التنمية البطيئة كالعدالة البطيئة تؤتي ثمارها دائماً بعد فوات الأوان. ولم يتغير الحال في مصر. فالروتين والتيبس والكسل الوزاري أصبحت سمات أصيلة تتوارثها الحكومات المصرية من قبل وفي زمن الثورة. ضاحية الأمل أو "أرض الأحلام" كما يطلق عليها المتفائلون مثل صارخ لما يحدث في مصر من إهمال واستهتار وإهدار للمال العام دون فائدة. تقع الأمل علي طريق الإسماعيلية بورسعيد بداية من الكيلو 17. وحتي منطقة أبوخليفة. وبعمق أكثر من 5 كيلو مترات حتي قناة السويس بمساحة تزيد علي 2744 فداناً. وتم تخصيصها منذ أكثر من 5 سنوات لإنشاء مجتمع عمراني يتضمن كافة الأنشطة الصناعية والخدمية والسياحية والترفيهية والسكنية ومنطقة صناعات لوجيستية بهدف خلق كيان اقتصادي استراتيجي يوفر عشرات الآلاف من فرص العمل. وقد بلغ عدد الشركات الاستثمارية التي تقدمت بطلبات لإقامة مشروعات نحو 240 شركة. وكشفت مناقشات المجلس التنفيذي لتنمية المناطق الصناعية بالإسماعيلية مؤخراً عن توقف استثمارات بنحو 8.2 مليار جنيه بالضاحية بسبب الاعتمادات المالية! ورغم تغير عدة وزارات فالإنشاءات وأعمال البنية الأساسية توقفت تماماً بعد أن كانت تسير كالسلحفاة. والكرة الآن في ملعب الببلاوي وحكومته فالمشروعات في انتظار توفير التمويل اللازم حتي تعود إليها الحياة من جديد. أو أن تضم لمشروع تنمية محور قناة السويس. شباب الخريجين يضربون كفاً علي كف بعد ضياع أحلامهم الوردية. ويتخوفون أن ينال أرض الأمل مصير وادي التكنولوجيا شرق القناة الذي أنفقت الدولة عليه الملايين ويسكنه الأشباح لتوقف المخططات الاستثمارية منذ عام 1994. أو ينالها مصير المشروع السكني بمنطقة "فيديكو" والتي تزيد مساحته علي 50 فداناً ومنذ أكثر من 10 سنوات وشباب الإسماعيلية يطالبون بأن يخصص لمشروعات الإسكان الاجتماعي علي غرار مشروع ابني بيتك.. ولا أحد يجيب؟ في تقديري أن مصر لاتزال تفتقد للتخطيط الاستراتيجي المتوازن وخطط العمل المدروسة والمتابعة الجادة لمشروعات التنمية. فإرادة البناء لابد أن تدعمها إرادة سياسية صادقة في التنمية والتغيير.. وإلي أن يأذن الله نحن في انتظار من يحرك هذا الماء الراكد.!!