حلو الكلام - مسيلمة الكذاب..!!

تصريحان يحسبان من التخاريف لما لهما من معان غاية في القبح والعنصرية والجهل والاستعلاء أيضا.
التصريح الأول نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية علي لسان باراك أوباما لاحد مساعديه "من أنه يريد أن يصبح الناشط السياسي وائل غنيم رئيسا لمصر ويأمل أن يفوز شباب الشارع في المرحلة القادمة بمناصب ومواقع قيادية أي يحكمون مصر".
بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف علي شخصية وائل غنيم ومدي صلاحيته لهذا المنصب الرفيع فإن آمال السيد أوباما لن تكون أبدا آمال الشعب المصري.. فإذا كان الرئيس الأمريكي "يريد" فإن للشعب المصري الحرية الكاملة في أن يختار من يشاء سواء اراده الرئيس الأمريكي أو لم يرده. بل إن تصريح أوباما نفسه قد يكون شهادة اعدام لناشط سياسي شاب مثل وائل غنيم.. لماذا؟
لأن الأنظمة الفاسدة في العالم كله وخاصة في المنطقة العربية هي انظمة عميلة وتابعة لأمريكا التي وان كانت تحاول وضع مساحيق تجميل لسياساتها بأن أوباما سعي الي تنحية مبارك خلال أيام الثورة فإن ذلك لن ينطلي علي الشعب ويتعاطف مع النظام الأمريكي الذي ساهم بتربعه كقوة وحيدة في العالم منذ انهيار الاتحاد السوفيتي إلي افساد المجتمعات الدولية وتدشين الإرهاب والصراعات الايديولوجية والسياسية والدينية والعسكرية.
ليبتعد عنا السيد أوباما ومستشاريه وحاشيته.. فنحن من نختار رئيسنا ونحن نحدد من يقود مصر وإذا فشلنا في الاختيار فنحن أيضا من سيسقط الرئيس الذي فشلنا في اختياره. ومكاننا معروف هو ميدان التحرير.
أما التصريح الثاني فكان للداعية الإسلامي صفوت حجازي الذي قال فيه "لا فض فوه" ان الانترنت هو مسيلمة الكذاب الذي يثير الفتنة الطائفية!!
وأقول للشيخ صفوت بالله عليك هل هذا التصريح يتناسب مع ما شهدته مصر والمنطقة العربية من ثورات مجيدة كانت شبكة الانترنت احدي أهم وسائل الاتصال التي تربط بين الناس بعضهم ببعض في ظل تضييق الانظمة الأمنية القمعية علي التجمعات والحوارات والندوات وتبادل الافكار؟ هل يا شيخ صفوت. الانترنت التي قربت الشعوب واسالت المعلومات والبيانات ووفرت لنا كل ما نحتاج من تفاعل وتبادل أفكار هي مسيلمة الكذاب؟!
هل الانترنت هي التي فجرت الفتنة الطائفية أم أن العقول المتعفنة والفكر الأسود والنزاعات الجهادية الضالة والتعامل الأمني مع المتطرفين بالمعتقلات التي قتلت كل ما هو صالح داخلهم فخرجوا منها مسوخا مشوهين يكرهون انفسهم قبل أن يكرهوا الآخر هي اسباب تلك الفتنة؟!
أرجوك يا شيخ صفوت "أفهم قبل أن تتكلم"!!