمت أغنية عن "السد العالي" لعبدالحليم حافظ ومازال الجمهور يسمعها إلي الآن. أضاف: كل الشعب حالياً ينتظر أغنية سريعة عن المشروع. ولكني لن أتلفت لهذا الكلام وانتظر حتي ادخل في مواد الكتابة لأقدم عملاً متميزاً. أشار الأبنودي إلي تضاؤل دور الإذاعة الفترة الحالية. مشيراً إلي عدم اهتمام رئيسها بمضمون ومستوي الأغاني القيمة التي يجب أن تبثها الإذاعة المصرية العريقة. أكدت الفنانة نادية مصطفي أهمية حدث حفر قناة السويس الجديدة وقالت: بالتأكيد الحدث له أهمية كبيرة وواجب علينا كفنانين توثيقه في أعمال فنية عريقة. مشيرة إلي أنه سيتم التطرق للحدث مهما تأخر الوقت. أضافت: إلي الآن لم يعرض علي أي أغنية تناسب الحدث. وذلك منذ أن قدمت أغنية "روحي للوطن" التي تمت إذاعتها وطرحها خلال الفترة الماضية. وقال الملحن حلمي بكر: للأسف نعاني من "زحمة" حقيقة للفنانين وللأعمال. ولكن بصعوبة شديدة نجد عملاً فنياً يجذب الجميع ويتقبله الجمهور بصدق. أضاف: يجب علي من ينوي تقديم أغنية لهذا الحدث العظيم أن يكون علي قدر كبير من المسئولية والفهم لقيمة العمل الفني ومدي تأثيره في الجمهور. مؤكداً علي ضرورة وجود "الصدق" والإحساس بالوطنية لدي صانعي هذه الأعمال. أشار بكر إلي أن الأغاني ليست بكميتها وكمها في الأسواق. ولكن بقيمتها التي تتناسب بشكل كبير مع قيمة الحدث. متسائلاً: "أين عمرو دياب وتامر حسني من هذه الأعمال الوطنية". وعن تأخر طرح أي عمل فني قال: للأسف كل فنان ينتظر غيره "يعزم" عليه للقيام بهذا العمل. هذا بالإضافة لاتكالهم علي بعضهم.. لذلك هنا يأتي دور الفنانين الكبار في طرح أعمال توثق هذه المشروع الكبير. أكد الفنان مصطفي كامل علي اعتزامه لتقديم أغنية لهذا الحدث الكبير حيث قال: انتظر فقط طرح ألبومي بالأسواق حتي أركز في عمل أغنية لمشروع قناة السويس الجديدة. أضاف: اعمل علي تجهيز أوبريت كبير يضم عدداً من الفنانين. ولكني لن استطيع الإفصاح عن أي شيء يخص هذه الأغنية الفترة الحالية حتي أبدأ في التنفيذ. قدم الملحن هاني شنودة دعوة عامة لمن يمتلك كلمات قيمة أن يرسلها له لكي يقدمها في عمل فني كبير يتناسب مع هذا المشروع. قال شنودة: بالفعل نويت عمل يجسد ويوثق هذا المشروع ولكني لم أجد كلمات مناسبة لقيمة الحدث. فجميع الكلمات التي عرضت علي سطحية جداً. وأنا لا أحب مخالفة ضميري. أضاف: اختار كلمات أغنياتي بعناية شديدة. لأنها ستكتب في رصيدي الفني لذلك يجب أن تكون الأعمال لها قيمة لكي تعيش فترات طويلة من الزمن مثل أغنية "متحسبوش يا بنات". و"زحمة يا دنيا" والأغاني الأولي للكينج محمد منير. أشار شنودة إلي "الشللية" التي أصبح يمتاز بها الوسط الموسيقي حيث أصبح يقتصر تعاون كلا من الشاعر أو المطرب أو الملحن علي فئة بسيطة ممن حوله ويبتعد عن البقية. متمنياً دعوة من الشئون المعنوية للقوات المسلحة لكي ينفذ عملاً فنياً بكلمات راقية تناسب الحدث.