صفاء ابراهيم تجاوزت الخامسة والثلاثين وكاد قطار الزواج يفوتها حيث تعاني منذ صغرها من عيب تكويني بالقلب وكلما تقدم لها عريس وصارحته بالحقيقة ذهب بلا رجعة. مرت بها السنون حل والدها الذي كان متكفلاً بعلاجها وصار كل دخل أسرتهم الكبيرة معاش الضمان في الوقت الذي تقدم لها عريس مناسب وزاد تمسكه بها بعد ان عرف بمرضها ولكن كانت العقبة الوحيدة في اتمام زواجها شراء الجزء الخاص بها من الجهاز فبعثت لنا الام تلتمس مساعدتها وبمجرد انعرضنا قصتها علي فاعل خير من المتعاونين معنا رحب بشراء كل ما تحتاجه من جهاز ليتم الزفاف في موعده. الرابعة والأخيرة كانت الابنة الرابعة والأخيرة رحل والدها قبل ان يفرح بها كما كان يردد دائما فظل يصارع المرض دون ان يشعر به أحد فواصل عمله في طائفة المعمارحتي آخر يوم في حياته. خرجت الأم للعمل في البيوت لتكمل المشوار مع ابنتها الصغيرة التي كانت في الخامسة عشرة وقت رحيل والدها فظلت تكافح عليها حتي أنهت دراستها الجامعية وتمت خطبتها.. ضاعفت من ساعات عملها حتي تقدر علي شراء جهازها الي ان أصيبت بانزلاق غضروفي في أربع فقرات ومنعها الأطباء من العمل فبعثت إلينا قبل موعد زفاف ابنتها باسبوع واحد تطلب استكمال جهازها بشراء الأجهزة الكهربائية والتنجيد وبمجرد نشر مشكلتها تبرع لها فاعل خير من الغربية بالنفقات المطلوبة. جائزة السماء للابنة البارة فضلت أسرتها علي نفسها وقررت ان ترد الجميل لوالدها الذي تحمل ما يفوق طاقته في تعليمها حتي تخرجت في احدي كليات القمة بتفوق.. جاء تعيينها فور تخرجها لانها كانت من العشر الأوائل علي دفعتها فقررت ان تعطي والدها كل راتبها ليسدد الديون التي تراكمت عليه بعد ان أقعده المرض عن العمل وبدأت ترفض كل من يتقدم لخطبتها حتي جاء النصيب وأصر والدها علي خطبتها لشاب خلوق بمركز مرموق ولا يمكن رفضه خاصة بعد ان وعد بتحمل كافة نفقات الزواج ولم يلزمهم سوي بأدوات المطبخ والمفروشات ولكن حتي هذه فشلوا في تدبير تكاليفها. جاءنا والدها م. ح. ع علي استحياء يطلب مساعدته في سرية تامة حرصا علي مشاعر ابنته وخطيبها فكان له ما أراد ليتنفس الصعداء بعد ان تم زفافهما في الموعد المتفق عليه.