تراجع القتال في قطاع غزة الليلة الماضية بعد أن قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إنها تؤيد هدنة إنسانية لمدة 24 ساعة لكن لم تظهر بوادر لأي اتفاق شامل لانهاء الصراع مع إسرائيل.. وقالت حماس إنها تؤيد دعوة الأممالمتحدة لوقف القتال مع حلول عيد الفطر المبارك . وتواصل القصف بعد الموعد الذي أعلنت حماس أنها ستوقف إطلاق النار خلاله وشكك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في صلاحية الهدنة. ذكرت وسائل اعلام اسرائيلية إن المدافع الاسرائيلية أطلقت قذائفها علي قطاع غزة . وقال نتنياهو خلال مقابلة مع شبكة سي.إن.إن. التلفزيونية الأمريكية "حماس لا تقبل حتي عرضها هي بوقف إطلاق النار. إنها مستمرة في إطلاق النار حتي ونحن نتحدث".. وأضاف أن إسرائيل ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية شعبها." وقالت مصادر إسرائيلية. إن نتياهو جدد رفضه لمقترح كيري للتهدئة في غزة وتمسكه بالمبادرة المصرية. لكن سكانا في غزة قالوا إن القصف الإسرائيلي وعمليات إطلاق الصواريخ التي تنفذها حماس تراجعت الليلة الماضية مما يشير إلي أن هدنة ربما تسري بحكم الأمر الواقع في الوقت الذي يبدو فيه أن المساعي الدبلوماسية للتوسط من أجل وقف دائم لإطلاق النار متعثرة. لكن الجيش الإسرائيلي قال إنه سيحتاج لمزيد من الوقت لتدمير شبكة الأنفاق التي تعبر حدود قطاع غزة. ويقول الجيش ان هذا أحد أهم أهدافه. كما قال عاموس يادلين رئيس جهاز الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق. إن مطالبة حركة حماس بنزع سلاح قطاع غزة كمطالبة قس باعتناق اليهودية. ونسبت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إلي يادلين قوله "هذه هي أيولوجيتهم . ما يعتقدون به المقاومة . فهم لن ينزعوا سلاح غزة طوعا. من يستطيع أن يفعل ذلك فقط هم جنود الجيش الإسرائيلي".. وأضاف يادلين وهو الآن مدير معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب- "إن اسرائيل في حاجة إلي تطبيق ضغط عسكري أكثر قوة بكثير علي جناح حماس العسكري الذي اعترف بأنه تلقي ضربة ولكنها ليست بالقوة المطلوبة".. وقال "لا قادة حماس ولا مقاتليها الرئيسيين قتلوا". وأعلنت حماس رفضها لأي تهدئة من جانب واحد لا تشمل انسحاب الآليات العسكرية الإسرائيلية من المناطق التي توغلت بها في قطاع غزة ووقف الهجمات وعودة النازحين لبيوتهم. وسبق أن أعلنت كتائب القسام مسئوليتها عن قصف تل أبيب بصاروخي "إم 57" وعسقلان بخمس صواريخ جراد. وأكدت قصفها تجمع آليات عسكرية إسرائيلية قرب كلية الزراعة بصاروخي 107 وقصف نتيفوت ب 5 صواريخ غراد. قال "محمد اشتيه" مستشار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن إسرائيل لها أجندة خفية تكمن وراء هجومها علي غزة. وتتمثل في استهداف حكومة الوحدة الوطنية. وتدمير التوافق والمصالحة الفلسطينية. وأضاف اشتيه - في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي إن إن" الأمريكية- أن السلطة الفلسطينية تقبل بحل الدولتين. وكذلك حركة حماس تقبل به. وأن الفلسطينيين يريدون تحقيق السلام. جدد مصدر مسئول التأكيد علي أن معبر رفح يعمل بشكل مستمر منذ بداية العمليات العسكرية الإسرائيلية علي قطاع غزة للتخفيف من معاناة سكان قطاع غزة من خلال استقبال الجرحي والحالات الإنسانية ونقل المساعدات الغذائية والدوائية. وأوضح المصدر أن عدد الذين عبروا من قطاع غزة إلي مصر منذ فتح المعبر وحتي الآن تجاوز 3000 فلسطيني في حين بلغ عدد الذين عبروا من مصر إلي غزة حوالي 1287 شخصاً خلال نفس الفترة كما تم نقل أكثر من 777 طنا من الأدوية والمهمات الطبية والمساعدات الغذائية إلي قطاع غزة بالإضافة إلي استقبال الجرحي والمصابين الفلسطينيين جراء الاعتداءات الإسرائيلية وتسكينهم بالمستشفيات المصرية لتلقي العلاج. أضاف انه في ضوء تصاعد تدهور الأوضاع في قطاع غزة نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي فقد اتفقت الجهات الوطنية المصرية علي مجموعة من القواعد المنظمة لآلية دخول قوافل الإغاثة والمساعدات إلي قطاع غزة من خلال معبر رفح البري لتسهيل عملية دخول وخروج الأفراد والبضائع وتنظيم عملية مرور القوافل وضمان عدم حدوث تكدس وشدد المصدر علي أنه في الوقت الذي تقوم فيه السلطات المصرية بتشغيل معبر رفح بشكل استثنائي ولاعتبارات إنسانية فان المسئولة تظل ملقاة علي عاتق إسرائيل بوصفها سلطة الاحتلال لفتح المعابر الست التي تربط قطاع غزة بها لتسهيل عبور الأشخاص ووصول المواد الأساسية لسكان قطاع غزة بوصف ذلك التزاما قانونياً تفرضه قواعد القانون الدولي واتفاقيات جنيف الأربع. وقد وصلت 7 حالات من الجرحي والمصابين الفلسطينيين إلي الجانب المصري عن طريق ميناء رفح البري لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية من آثار القصف الإسرائيلي لقطاع غزة إلي جانب 7 من المرافقين وقد تم توفير سيارات الإسعاف لنقلهم إلي المستشفيات المصرية لتلقي العلاج. أعلن الدكتور طارق خاطر وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء أن وفداً طبياً متخصصاً استقبل الجرحي والمصابين القادمين من قطاع غزة وقام بتشخيص حالاتهم وتوجيههم إلي المستشفيات المصرية لتلقي العلاج.