في الوقت الذي اعترف فيه د. علي الشافعي مدير صندوق البحث العلمي والتنمية التكنولوجية بوجود مناخ غير صحي وطارد للعلماء في مصر أكد الباحثون والعلماء انه رغم وجود كوادر بحثية مصرية متميزة الا أنها تحولت الي نبته تجني ثمارها دول أخري تهيئ لها كافة الظروف المادية والعلمية وتتطور من خلالهم..!! كانت الموارد المادية الضعيفة ومحدودية الأجهزة العلمية وتجاهل رجال الصناعة والمستثمرين للبحوث المصرية واستيرادها من الخارج هي الاسباب الرئيسية وراء تراجع البحث العلمي.. كما ان رواتب الباحثين المنخفضة لها اثر سلبي.. بالاضافة لعدم القدرة علي تطبيق ما توصلوا اليه مما اصابهم بالاحباط.. ورغم ذلك اعتبر العلماء ان صندوق البحث العلمي خطوة علي الطريق وبداية موفقة لوضع البحث والباحثين في المكان اللائق. د. خالد عيسوي "مدرس بقسم الرياضيات والفيزيقا الهندسية بكلية هندسة جامعة بنها. اكد ان مشكلة البحث العلمي في مصر انه جنين بلا أم.. بمعني انه قادر علي تحقيق التطوير والتقدم والابداع في مختلف المجالات لكن للاسف لم يجد الاهتمام الذي يستحقه.. رغم ان الدول المتقدمة تقدره وتوفر له جميع الظروف اللازمة. اشار الي ان ضعف الموارد المالية التي تدعم البحوث ومحدودية الأجهزة العلمية من أهم اسباب تأخر البحث العلمي المصري.. ومن أكبر المشكلات أيضا قيام المستثمرين ورجال الصناعة باستيراد أفكار التطوير من الخارج وينفقون الكثير علي ذلك رغم ان الباحث المصري قد يكون هو الأفضل الا انهم يتجاهلونه تماما..!! أوضح أن معظم العلماء والباحثين ينصرفون عن مصر ويتوجهون للخارج حيث يجدون التقدير لجهودهم البحثية ومن الامثلة البارزة د. أحمد زويل ود. مصطفي السيد الذي اخترع علاجا للسرطان من رقائق الذهب.. حيث وجدوا المناخ المناسب والامكانيات العلمية والمادية التي ساعدتهم علي مزيد من الابداع.. فمن المعروف ان تقدم الدول يقاس بمدي اهتمامها بالبحث. اضاف انه لايمكن اغفال بعض الخطوت التي اضافت للبحث العلمي ومنها انشاء صندوق البحث العلمي الذي يتولي التمويل وكذلك تطوير بعض المعامل البحثية منها معمل فيزياء وتكنولوجيا الليزر بكلية هندسة بشبرا.. وكانت النتيجة انجاز ابحاث عديدة حازت علي تقدير من د. مصطفي السيد الذي يهتم بمتابعتها كل ثلاثة اشهر وينشر العديد منها في المجلات العلمية. د. صلاح محمد محمود رئيس معهد الابحاث الفلكية والجيوفيزيقية يري ان انخفاض مرتبات الباحثين احد أهم المشاكل التي تؤدي لتأخر البحث العلمي لأنها تجعلهم يعملون في جو نفسي غير مريح فالباحث الذي يحصل علي الدكتوراه اقصي مرتب له 1600 جنيه!! أوضح أن هناك خطوات فعلية بدأت للإرتقاء بالبحث والباحثين ومنها صندوق البحث العلمي الذي اتاح قدرا كبيرا من الموارد المالية.. فبعد ان كانت كل جهة تحصل علي التمويل الخاص بها علي حدة تم اسناد التمويل للصندوق الذي يضع الاولوية للابحاث التي تحقق نفعا عاما ويمكن تطبيقها. .. د. شوقي عبدالحميد استاذ هندسة وراثية بكلية الزراعة جامعة عين شمس يقول للاسف الشديد انتاج الباحثين والعلماء المصريين تلتقطه دول اخري تستفيد منه وتجني من ورائه ثمارا عديدة.. والباحثون يضطرون لذلك ان كل مايكتسبه الباحث من دراسته في مصر ومايتعلمه في الخارج لايستطيع تطبيقه ويصبح حبرا علي ورق ويوضع في مكتبة الابحاث التي تحولت الي ديكور بالمعامل. اشار الي ان هناك خطوة جديدة في صالح البحث العلمي وهي الصندوق الخاص بالبحث شرط ان يحصل علي التمويل المطلوب فالصندوق يجمع العلماء من جهات مختلفة مثل المركز القومي للبحوث وجامعة القاهرة ويحقق التكافل بينهما كما ان له دورا في القضاء علي مشكلة تكرار الابحاث لكن الظروف الاقتصادية مازالت أزمة ولابد من مشاركة الصناع والمستثمرين في تمويل هذا الصندوق لصالح الابحاث والصناعة.