احتشدت مطرانية الأقباط بالجيزة ظهر السبت 22 مارس الماضي بلفيف من الكتاب والنقاد والصحفيين الذين جاءوا لمشاركة الأسرة الفنية "التشكيلية" المصرية في وداع واحد من أشهر أفرادها هو الأخ والصديق الفنان الدكتور "صبحي الشاروني" الذي زاملته طوال مشواري مع العزيزة الغالية "المساء" والتي كان يتولي فيها حتي آخر لحظة في حياته تقديم بابه الشهير "ألوان وتماثيل" الذي كان يغطي من خلاله أسبوعياً وبالتحديد.. كل ثلاثاء.. اخبار الفن التشكيلي وأهله.. إلي جانب نقده النزيه للمعارض وتسليط الضوء علي رواد هذا الفن الذين عاصرهم وظل يؤرخ لهم.. ليس علي صفحات "المساء" فقط ولكن من خلال مؤلفاته وكتبه المصورة والمترجمة إلي الانجليزية.. ومن بين هذه الكتب علي سبيل المثال لا الحصر.. روائع متحف محمود خليل. أشهر السرقات من المتاحف. حامد ندا.. نجم الفن المعاصر. روائع متحف الفن الإسلامي بالقاهرة ذاكرة الأمة المثال محمود مختار ومتحفه. عبدالهادي الجزار.. فنان الأساطير والفضاء. حسين بيطار.. الفنان الشامل. تحية حليم.. الواقعية الاسطورية. متحف في كتاب. صلاح عبدالكريم. موسوعة الفنون الجميلة المصرية.. الجزء الأول. لا شك أن رحلته الطويلة مع التصوير والنقد ومحاضراته في مختلف الجامعات وكل هذه الكتب وغيرها جعلته المؤرخ الأشهر للفن التشكيلي واعتبرها الدارسون وكبار الفنانين والنقاد في مصر والعالم العربي مصادر مهمة للمكتبة العربية.. ولريادته وتميزه حصل "الشاروني" علي جائزة الدولة للتفوق في الفنون ونال نوط الامتياز من الطبقة الأولي وجائزة الدولة التشجيعية.. وكل ما أتمناه بعد رحيل هذا الفنان "الموسوعة" أن يهتم ابنه الوحيد"المهندس" الفنان ايضا "تامر الشاروني" بهذا التراث والكنز الفني الضخم الذي تركه والده.. خاصة أنه يصعب تكراره.. بل ربما لا توجد هذه الثروة في معظم هيئاتنا الثقافية والفنية.. هذه وصيتي للشاروني الأبن.