أصابتني الدهشة عندما طالعت خبراً يقول: إن الرئيس السابق حسني مبارك أصيب بأزمة نفسية وعصبية ودخل في حالة من الحزن والاكتئاب الشديد بعد علمه بالمظاهرات الرافضة للعفو عنه.. ومصدر دهشتي ليس إصابة الرئيس المخلوع بالأزمة النفسية والعصبية. بل يعود بالتأكيد إلي عدم قدرتي علي استيعاب تفكير ذلك الرئيس المخلوع.. هل بعد كل ما رآه وبعد كل ما تم الكشف عنه من فساد وتدمير الوطن يعتقد أن هناك من يقبل بالعفو ويسامحه؟!.. يا سيادة الرئيس السابق والمخلوع.. كيف يعفو الشعب عنك بعد كل ما فعلته؟!! بالمناسبة.. كلما تتصاعد الأنباء عن احتمال نقل مبارك إلي سجن طرة تخرج علينا أنباء أخري بتدهور الحالة الصحية للرئيس السابق وهي نغمة تفكرني بالابن الذي يريد الهروب من المدرسة لعدم أداء الواجب فيدعي أنه "عيان وتعبان" حتي يصعب علي والديه. ويقرران بقاءه في المنزل والتماس عذر له للغياب. فيفلت بذلك من العقاب.. والشيء بالشيء يذكر.. فعندما صدر قرار من جهاز الكسب غير المشروع بحبس سوزان ثابت قرينة مبارك 15 يوماً علي الفور جاءت الأنباء بأنها أصيبت بذبحة صدرية وتحتاج إلي قسطرة القلب. وبعد الإفراج عنها جاء الخبر.. سوزان رفضت قسطرة القلب بعد تحسن حالتها.. وكفاية كده!!! * * * ومن العفو إلي الاعتصامات.. أرجو ألا يفهمني أحد بطريقة خاطئة. فالقانون يجب أن يسود علي الجميع. لا يعقل أن نترك مجموعة أو فئة تعتصم بالأيام والأسابيع في مكان معين ونتصدي لفئة أخري تفعل نفس الأمر. أليس هذا تمييزاً قامت الثورة من أجل القضاء عليه؟!.. القانون قانون يا سادة.. وهناك خطوط حمراء يجب ألا يتجاوزها أحد. ولكي لايكون كلامي مرسلاً فأنا أقصد هنا اعتصام الأقباط أمام ماسبيرو الذي امتد لأيام وأيام. ونحن نطبطب علي المعتصمين في حين تم فض الاعتصام أمام السفارة الإسرائيلية بمنتهي الحسم والشدة!!! * * * ونأتي للنقطة الأخيرة التي آلمتني بشدة عندما سمعت عن واقعة تهجم بعض الأشخاص علي قسم شرطة في وسط البلد وقيام أحد الأشخاص بالتعدي علي ضابط شرطة وكسر يده بعدما قام زميله بسحب رخصة صديق له منتهية الصلاحية. أو قام بوضع سيارته في مكان مخالف بالأزهر.. وأشد ما آلمني أن هؤلاء الأشخاص خرجوا بكفالة ألفي جنيه!!!.... هل هذا كلام يا سادة.. هل هذا منطق.. هل ذلك سيعيد الأمن المفقود؟!!.. إننا كما وقفنا ضد تجاوزات الشرطة يجب علينا التصدي وبقوة لأي تجاوزات من المواطنين.. وإذا كنا نطالب بإعدام البلطجي الذي يروع الناس في الشارع. فما بالنا بمن يعتدي علي رجال الشرطة في عقر دارهم؟!! من آخر السطر.. الحاكم الضعيف فتنة!!! .. وشكراً..