أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي عن ارتياحه إزاء تقارب وتطابق وجهات النظر بين القاهرةوموسكو إزاء القضايا الإقليمية والدولية.. ووجه الشكر والامتنان للرئيس بوتين علي حفاوة الاستقبال في منتجع سوتشي الرائع الذي أصبحت له مكانة دولية عالية بعد استضافته دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية مطلع هذا العام. أعرب السيسي في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الرئيس بوتين عن شكره للرئيس الروسي لإتاحة الفرصة للقائه رغم اجازته السنوية التي يعلم أهمية القيام بها بعد عام من التطورات الدولية والإقليمية المتلاحقة.. وأعرب عن ثقته في أن تعميق العلاقات بين البلدين هي نصب عين القيادتين وأن عمقها وتنوعها هو شيء فريد بين الدول. أوضح ان هذه المرة الثانية التي يلتقي فيها بالرئيس بوتين وكانت الأول في يناير الماضي في إطار صيغة "2 « 2" عندما كان الرئيس السيسي وقتها نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للدفاع.. ولم تنقطع الاتصالات بيننا وبين مختلف المسئولين في البلدين ونجحنا منذ ثورة يونيو 2013 في تدشين مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين وتنوعا ينبع من تنوع الظروف المحيطة بالعالم الذي يتغير من حولنا بشكل سريع ومتلاحق. شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي علي أن أهمية الزيارة تنبع من أنها تأتي بعد أن خطت مصر خطوات مهمة علي طريق تنفيذ خارطة الطريق التي توافق عليها الشعب المصري بعد ثورة 30 يونيو. وقال انه باعتباره رئيسا لمصر فهو يمثل هنا تطلعات الثورة التي فجرها شعب مصر العظيم متحديا بها كل قوي التطرف والإرهاب ومتطلعا لمستقبل أكثر إشراقا ترسي فيه مصر ديمقراطية حقيقية تحقق للشعب ما يصبو إليه من حرية وكرامة وتنمية حقيقية. أوضح السيسي أن أجندة المباحثات مع بوتين كانت واسعة فيما يتعلق بعلاقاتنا الثنائية التي تشهد نموا يوما بعد يوم كما كانت تعبيرا حقيقيا عن التقارب بل ربما التطابق في وجهات النظر شأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية. أضاف تناولنا أطر دعم التعاون في مختلف المجالات خاصة التجاري والاقتصادي والاستثماري الذي استحوذ علي حيز كبير من المباحثات وعكست المباحثات وجود آفاق رحبة نحو تطوير التجارة مع التجمع الأورو أسيوي وإقامة المنطقة الصناعية الروسية في مصر التي عرض أن تكون مكملة لمشروع قناة السويس الجديدة الذي أطلقته مصر الأسبوع الماضي والذي تعهدت مصر بإتمامه خلال عام واحد من العمل بسواعد أبناء مصر. وقال السيسي ان المباحثات تطرقت أيضا إلي قطاع الطاقة الواعد لتحقيق المصلحة المشتركة للطرفين ونفاذ الصادرات المصرية للسوق الروسية وآفاق تجديد المشروعات التي كان الاتحاد السوفيتي سباقا في تنفيذها في مصر والتي لا تزال تمثل أحد أسس الصناعة والاقتصاد في مصر. أضاف ان مصر تأمل أن يعود التعاون السياحي بين مصر وروسيا إلي سابق زهوه خاصة مع عودة الاستقرار إلي مصر بشكل تدريجي. قال: "كان هناك فهم مشترك لأهمية تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات والبناء علي نتائج اجتماعات اللجنة المشتركة المصرية الروسية التي انعقدت في مارس الماضي في موسكو والتي وضعت العلاقات بين البلدين علي مسار جديد". استطرد السيسي: ناقشت مع بوتين عددا من القضايا الإقليمية والدولية وعلي رأسها الأزمة في غزة.. وأعرب عن تقديره لدعم روسيا للمبادرة المصرية وعن تطلعه لتوظيف روسيا لاتصالاتها لدعم جهودها لتسوية الأزمة ونحو التوصل إلي تسوية للقضية الفلسطينية وفقا للمرجعيات الدولية. قال السيسي: علاقتنا المتنامية مع روسيا تأتي في ظل حرصنا علي التنوع والصداقة والتعاون مع كل من يبادلنا هذا الاتجاه ويحرص علي الإدراك الصحيح للظروف المعقدة التي تمر بها مصر فلا يقتصرها علي شعارات براقة ولا يقلل منها في محيطها الإقليمي.. مشددا علي أن مصر كانت ولازالت دولة محبة للسلام تمد يدها بالصداقة لمن يبادلها أياديها وتعمل لصالح تحقيق مصالح شعبها. تعاون مشترك من جانبه قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه بحث مع الرئيس السيسي تعزيز التعاون المشترك وناقش معه الأجندة الدولية والإقليمية والتعاون التجاري والاقتصادي ووسائل تطوير هذا المجال.. مشيرا إلي أنه خلال الفترة من يناير إلي يونيو من العام الحالي تضاعف حجم التبادل التجاري بين البلدين مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي ويتعين دعم هذا الاتجاه واللجنة الحكومية المشتركة تعمل بنشاط. وأعلن بوتين ان روسيا تدرس إنشاء منطقة تجارة حرة روسية في مصر مضيفا ان البلدين يتعاونان بنشاط في مجال الزراعة ومصر من أكبر مستهلكي القمح الروسي. وروسيا يمكنها تصدير 5.5 مليون طن هذا العام إلي مصر حيث توفر 40% من القمح المستهلك في مصر. أضاف: ان 90% من واردات روسيا من مصر هي منتجات زراعية ومصر رفعت حجم صادراتها الزراعية إلي روسيا بنسبة 30% ومستعدة لرفعها بنسبة 30% أخري.. وبحثنا إنشاء مركز لوجيستي مصري علي البحر الأسود واتفقنا علي تسهيل وصول المنتجات المصرية للسوق الروسي وهناك ممثلون عن هيئة مراقبة الصادرات الروسية سيزورون مصر للتأكد من جودة المنتجات المصرية. شدد بوتين علي أن مصر وروسيا لاعبان رئيسيان في مجال النفط وعرضنا علي الرئيس السيسي مجالات التعاون في مجالات الطاقة وهناك شركة بدأت عملها في السوق المصري وهناك شركات أخري أبدت اهتماما بالعمل في مصر في قطاع الطاقة بما في ذلك في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية. أضاف بوتين: اننا ناقشنا أيضا في مجال استغلال الفضاء مشيرا إلي أنه في أبريل الماضي حمل صاروخ نقل روسي قمرا صناعيا مصريا للاستشعار عن بعد بالإضافة إلي تطور التعاون العسكري الفني ووقعنا من قبل البروتوكول المناسب واتفقنا علي توسيع توريد الإمدادات الروسية من السلاح إلي مصر والتعاون في تصنيع السيارات الخفيفة والشاحنات وتنشيط السياحة باعتبار مصر وجهة مفضلة للروس وعلي الرغم من القيود المؤقتة فإن مليوني سائح روسي زاروا منتجعات البحر الأحمر خلال العام الماضي وسيزيد العدد هذا العام. أشار بوتين إلي أنه بحث مع السيسي القضايا الدولية وأيضا الوضع في غزة والتسوية وسوريا والعراق.. وقال بوتين انه سيواصل مع السيسي مباحثاتهما في وقت لاحق. معربا عن مشاطرته الموقف النشط لمصر في مجال محاربة الإرهاب علي ضوء الأوضاع في المنطقة. أعرب بوتين عن شكره للسيسي علي حديثهما البناء والصريح وأكد حرص الجانبين المتبادل علي تعزيز العلاقات في مختلف المجالات.