رغم مرور أربعة أيام علي إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسي "مشروع العمر" وإعلانه ازدواج قناة السويس بشق قناة موازية للموجودة حاليًا.. فإن العالم لم يفق بعد من الذهول والصدمة غير المتوقعة.. والشعب العربي عامة والمصري خاصة لم يستوعب كل جوانب وعظمة هذا المشروع. لقد تصورنا جميعًا أن يتم الإعلان عن تنمية قناة السويس الحالية من خلال توسعتها وزيادة عمقها وإقامة مشروعات تنموية متنوعة علي ضفتيها سواء بمناقصات أو أسهم.. وكنا نظن وليس بعض الظن إثمًا ان هذه المناقصات والأسهم سيكون امتلاكها متاحًا للشركات والأفراد مصريين كانوا أو أجانب وبضوابط صارمة تحمي الأمن القومي. لكن.. ما تم الإعلان عنه شيء يفوق العقل ويجعلنا جميعًا نعتز بمصريتنا وقياداتنا الحريصة علي البلاد والعباد وعلي الماضي والحاضر والمستقبل. ويجعلنا أيضًا مرتاحي الضمير والبال لأننا قمنا بثورة شعبية في يونية أعادت مصر من الاختطاف وحمتها من الضياع. ولأننا اخترنا السيسي وكلفناه بالترشح وانتخبناه رئيسًا للبلاد. كنت أتابع تفاصيل إطلاق المشروع وعيني تملأها الدموع من الفرحة.. وقد سجدت لله شكرًا وحمدًا أن أحياني حتي أري بداية هذه المعجزة وأدعو الله أن يمد في عمري لأشاهده واقعًا ملموسًًا. خلال المتابعة.. وعلي طريقة "الفلاش باك" تجسد أمام عيني ما كان من حفر قناة السويس الحالية في القرن التاسع عشر والتي افتتحت رسميًا عام 1869 وما يحدث حاليًا من حفر قناة موازية لها.. فما أشبه اليوم بالبارحة رغم الفروق الجوهرية بين القناتين. ان الحديث عن "قناة السويس 2" لا يمكن أن يستوفي في مقال أو اثنين أو عشرة.. ومن المؤكد أنه سيكون حديثًا ممتدًا لسنوات وليس حتي لشهور مثلما مازلنا نتحدث عن أهمية وفوائد "قناة السويس 1" إلي اليوم رغم مرور 145 عامًا علي افتتاحها.. ويقيني أن حديثنا لن يتوقف بل سيزيد بإنجاز شقيقتها التوءم. الحديث عن القناة الجديدة متشعب: هناك أكاذيب يروجها الإخوان لابد من كشفها وتعريتها وإثبات زيفها.. وهناك اختلافات جذرية بين مشروعي الإخوان والسيسي.. وهناك معان كثيرة ودلائل أكثر يحويها المشروعان.. وهناك فوائد جمة لمشروع العمر.. وهناك أفكار جديدة يمكن بحثها بجدية وتبني الصالح منها.. وهناك أيضًا مخاوف مشروعة تقلقنا.. وغير ذلك كثير. ابتداء من الغد بإذن الله نتحدث عن المشروع بالتفصيل.. وغدًا تحديدًا نتكلم عن "أكاذيب الإخوان".