* سيدتي: اسمحي لي أن أفتح لك صدري وأحكي لك ما ألم بي من وجع.. المشكلة ليست مشكلتي لكنها مشكلة أخي وأعاني منها ربما أكثر منه للأسف.. أخي يا سيدتي يبلغ من العمر 51 عاماً.. تزوج ثلاث مرات وفي كل مرة يختار بسرعة ولا يفكر فالأولي أم أولاده أكثرهم احتراماً وأكثرهن نكداً من وجهة نظره.. الثانية كانت بذيئة ولم ترق لمستوي الزواج الرسمي فقد كانت زواجاً عرفياً.. الثالثة حكاية.. فقد تزوجها دون علمنا بعد أن تعرف عليها فجأة وبدون مقدمات عرفنا عليها علي أنها صديقة وفي أقل من شهرين كانت زوجته وقال في أخلاقها ما تعجز الأقلام عن وصفه جمالاً.. وكان شكلها يشي عكس هذا تماماً وبالسؤال عنها عرفنا أشياء كثيرة ليس مجالها.. الكارثة أنه بدأ يدرك عيوبها البشعة.. أقلها الكذب في أشياء كبري لا تمر علي رجل عاقل يحترم نفسه وثانياً البذاءة والحقارة في الألفاظ والأفكار ثم الاستغلال الواضح له علي كل ما تطلبه وكأنه العبد الحبشي الذي كلف بخدمتها.. وتستعرض علينا بفجاجة المحدث في كل شيء.. وعندما تحدثنا إليه قال: تلك عيوب خلقية بضم الخاء ونحمد الله أنها ليست خلقية بكسر الخاء ولا يمكن إصلاحها.. حاولنا معه لكنه لا يستمع وأصبح مثلها كاذباً.. لا يقول الحق ولا يحب سماعه.. أصبح كمن عرف أن اللقمة التي معه ملوثة ولكنه سيأكلها لأنها تضحك عليه بتصرفات لا يضحك بها علي شاب لم يخبر الحياة.. هذه السيدة المكروهة للجميع لا تهمنا.. ولكنني حزينة علي أخي الذي كان صاعداً في عيون الجميع ومنذ عرفها أصبح .....؟!!! عفواً يعف لساني عن وصفه.. أنا حزينة عليه وخائفة علي بيته الأول فقد أصبح لا يطيق زوجته الأولي ويتلكك لها وكأن الجديدة تلك ستحل محل أم أولاده بهذه الأخلاق المعيبة.. فماذا نفعل وهل نبذل معه محاولات أخري أم نتركه.. برجاء الرد علينا فأنا وأمي في منتهي الحزن عليه. ** عزيزتي: أخبرتني بأن عمره 51 عاماً.. هو ليس طفلاً ولكن ربما يمر بأزمة منتصف العمر.. التي تجعله حريصاً علي أن يغنم من العالم لذاته جميعاً وكأن كل شيء ينتهي غداً.. الأمر الثاني أنه لا يري غير نفسه فيما يفعله هو يريد إمتاع نفسه فأي شخص سيعترض تلك الحالة عدو بالنسبة إليه أو حاقد أو غيور.. هو يري عيوبها بدليل أنه صنفها تصنيفاً لا يخلو من كوميديا فلا أعرف مستوي شقيقك العلمي ولا الاجتماعي ولكن من يقول نحمد الله أن العيوب ليست خلقية بكسر الخاء.. أقول له ليس لنا أن نعترض علي العيوب الخلقية بكسر الخاء فلم نخلق أنفسنا.. وقد تكون المرأة عرجاء أو حولاء أو كبيرة الأنف أو واسعة الفم لكنها سيدة تليق بالحياة.. أما غير المقدور عليه العيوب الخلقية بضم الخاء والذي يعتقد أنها تعالج.. هناك أمور لا تعالج خاصة علي كبر ومن أولها وأخرها الكذب.. فالكاذب يا صديقتي يقتل ويسرق ويزني ويخون وطن.. وهناك ما نسميه بالكذب العميق والذي يؤذي ومنه ما تقولين إنه واحد من خصالها.. وهناك الكذب البسيط الذي لا يضر إلا صاحبه.. وعلي مجملهما لا يعالج إلا السطحي أما العميق فليس له حل لأنه كالنقش علي الحجر وهو طري فإذا ما جف أصبح مستحيلاً.. وكذلك بذاءة اللسان والأفكار.. واعتقد أن زوجة أخيك ليست طفلة ليقوم سلوكها فمن عاشت ربع قرن علي الأقل بسلوك معوج لن يقوم وإن حرصت.. قد تخدعه وتمارس عليه الكذب وأظنه يحب أن يصدقها لغرض في نفسه وهو الرغبة فيها أو الحب.. فلا تتدخلي وانزعي السلطة الأبوية عنه واتركيه فمثله الحياة قادرة علي إفاقته بطريقتها.. ولا تخافي علي أولاده فهو لن يأمن زوجته الجديدة عليهم وهو يعرف عيوبها لا لشيء إلا لأنه يبرر كما قلت ليقضم اللقمة الملوثة.. ربما بصقها ذات يوم.. هو ايضا يعرف أن النكدية أرحم من الكاذبة المتسلطة البذيئة لذا لن يفرط فيها فهو فقط يحيا لنفسه ومثله يبقي وحيداً بعد أن يكتشفه من حوله.. ربما الأمر يختلف مع الشقيقة والأم وربما لا يتركانه ولكن لا تعترضا حياته نصحاً أو غير ذلك وطالما أدركتما أنه أصبح كاذباً كزوجته.. فقط لا تمنحوه ثقتكم وهذا يكفي. عزيزتي من يري في العيوب الخلقية رحمة أكثر من الخلقية بكسر الخاء.. شخص لا يري إلا رغباته فقط.. ولا يفكر إلا كطفل راغب في لعبة وقد أصبحت زوجته هو لعبة لها وهي ايضا لعبة لديه كلاهما يدرك ما يريد فلا تحزني ولا تخافي بل احذري فمثلهما يفعل أي شيء المهم ما ينالانه من سعادة ولو مؤقتة أو زائفة. ** همسات الصديق عبدالمنعم العطار: بابي اجتماعي وعاطفي يا صديقي أما المساعدات المادية والطبية فهناك أبواب لها بجريدتنا منها مع تحياتي للمساء والدنيا بخير.. تستطيع إرسال مشكلتك بشكل تفصيلي ومعها ما يفيد صدق قولك وسوف يقوم الزملاء بمساعدتك فوراً.