الجميلة..ودنيا المطلقات

عمري 27 سنه ورغم ذلك اشعر وكانني سيدة في الخمسين وذلك من التجربة الصعبة التي عشتها وكم المشاكل التي واجهتها ولم اكن اتخيلها او اتخيل مواجهتي لها لكنه النصيب او سوء الاختيار لا ادري . انا كأي فتاة كنت احلم بيوم الفرح وارتدا الفستان ولا اخفي عليك انني جميلة جدا وكان هذا الجمال سر اقبال طالبي الزواج علي منزلنا منذ صغري وتم التوافق بيني وبين اهلي علي اختيار احدهم والموافقة عليه متخيلين انه الافضل . تمت الخطوبة ثم الزواج ثم المشاكل ولا تتعجب فبعد شهر واحد علي زواجي اكتشفت حقيقة مختلفة لزوجي فهو ليس الشخص الطيب الهادي الحنون بل انسان اخر مختلفا تماما .. عصبية .. غيرة .. سباب بافظع الشتائم ..مشاكل بسبب وبدون سبب وكانه تزوج ليخرج بعض العقد الدفينة بداخله . لن اطيل في شرح ما حدث فالسيناريو معروف للجميع .. غضبت .. ذهبت الي منزل اهلي .. صالحني ..عدت له .. تكرر الامر بغلاسة اكبر واشد .. غضبت وتكرر ذهابي الي منزل اهلي .. تدخل والده وجلس مع والدي .. ووسط تعهدات بان تكون المرة الاخيرة التي يتطاول علي عدت اليه .. وحاولت البدء من جديد لكن بلا فائدة وانتهت القصة بالطلاق .. هكذا تحولت من فتاة جميلة مقبلة علي الحياة الي سيدة مطلقة تحاول اخفاء جمالها خوفا من القيل والقال فنظرة المجتمع للمطلقة لاترحم وانت اعلم بذلك .. بصراحة اكتشفت انني اقتحمت دنيا صعبة ليس بالسهولة التعامل معها .. اما طليقي فاختفي من حياتي او انني توقفت منذ اول يوم طلاق عن تتبع اخباره .. الان ظهر فجأة ويطلب مني العودة اليه موكدا ندمه علي ما حدث مصرا علي اصلاح كل الاخطاء وبدون تردد رفضت وبشدة .. لكن اهلي لهم راي اخر فهم يطالبونني بالعودة اليه ورايهم انه تعلم الدرس واكيد تأثر بفترة الطلاق وسيكون انسانا مختلفا اعيش فترة "الكماشة" بين ان اواصل حياة شاقة في دنيا المطلقات واعاني ما اعانية او ان ارضخ للضغوط واعود لزوجي السابق هروبا من وضعي الحالي وبين الاختيارين اعيش حالة نفسية سيئة ولا استطيع اتخاذ قرار .. وارجو ان تساعدني ر- س - القاهرة.
قلبي معكي واقدر تماما معاناتك لكني لن اواسيكي واخوض معكي في حالة الضعف التي تعيشينها فانا لا ارض لكي هذه الحياة واريدك ان تكوني اكثر قوة وتماسكا فمنذ متي والناس ترحم - سواء المطلقة او المتزوجة . من لسانها ومنذ متي وكلام الناس يغير شيئا من الواقع ؟؟ ان كنتي تقصدين ان تهربي من دنيا المطلقات بالعودة الي طليقك فلا انصحكي بالعودة إلا فابشري بمشاكل جديدة تتكرر صورة طبق الاصل من احداث زواجكما الاول بل ويجوز ان ينتهي بنفس النهاية مرة اخري ولا اظن انني اكون قاسيا بهذا الحكم لكن ان لم تختلف البدايات ففي الاغلب تكون النهاية واحدة . اما لو تتمتعين بالهدوء وتتفاهمين مع طليقك في حوار هادي فيخرج كل منكما ما بداخله تجاه الطرف الاخر وتتفقان علي تفاصيل عودتكما وكيف ستغيران من نفسكما لتستقر الحياة وتؤسسان لعودة ناجحة مختلفة تماما عن التجربة الاولي ويشرط ان يكون لديكي الرغبة في ذلك والثقة في النجاح والصبر علي التنفيذ فهنا فقط اويد وبشدة عودتك اليه ومواصلة المشوار معه من جديد . واهمس في اذنك في كل الاحوال ان الجمال وحده لا يكفي لتحقيق الاستقرار فهناك اشياء اخري لاتقل اهمية كالتفاهم والرغبة في النجاح وتقدير الاخر والعمل علي اسعادة قدر الامكان .. ان رغبة طليقك في العودة اليكي بعد المشاكل والخلافات هي في حد ذاتها شئ جميل ممكن ان يبني عليه اشياء اجمل .. فقط اذا خلصت النوايا.
المهم ان تكوني صبورة وتتمتعي بالمرونة الكافية لتمتلكي قلبه فيتغير من داخله وقد ياخذ ذلك بعض الوقت فهو لن يتغير في يوم وليلة والان كان تغييرا ظاهريا لايمس الجوهر وهو الاساس الذي يجب ان يتغير ليرفرف الهدوء علي بيتكما وتبدأن حياة جديدة ناجحة ومستقرة باذن الله.