حكومة المهندس إبراهيم محلب التي ستقدم استقالتها لرئيس الجمهورية المنتخب خلال ساعات قليلة وفقاً للدستور هل تبقي لاستكمال ما بدأته منذ تشكيلها من 3 أشهر أم ترحل وتختفي من الصورة تماماً؟. الآراء انقسمت بشأن هذه القضية فالفريق الأول يري استبعادها تماماً لأنها مثل باقي وزارات ما بعد ثورة 25 يناير لم تكن علي مستوي المسئولية وفريق ثان يفضل التعديل في الوزارة الحالية إلي أن يتم تطبيق نص الدستور الخاص بتشاور الرئيس والبرلمان في تشكيل حكومة جديدة.. ورأي ثالث يفضل استمرارها لتنفيذ ما بدأته من سياسات واعطاءها الفرصة حيث إن ال 3 شهور التي قضتها ليست كافية لتقييمها. * البدري فرغلي عضو مجلس الشعب السابق يتخذ موقفاً وسط من البقاء علي وزارة محلب أو رحيلها قائلاً: الطريق السليم الآن يتطلب الابقاء علي الوزارة الحالية بشرط اجراء بعض التعديلات الضرورية عليها إلي أن يتم انتخاب مجلس النواب ويتم التغيير الشامل باختيار حكومة جديدة بالمشاركة بين رئيس الجمهورية ومجلس النواب طبقاً للدستور وحتي يأتي رئيس الوزراء متفقاً مع رؤية الرئيس لأننا أمام مهمة عمل ضخمة وأصبح الزمن لدينا يقاس بالساعات وليس بالأيام والشهور حتي نقضي علي العديد من المشاكل التي احاطت بالمصريين لسنوات طوال. استطرد قائلاً: إلي أن يحدث ذلك يجب الا يتحمل الرئيس الجديد عبدالفتاح السيسي أخطاء مجموعة من الوزراء الذين سوف يمثلون عبئاً عليه ولن يستطيعوا أن يسيروا علي نفس النهج ومن هؤلاء وزير المالية أحد تلامذة بطرس غالي وحسني مبارك وأحد المؤمنين يصندوق النقد وهؤلاء لن يحققوا شيئاً لمصر بل اكاد أقول إنهم سيشاركون في خرابها لا قدر الله.. ايضا وزير النقل الدميري الذي لم يتحمله من قبل نظام مبارك بكل عيوبه واقاله فكيف نبقي عليه مرة اخري وهو المعروف بعلاقته بشركات التوكيلات. أضاف: وزير الكهرباء يجب أن يرحل فوراً فقد تقاعس عن اتخاذ أي اجراءات قانونية في مواجهة من دسهم الاخوان في الوزارة ومحطات الكهرباء وهم الذين يتسببون الآن في احتراق التوربينات وتعطل المحطات وانقطاع الكهرباء التي لا يقف وراءها نقص الغاز والوقود كما يدعي البعض فهؤلاء بقرار من الدولة ينتمون إلي جماعة ارهابية وليس من العقل أو المنطق الابقاء عليهم ليظلوا بمثابة اصابع الديناميت التي يمكن أن تنفجر في أي لحظة. أكد أن هذا لا ينكر أن هناك وزراء كانوا علي مستوي المسئولية وعلي رأسهم وزير الأوقاف الذي قام بدور بطولي يجب أن نقدره عليه ونفخر به في مواجهة الأخونة في الأوقاف واستبعاد الموالين للإخوان. أوضح أننا في حاجة ماسة الآن إلي وزراء سياسيين منحازين إلي الجماهير ويجب أن يسقط فوراً وزراء المكاتب. قرارات متسرعة * مارجريت عازر نائب رئيس المجلس القومي للمرأة وعضو مجلس الشعب السابق تؤكد أن حكومة المهندس محلب تحمل الكثير من المتناقضات فهو شخصياً شخصية متحركة ولكن هذا ليس الدور الوحيد لرئيس الوزراء وليس مطلوباً أن يفعل كل شيء بل عليه أن يضع السياسات والخطوط العريضة ويتابع تنفيذها وفي نفس الوقت هناك وزراء لم نشعر بوجودهم ولم يكونوا علي مستوي المسئولية وايضا هناك قرارات صدرت من الوزارة غير مدروسة. اضافت أن هناك كفاءات يمكن أن نبقي عليها في الوزارة الجديدة وهذا يتوقف علي اختيار الرئيس الجديد ومدي قدرتهم في نفس الوقت علي مواكبة الفكر الجديد. اشارت إلي أننا في هذه المرحلة نحتاج بشدة إلي وزراء سياسيين قادرين علي التفاعل وقضايا الجماهير بشكل حقيقي أما كبار المسئولين والموظفين فيكونون من التكنوقراط الخبراء في تخصصاتهم وهم في نفس الوقت يمثلون الهيكل الاداري للوزارة وينفذون ما يضعه الوزير من سياسات. قصر المدة * السفير أحمد حجاج مساعد وزير الخارجية للشئون الافريقية سابقاً يري أن المهندس محلب وحكومته اديا بشكل جيد رغم قصر المدة التي قضاها ولكن الوزارة بصفة عامة استطاعت اختراق اكثر من ملف وقضية فعلي سبيل المثال قام وزير الخارجية بجهد كبير لتحسين صورة مصر الخارجية خاصة فيما يتعلق بسد النهضة وعودة مصر للعمق الافريقي ومن جديد بدأت تنشط العلاقات مع افريقيا بعد فترة ركود كبيرة.. كما استطاع تحريك البعثات الدبلوماسية في الخارج لتحسين صورة مصر. أضاف أن وزير التجارة والصناعة باعتباره من رجال الاعمال استطاع أن ينهض بملف التجارة ويعقد بعض الاتفاقيات الدولية التي تصب في مصلحة مصر. طالب بان تشمل الوزارة الجديدة وجوهاً شابة بشرط أن تتميز بالكفاءة والقدرة علي العمل وسرعة اتخاذ القرار. العمل الدءوب * محمد نبوي المتحدث الرسمي لحركة تمرد يري أن المدة ليست كافية للحكم علي تجربة وزارة محلب لكن في نفس الوقت لا نستطيع أن نغفل أنها منذ البداية تميزت بالعمل النشط الدؤوب الذي لا يهتم فقط بالجانب السياسي ولكن يهتم بقضايا المواطن والشارع وابتعدت عن التصريحات النارية التي تدغدغ مشاعر الجماهير ولا تؤدي لنتائج حقيقية. أضاف أنه يفضل بقاء المهندس محلب لإكمال خطته في العمل والتطوير بجانب مجموعة من الوزراء مثل وزير الداخلية الذي واجه اعنف أنواع الإرهاب واستطاع تحقيق قدر كبير من الأمن في ظل تزايد العمليات الإرهابية. اشار إلي أن وزير الصحة يقوم بجهد كبير لم يكن ملموساً من الوزراء السابقين خاصة في ظل المشاكل التي يعاني منها القطاع والذي يمثل أهم اركان الدولة.. كذلك قام هشام زعزوع وزير السياحة بجهد كبير في ظل تراجع السياحة بشكل غير مسبوق بسبب حدوث ثورتين والعمليات الإرهابية. اشار إلي أن هناك وجوهاً يعلمها الجميع لم تؤد بالشكل المطلوب وهؤلاء لا يجب أن يكون لهم دور في المرحلة القادمة. قرارات هامة * د.أمينة الجندي وزيرة التأمينات السابقة: تري أن اداء رئيس الوزراء كان جيداً ولم يعمل باسلوب وزارات تسيير الأعمال أو الحكومات المؤقتة كما فعل السابقون له وكانت لها قرارات هامة سوف تؤدي إلي الحد من عجز الموازنة. وبصفه عامة تري أن وزارتي التعليم والاسكان لم يكونا علي المستوي المطلوب ولم نشعر بتحسن حقيقي في مجال عملها بالاضافة إلي وزراء آخرين لم يكن لهم أي بصمة أو عمل يذكرنا بهم رغم ان المرحلة تتطلب عمل وجهد وجرأة علي أرض الواقع خاصة أن لدينا قضايا هامة مثل العدالة الانتقالية التي لم يتحقق منها شيء. * المستشار عادل عبدالباقي وزير التنمية الادارية الاسبق يري أن هناك مبدأ هاماً في علم الادارة يشير إلي أن المتابعة هي اساس النجاح وكانت هذه سمة اساسية في عمل وزارة المهندس محلب ومن ثم يجب أن تستمر هذه الوزارة لاستكمال المشروعات والفكر الاستراتيجي الذي بدأته مع استبعاد من لم يكونوا علي قدر المسئولية. أوضح أن هناك العديد من الوزراء الذين ادوا بشكل جيد مثل وزراء الداخلية والتموين والزراعة وهم أكثر الوزراء الذين اقتحموا مشاكل الجماهير ولمسنا في الأداء الخاص بهم فكراً مستقبلياً ومن ثم يجب استمرارهم لاستكمال الخطوات التي بدأوا فيها.