حضرت إلي الجريدة بملابس الحداد.. روت محنتها ودموعها تسبقها قالت: لم أتصور يوماً أن أجد نفسي في هذا الموقف أطلب المساعدة لأربي أبنائي وقد كان والدهم يوفر لهم حياة ميسورة كريمة. كان رحمه الله يعمل بالخارج لسنوات وكان يغدق علينا وعلي كل من حولنا فكان يخصص راتباً شهرياً لأقاربنا غير القادرين حتي قرر العودة لمصر والاستقرار فيها. قام بعمل أكثر من مشروع تجاري وفي كل مرة يخسر إما لتعرضه للنصب لحسن نيته أو لعدم خبرته فأصيب باكتئاب مزمن لدرجة أنه تم حجزه بمصحة نفسية. أنفقت علي علاجه كل ما تبقي معنا من مال ولكن أخذت حالته تتدهور وأصيب بارتفاع شديد بضغط الدم أدي إلي جلطة بالقلب توفي علي أثرها. حصلت علي معاش من التأمينات 350 جنيهاً وأنا أم لأربعة أبناء كلهم بالتعليم الابتدائي والاعدادي. خرجت للعمل في البيوت لدي جيراني متحملة آلاماً نفسية كبيرة إلي ان أصبت بخشونة بالفقرات وانزلاق غضروفي ومنعني الأطباء من بذل أي مجهود. بدأت أمد يدي طلباً للمساعدة أو الاستدانة من كل من حولي لأدبر ضروريات الحياة لأبنائي حتي أصبح الكل يتهرب مني.. كل ما أريده توفير مصاريف تعليم أبنائي فهل أجد من يتكفل بهم؟ ن. ع - القاهرة