الجرثومة الحلزونية غول متربص بمعدة المصريين وهي الجرثومة الوحيدة التي تعيش في الوسط الحمضي للمعدة دون ان تتأثر بشدة حموضتها . وتنتقل للإنسان عن طريق تناوله الطعام الملوث أو مياه شرب الملوثة لذلك حذر دكتور مختار عبدالعاطي أستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد بطب عين شمس من المأكولات أو مياه الشرب غير المعقمة حيث ان الطريقة التقليدية المتبعة باستخدام الفلاتر والشبه والكلور في محطات تنقية المياه لاتكفي لتعقيم المياه. ينصح دكتور مختار بشرب المياه المعدنية او الطبيعية المعقمة بطريقة صحية تجنبا للإصابة بهذه الجرثومة التي تلتصق بجدار المعدة بمجرد دخولها محدثة آلام بها ومسببة زيادة في إفرادات حمض المعدة نتيجة إختراقها لجدارها مما يسبب الإصابة بقرحة المعدة كما تسبب إرتجاع المرئ وهي الآلام الشائعة التي يعاني منها90% من مرضي المعدة من المصريين وقد تسبب هذه الجرثومة مضاعفات أخطر في حالة إهمال أو فشل علاجها كالإصابة باورام في المعدة أو الإصابة بما يعرف بال "بريت" وهو نوع من أورام المريء إذا إستمر بقاؤها مرتشقة بجدارة لفترة. هذه المقدمة كان سببها شكوي القارئ أ.م.ع 30 سنه من دار السلام بجنوب القاهرة والذي يعاني من آلام تلك الجرثومة وفشله في علاجها ويسأل عن العلاج الطبي الأمثل للقضاء عليها. دكتور مختار عبدالعاطي أكد ان الجرثومة الحلزونية تعرف بالجرثومة العنيدة المقاومة للعلاج حيث لايوجد ميكروب مثلها يعيش في وسط المعدة الحمضي المماثل لماء النار لذلك فالعلاج منها علاج معقد يتمثل فيها يسمي بالعلاج الرباعي وهو عبارة عن 3 أنواع من المضادات الحيوية بالإضافة لنوع معالج لحموضة المعدة وهذه الانواع الاربعة يتم تركيبها في كبسولة دوائية واحدة تؤخذ بجرعات منتظمة يوميا ولمدة 21 يوماً متصلة دون انقطاع . وهناك نوع آخر من العلاج يعرف بالعلاج الثلاثي وهو عبارة عن نوعين من المضادات الحيوية بالاضافة للمعالج لحموضة المعدة ويعطي ايضا في كبسولة واحدة لمدة 21 يوما. اشار الي انه في بعض الحالات قد ينصح الطبيب بتناول العلاج الرباعي لمدة أسبوع او اسبوعين فقط ولكن الافضل تناوله لمدة ثلاثة أسابيع لضمان خروج تلك الجرثومة من المعدة تماما مع إمكانية تكرار العلاج .. ويمكن أهمية معالج الحموضة في انه يجعل الوسط المعدي اقل حموضة بما لايتناسب مع البيئة المفضلة لتلك الجرثومة وبالتالي تترك مكانها وتخرج مع انفضلات. وأكد دكتور مختار أن أساس العلاج يكمن في صبر المريض ومداومته علي اخذ الدواء بموعد منتظم ومستمر دون أنقطاع أو إهمال حتي لاتتوصل الجرثومة وتتمكن من جدار المعدة او المرئ مسببة الاورام السابق الإشارة إليها والتي لايصلح معها علاج سوي الجراحة بإستئصال الجزء المتورم من جدار المعدة المحتوي علي تلك الجرثومة او استئصال الجزء المتورم من المريء واستبداله بانبوبة تؤخذ غالبا من الأمعاء التي يحاكي جدارها جدار المريء أو ان يتم تركيب أنبوب صناعي بديل للمريء. واشار دكتور مختار الي أن اعراض الاصابة بتلك الجرثومة تبدا بالشعور بآلام في المعدة والإحساس بارتجاع في المريء ومرارة في الفم ثم ألام شديدة بالمعدة "تسمع" في الظهر ثم يبدأ ظهور آخر عرض سئ وهو القيء الدموي .. لذلك يحذر دكتور مختار من إهمال علاج أي آلام بالمعدة يشعر بها الانسان العادي خاصة أنها تعد مؤشرا علي الكثير من الامراض فقد تكون ألامها نتيجة لأمراض بالكبد أو المرارة أو الاصابة بالسكر وقد تكون مؤشرا علي إلتهاب الزائدة. وتبدأ مراحل التشخيص بإجراء تحليل للبراز حيث يتم اكتشاف بويضات الجرثومة وإجراء تحليل للدم حيث يتم اكتشاف أجسام مضادة الجرثومة في الدم ثم عمل منظار واخذ عينة من المعدة من الجزء الملتهب بها فنجد الجرثومة في تلك العينة .. وغالباً ما تفضل هذه الجرثومة البقاء في جدار المعدة في الجزء القريب من الإثني عشر حيث تزداد شدة حموضة عصارة المعدة في هذا الجزء.