نحن في مصر لا نبالي بما يحدث للآخرين إلا بقدر احساسنا ومشاعرنا نحوهم.. لكننا في الأول والآخر نقول ما دمنا بعيدين عنهم فإننا نظن أنفسنا أننا بمنأي عما يجري لهم. علي سبيل المثال: نسمع عن حريق جري في مصنع أو مسكن أو في أي مكان فنقرأ الخبر ثم لا نبالي بأن هذا يمكن أن يحدث لنا.. نعرف أن السيول اجتاحت منازل الناس فنقول نحن بعيدون عنهم.. نقرأ عن أخبار ارهابية وقعت ضد أحد فنؤكد أن ذلك لا يمكن أن يحدث لنا!! بل ان بعض هذه الأعمال الارهابية ربما تكون أقرب اليك من الآخرين ولكنك تمني النفس بأن هذه الأعمال لا يمكن أن تطولك.. فإذا وقعت هذه الأعمال ضد أناس كان لك بهم صلة ما تتأثر لحالهم ثم سرعان ما تقول انهم هم المقصودون أما نحن فإننا لا يمكن أن ينالنا حتي نصف ما نالهم!! هذا حالنا وهذا ديددنا .. نتواكل ولا نتوكل.. لا نأخذ حذرنا لأننا استبعدنا حدوث ما جري لهم أن يحدث معنا.. ومن هنا.. وفي هذا المكان سبق أن كتبنا أكثر من مرة لرجال الشرطة والجيش أن يأخذوا حذرهم من العدو الارهابي الذي يمكن ان يطولهم في أي وقت. كتبنا وقلنا حصنوا أنفسكم تحصينا جيداً وقويا حتي لا يباغتكم العدو في أية فرصة تتاح له.. وطالبنا بأن تكون لأجهزة المخابرات العامة ولمباحث أمن الدولة دور في تتبع هذه الاعمال للامساك بالقائمين عليها قبل أن يباشروا نشاطهم. لكن الأمر يتكرر بين يوم وآخر.. فإذا انتبهنا فقط لما يجري في سيناء نجد أن الأمر تكرر في أي مكان في القاهرة أو في أية عاصمة من عواصمالمحافظات أو في غرب البلاد ما بين ليبيا ومصر.. أو ما حدث بالنسبة لحادث الفرافرة الذي وقع أول أمس. القوة التي كانت موجودة حاربت حتي سقط فيها شهداء آخرون 22 شهيدا ومصابين. وقيل طبقا لبيان القوات المسلحة إن أكثر القتلي والمصابين وقعوا علي إثر انفجار مخزن للذخائر بجوارهم أصيب بطلقة آر. بي.. جي!! إننا نعاود الكرة من جديد أيها السادة.. لا تظنوا بأنكم بعيدون عن الاعمال الارهابية. فانتظروها في أي وقت. وتوقعوا حدوثها علي غرة منكم.. واعلموا أن هذا العدو لن يهاجمكم إلا إذا وجد لديكم ثغرة يمكن أن ينفذ منها!! أما كيفية العثور علي هذه الثغرة فإن مواطنا عاديا يمكن أن يظهر بينكم ويراقب تحركاتكم وسكناتكم. ثم يعرف من أين يؤتي لكم من خلال هذه الاعمال الارهابية التي تتربص بكم. ان سقوط هذا العدد الكبير في حادث الفرافرة يذكرنا بمجزرتي رفح الأولي ورفح الثانية.. لكن هذه الحالة التي نحن بصددها اتيح لبعض الجنود أن يحاربوا عدوهم حتي سقط هذا العدد منهم!! مرة أخري.. فلنحذر.. ثم لنحذر حتي لا نتفاجأ بهذه الاحداث التي توقع شهداء ومصابين بيننا.. لا تنتظروهم ليفاجئونا. بل قاتلوهم واقتلوهم!! بسم الله الرحمن الرحيم: "ولا تركنوا للذين ظلموا فتمسكم النار"!!