لا أعرف الأساس الذي بناء عليه تم اختيار الزميل إبراهيم عيسي والإعلامية لميس الحديدي بالذات لإجراء أول حوار تليفزيوني مع المرشح الرئاسي المشير عبدالفتاح السيسي.. هل الاختيار تم من حملة المشير أم من مسئولي قناتي "سي. بي. سي" و"أون. تي. ÷ي" اللتين بثتا الحوار؟ وأياً كان من اختار الاثنين فإن معدل الأخطاء التي وقع فيها الاثنان كان كبيراً علي الرغم من أن لديهما الكثير من الخبرة في إجراء الحوارات. أول هذه الأخطاء ليس مهنياً ولكنه يتعلق بالعامل النفسي حينما سأل إبراهيم عيسي سؤالاً يتضمن كلمة "العسكر" فكان رد المشير حاسماً عندما قال: "مش هاسمح لك تقول كلمة العسكر دي تاني".. وبعدها بدأ التجهم علي وجه إبراهيم الذي بدأ سيلاً من الأسئلة المستفزة للمشير. والتشكيك أحياناً فيما يقول ومحاولة اصطياد الكلمات من المشير أحياناً أخري حتي فطن المشير إلي هدف إبراهيم عيسي الذي أراد الانتقام لنفسه من خلال الأسئلة فقال له المشير: "يبدو انك لسه زعلان من ردي السابق" فقال إبراهيم عيسي "أنا فعلاً كنت زعلان وأحييك علي فراستك" وهنا بدأت الأسئلة تأخذ مجراها الطبيعي دون استفزاز. ثاني الأخطاء الذي كان واضحاً لكل من شاهد الحوار علي جزءيه ان إبراهيم عيسي كان "مِسْْتَقِلْ" لميس الحديدي أي يراها قليلة أمامه وانه يفهم أكثر منها وظهر ذلك عندما قاطعها أكثر من مرة عند طرحها للأسئلة.. وكثيراً ما كانت تطرح سؤالاً فيتدخل ويقول: "قبل السؤال ده فيه سؤال يقول كذا وكذا".. وكانت لميس تكظم غيظها من هذه الحركات من إبراهيم ولكن احمرار وجهها كان يكشف هذا الغيظ. خطأ آخر وقع فيه إبراهيم ولميس معاً وهو كثرة مقاطعتهما للمشير السيسي أثناء حديثه حتي انه انفعل عليهما أكثر من مرة طالباً منهما عدم مقاطعته حتي ينتهي من عرض فكرته. وكثيراً ما كان يشير إليهما بالانتظار حتي يعرض رؤيته لموضوع السؤال قبل استقبال السؤال التالي. علي الرغم من أن المشير السيسي لم يوجه كلامه إلي إبراهيم عيسي إلا ويسبقه بقول "يا أستاذ إبراهيم" إلا أن الزميل إبراهيم عيسي لم يذكر كلمة "المشير" في اسئلته بل كان يقول "المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي".. أرجو ألا يكون ذلك عن عمد. كنت أتمني أن يجري هذا الحوار أي اثنين من المذيعين غير إبراهيم ولميس. ولكنني بحثت في كل الأسماء الأخري فوجدتهم لايفرقون كثيراً عنهما. *** بعد هذا الحوار التليفزيوني للمشير عبدالفتاح السيسي ازددت تفاؤلاً بالغد لاحتواء الحوار كثيراً علي مفردات مثل "حلول غير تقليدية" و"الفقراء" و"العوز" و"التنمية" و"بجد" و"الكفاءات" و"العمل الشاق" بخلاف الأرقام التي ذكرها والتي تدل علي أن المشير يعلم تفاصيل كل قضية تهم الوطن والمواطنين وانه أعد العدة للتعامل معها إن شاء الله عند فوزه بالرئاسة. *** تصريح حمدين صباحي عن نيته إلغاء الشركات القابضة عند فوزه بالانتخابات أفقده أصوات العاملين بهذه الشركات.