عدت من رحلة روحانية عظيمة يتمني كل مسلم القيام بها. عشت عشرة أيام في أحضان الكعبة الشريفة والصلاة في المسجد الحرام ومسجد الرسول صلي الله عليه وسلم. لكن ما قطع هذه الرحلة الروحانية وجمالها لقاءات الصدفة التي جمعتني مع عدد من المصريين العاملين بالسعودية. وبعض الأخوة العرب..الانزعاج بدا واضحاً علي الوجوه مما يحدث في مصر. وبالتحاور معهم أكدوا أن القنوات الفضائية والصحف تتحدث عن أحداث الفتنة خاصة وأن أحداث إمبابة تواكبت مع تواجدنا بالأراضي المقدسة.. وتصوروا جميعاً أن مصر عبارة عن كتلة لهب.. ويفكر المصريون العاملون هناك بل والبعض منهم اتخذ قراراً بعدم قضاء إجازة هذا العام في مصر خوفاً من تفاقم الأوضاع. حاولت قدر جهدي المتواضع إقناعهم بأن ما حدث عبارة عن مشاجرة كبيرة لحد ما وفي حي واحد وليس في مصر كلها.. وأن الأوضاع سرعان ما ستعود لطبيعتها. الأهم من وجهة نظري وهذا ما قلته لهم إن مخاوفهم هي ما يريده مشعلو الحرائق في مصر. وأنهم بذلك يشجعونهم علي زيادة أفعالهم الخسيسة.. وبالفعل أقتنع البعض ولو علي مضض بوجهة نظري أو علي الأقل حاولوا إظهار ذلك أمامي. وعندما خلوت لنفسي وقرأت المصحف وشاهدت بعض الفضائيات.. سألت نفسي سؤالاً محدداً.. لو كنت مكانهم وبعيداً عن مصر ماذا كنت سأفعل؟! ووجدتني بصراحة أكثر أوجه العتاب إلي زملائي بمهنة الصحافة وأيضاً في الفضائيات واتساءل لماذا كل هذه المبالغة في تناول الأحداث؟! أليس من الأجدي نقلها بدون تلوين كما تقول المهنة؟! وتساؤلات أخري عديدة دارت في رأسي أهمها هل المبالغة في التناول هدفها إصابة النفوس بالرعب أو بهدف زيادة المبيعات ونسبة المشاهدة؟! أعتقد أن الجزء الثاني من السؤال كان الهدف.. ولكن أليس أمن مصر يهمهم وبث الطمأنينة في النفوس هدف أسمي!! وأخيراً فإنني دعوت من قلبي أن يحفظ الله مصر مهما حاول البعض إحداث الوقيعة والفتن.. ودعوت أن نهدأ نحن المصريين.. ونعود للعمل والإنتاج وتدور العجلة.. آمين.