* يسأل أحمد حسن عطية طالب بكلية التجارة: تحدث لي بعض الأصدقاء بحديث خارج فاستحييت أن أجاريه في الكلام فقال: إن الحياء علامة من علامات التخلف. فماذا أقول له؟ وهل يختلف الحياء عن الخجل؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر: الإيمان ليس مجرد عقيدة قلبية وإنما هو مرتبط بسلوك المسلم ارتباطاً وثيقاً. ومن ثم كان الكثير من آيات الذكر الحكيم تربط بين الإيمان والسلوك لأنه جزء من العقيدة. فالحياء والتحرر القبيح لا يجتمعان في قلب مسلم. لأن الإيمان لا يسمح للإنسان بأن يكون ذا وجهين. لأن الحياء قيمة خلقية تمنع الإنسان من الاقدام علي اقتراف أمر لا يتفق مع الأخلاق الدينية. بخلاف التحرر المغلوط. والذي قال فيه الرسول الكريم "صلي الله عليه وسلم": "إذا لم تستح فاصنع ما شئت". والحياء مبدأ فطري في الجنس البشري منذ بدء الخليقة. وقد أكد عليه الإسلام تأكيداً واضحاً وجعله معبراً عن خلقه. لما روي عن الرسول "صلي الله عليه وسلم" أنه قال: "إن لكل دين خلقاً. وخلق الإسلام الحياء". ومن هنا ينبغي علي الإنسان ان يتمسك بالحياء كقيمة أخلاقية ودينية لا يتأثر بالأهواء المحيطة به مهما قست عليه "لأن الحياء لا يأتي إلا بخير" "رواه البخاري". أما عن الحياء والخجل. فهناك فارق واضح بينهما. حيث ان الخجل قد تكون له جوانب سلبية عندما يدفع الإنسان ويمنعه من فعل ما هو واجب أو محمود. أما الحياء فهو دائماً إيجابي يدفع الي الفضيلة. وهذا قوله "صلي الله عليه وسلم": "الحياء كله خير" "رواه مسلم". فتمسك بالحياء دائماً فهو قرين الإيمان وإذا رفع أحدهما رفع الآخر.