حقق الدويتو الغنائي نجاحاً كبيراً عبر سنوات في السينما المصرية وبرز فيه نجوم عديدة منذ أفلام الأبيض والأسود حيث كانوا يحرصون علي الغناء بمشاركة نجوم يتساوون معهم حجما وقيمة وكان أشهر دويتو غنائي بين كل من النجمين الكبيرين فريد الأطرش وشادية في أغنية "يا سلام علي حبي وحبك". أما الجيل الجديد فيعتبر الفنان المعتزل فضل شاكر الأكثر غزارة في لبنان في غناء الدويتو حيث خاض هذه التجربة مع أربع نجمات من الصف الأول وكانت البداية مع الفنانة نوال الكويتية في أغنية "أحاول" التي حققت نجاحا باهرا جعله يكررها مع النجمة شيرين عبدالوهاب في أغنية "عام جديد" التي نجحت أيضا. أما التجربة الثالثة له فكانت مع النجمة يارا والتجربة الرابعة له فكانت مع إليسا في أغنية "جوا الروح" التي توقع الجميع أن تشكل حدثا فنيا لكن النتيجة كانت مخيبة للآمال ومر العمل مرور الكرام. وبالرغم من هذا الانتشار للدويتو الغنائي إلي ان هذه الفترة ظهرت تجارب معدودة هي التي تلقي نجاحا ويظل يرددها الجمهور منها أغنية "الناس الرايقة" للفنان الكبير عدوية واللبناني رامي عياش.. فتحت "المساء" ملف الدويتوهات الغنائية ومستواها الفني علي مدار السنوات الأخيرة ورأي النقاد والفنانين الموسيقيين في هذه التجارب. قال الموسيقار حلمي بكر: الدويتو الغنائي يجب أن يكون سؤالا وجوابا وبين صوت رجالي وآخر نسائي ولكن ما يحدث حاليا يعتبر تحايلا علي أشكال الدويتو حتي تحول إلي تقاليع ليس لها قواعد ولا أصول. أضاف: نحن للأسف نعاني من جهل شديد في المجال الموسيقي والجميع يستغل اسم "track" للانتشار خاصة اذا كان دويتو مع نجم كبير فمثلا الدويتو الذي يستعد له كل من حكيم وهيثم شاكر يكون في صالح الأخير. أشار إلي أن الفترة التي كان فيها دويتو حقيقي كانت أيام ليلي مراد وعبدالوهاب وراقية ابراهيم.. وغيرهم من الفنانين العمالقة الذين كانوا يستخدمون الدويتو بطريقة سليمة وليست "تقاليع" كما نشاهدها الفترة الحالية. يعتبر الفنان والشاعر مصطفي كامل من أوائل الفنانين الذين قدموا الدويتوهات الغنائية قائلاً: قدمت في التسعينيات دويتو بين الفنانة شيرين عبدالوهاب والفنان محمد محيي في أغنية "بحبك" وكانت هذه الأغنية بداية الانطلاق للفنانة شيرين عبدالوهاب. أضاف هذه الظاهرة صحية جدا لانتعاش الوسط الغنائي ولكن هذه الفترة للأسف لا يوجد فن من الأساس ولا سينجل ولا دويتو وذلك نظرا لعدم الاستقرار الحادث في البلد. أشار كامل إلي ان المناخ العام أصبح لا يستوعب أغاني عاطفية مؤكدا ان نجاح أغنيته "تسلم الأيادي" نظرا لارتباطها بالمناخ السائد ومواكبتها للأحداث. أرجعت الفنانة نادية مصطفي ظاهرة غياب الدويتو الغنائي إلي قلة وندرة الأفلام الغنائية باعتبارها هي الشيء الوحيد الذي كان يقدم أشكالاً ناجحة للدويتو ويظهر فيه تنوع للموضوعات وفقاً لمضمون هذه الأفلام.