اعلان عبدالفتاح السيسي ترشحه لرئاسة الجمهورية كان بمثابة طوق النجاة للمصريين في ظل تصاعد العنف الإرهابي الذي تنتهجه جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي الذي بدأ في جمع أوراقه محاولاً افساد الانتخابات الرئاسية وبعدها البرلمانية لأنها الوسيلة الوحيدة التي أفتي بها عقلهم الجمعي الذي كاد أن يدمر مصر والمنطقة العربية ككل. لكن خروج الشعب في 30 يونيه وانحياز الجيش المصري بقيادة المشير السيسي أفسد المخطط وأسقطه وبدلاً من الانصياع للعقل والمنطق الذي يرفضهم نجدهم يدنسون الأرض بدماء بريئة طاهرة وخرج من بينهم زبانية جهنم للحرق والقتل والتدمير والافساد في الأرض ليس في الشوارع والميادين فقط لكن في كل المؤسسات والهيئات والإدارات والأحياء التي شهدت عمليات أخونة ثم جاءت ثورة 30 يونيه لتطيح بكل تلك الآمال والأحلام التي رسموها لأنفسهم بالسيطرة علي حكم البلاد لقرون قادمة وتصدير ثورتهم وأفكارهم الخائبة الخائنة للمنطقة العربية بالكامل لتدميرها وتحويلها إلي دويلات صغيرة بتخطيط أمريكي وبتعاون وترتيب واضح ومفضوح من تركيا وعزبة قطر. ولا اندهش من أمير قطر حينما يصف ما حدث في مصر بأنه انقلاب. رغم أن أمير قطر نفسه لا يصدق نفسه بأن أبيه انقلب علي جده وهو نفسه انتقلت إليه السلطة فيما يشبه الانقلاب علي أبيه. وإذا كان ترشح السيسي قد دفع بعض الأوساط العالمية للاعتراف بأنه الرجل القوي الذي يثق فيه المصريون وأنه الأجدر علي قيادة البلاد إلي بر الأمان بعد أن ضرب إرهاب الإخوان البلاد فإن ترشح حمدين صباحي للرئاسة سيعني أننا سنشهد انتخابات قوية أعلنت عنها الحكومة بأنها ستكون ديمقراطية وحرة ونزيهة. ولأن السيسي رجل معلومات باعتباره رئيساً سابقاً لجهاز المخابرات الحربية فإن تحركات الرجل خلال حملته ستكون علمية وعلي أسس وبالتالي مدعومة بتأييد شعبي جارف يظهر في كل ميادين مصر يومياً لا لشيء إلا لإيمان الناس بأن هذا الرجل أنقذهم من سيطرة مجموعة من الإرهابيين والخونة.. قتلوا أبناءهم ودمروا الأخضر واليابس ليتركوا مصر في حاجة إلي معجزة حتي تعود إلي سابق عهدها. برنامج السيسي الانتخابي ظهرت ملامحه في بيانه يوم الأربعاء الماضي عندما أصر علي أن العمل هو أساس الإنتاج والانطلاق وأن علينا جميعاً أن نتكاتف من أجل إصلاح بلادنا وأن محدودي الدخل لهم النصيب الأكبر في خطة المرحلة القادمة. السيسي سيحارب لهؤلاء وهو حينما يعد فهو ينفذ وحينما يتحدث فهو يعني ما يقول. السيسي لن يبحث أو يتهم عامل محطة كهرباء بقطع التيار لكنه سيتخذ السياسات التي تضمن توفير التيار الكهربائي ومحاسبة المهمل أو المفسد لأن ترف الإهمال والعبث والتخريب في ممتلكات ومقدرات الدولة قد انتهت بترشحه.. ألا قد بلغت اللهم فأشهد.