عندما اختلف الأديب العظيم د. يوسف ادريس مع امام الدعاة الشيخ متولي الشعراوي وكتب مقالاً وصف فيه الامام براسبوتين القرن العشرين.. حزن الشعراوي وقتها لكنه لم يعتبر اهانة الأديب الكبير له بأنها اهانة للدين الإسلامي الحنيف. وانتهت الزوبعة وقتها علي خير في اطار من الاحترام المتبادل. لكن يبدو أن أزمة الإخوان المسلمين في عصر ما بعد الثورة ستختلف شكلا وموضوعا عما قبل الثورة. والدليل علي ذلك أن ثورة التحرير عندما أعطت الشرعية لكل التيارات السياسية المحظورة أن تعمل في النور فوجئنا بأن الجماعة المنظمة بدأت تتخبط وتنقسم. بل ووصل الأمر إلي تنصيب أنفسهم دون غيرهم بأنهم الاسلام وآخر تلك التصريحات ما قاله القيادي الإخواني صبحي صالح عندما تعرض لانتقادات فوصف تلك الانتقادات بأنها موجهة لدعوة الاسلام وشبه من يتهمه بالكذب بأنه يكرر ما حدث مع النبي صلي الله عليه وسلم حينما اتهمه الكفار بأنه كاذب وساحر. الشيخ صبحي صالح اعتبر نفسه وما يقوله وجماعته هو الدين الاسلامي.. فهل يا شيخ بعد الثورة تم اختزال الدين الاسلامي الذي أرسل هدي للعالمين في شخصك وجماعة الإخوان المسلمين؟ هل يقبل المسلمون ما تقوله وقبل أن تقوله هل حددت الجماعة دورها بعد الثورة إذا كان دورا دعويا أم دورا سياسيا؟؟ هذه واحدة. أما مسألة أن من اتهموك بأنك كاذب مثل من اتهموا الرسول صلي الله عليه وسلم.. فمن أنت حتي تتشبه بالرسول من أنت ومن غيرك؟ لم يفعل ذلك أئمة الدعاة ولم يفعلها أولياء الله الصالحين ولو فعلها أحد الصحابة بعد الرسول لحاربه المسلمون. لم يفعلها الشيخ الشعراوي ولم يعتبر اهانة د. يوسف ادريس لشخصه اهانة للدين الاسلامي.. فمن أنت حتي تتساوي مع أئمة وعلماء وفقهاء عانوا الكثير وتعرضوا للقمع والقهر والسجن والقتل. لم يقل الشيخ حسن البنا مؤسس الجماعة عن نفسه انه يمثل الدين الاسلامي ولم يقارن نفسه لا بالرسول ولا بالعلماء ولا بالفقهاء. يا شيخ صالح.. كلما كسبت الجماعة أرضا خرج منها من يحرق تلك الأرض.. أرجوك قل خيراً أو لتصمت وأتمني شخصيا أن تصمت لأن صمتك خير للاسلام ولنا ولك.