تعاني الكثير من الزوجات خاصة هذه الأيام من لجوء الأزواج إلي الكذب في تعاملهم مع المرأة متصورين أنها كائن ضعيف قليل الذكاء يمكن الضحك عليه بسهولة. لماذا يكذب الزوج؟ وكيف يمكن أن تتعامل الزوجة مع زوجها الكذاب. توجهنا بهذه التساؤلات إلي عدد من الباحثين والعلماء المتخصصين في علم النفس والاجتماع. تقول الدكتورة نادية حليم -مستشار المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ومدير برنامج بحوث المرأة: إن الكذب الآن أصبح سمة غالبة في مجتمعنا حتي أنه أصبح جزءا من ثقافتنا.. فالرجل يكذب والمرأة تكذب وحتي الأطفال يكذبون. أضافت أنه ليس هناك روشتة جاهزة لمواجهة هذا الكذب ولكن علي الزوجة أن تختار من الحلول ما يناسب حالتها والتي تختلف حسب شخصيتها وشخصية زوجها والأسباب التي تدفعه إلي الكذب. وتنصح د.نادية حليم الزوجة بألا تهاجم زوجها إذا اكتشفت أنه يكذب عليها لأن ذلك سيؤدي به إلي مزيد من الكذب ولكن يجب علي المرأة أن تتجنب الجدل والشجار علي كل كبيرة وصغيرة لأن الزوج يلجأ للكذب حتي لا تتشاجر معه الزوجة. وتتفق معها الدكتورة مديحة الصفتي أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية وتؤكد: إن هناك أسباباً كثيرة لكذب الأزواج منها أنه يلجأ إليه للتغطية علي خطأ كبير مثل وجود علاقة عاطفية مع امرأة أخري أو أنه في وقف سخيف ولا يزيد أن تراه في صورة غير لائقة أو للهروب من فعل شيء ما أو إجراء تغيير في نمط حياتها. أكدت أنه علي الزوجة أن تعمل علي فتح خط من الحوار لمخاطبة المشكلة وليس إلقاء اتهامات عشوائية أو تعليقات جارحة أو التقليل من شأنه حتي لا تدفعه إلي الكذب مشيرة إلي أن المناقشة الصادقة هي أفضل وسيلة. يقول الدكتور أحمد البحيري أستاذ الطب النفسي: إن الكذب ليس نهاية الطريق بين الزوجين حيث يمكن إصلاح العلاقة واستعادة الثقة بشرط الالتزام بالأمانة والإخلاص من الطرفين مشيرا إلي أنه من الطبيعي أن تكون هناك مشاعر بالخيانة والغضب والتعبير عن هذه المشاعر بصدق قد تكون بداية استعادة العلاقة. أضاف أنه علي الزوجة ألا تضغط علي زوجها ليتكلم وذلك عندما تشعر أنه لا يريد ذلك وأن تترك له مساحة ليخبرها بالحقيقة. أشار د.البحيري إلي أن الزوجة تلجأ إلي الكذب لأسباب كثيرة منها أنها عندما يخرج مع أصحابه بينما زوجته لا تريد ذلك فإنه يضطر إلي الكذب حتي لا تتشاجر زوجته معه. أشار إلي أن النساء أيضا يلجأن إلي الكذب كنوع من التباهي أو الهروب من موقف معين فهن أكثر براعة في كشف حالات الكذب وجرأة في ممارسته وذلك لكونهن أكثر انتباها وملاحظة لأية تغيرات داخل بيوتهن وعملهن فهن قادرات علي كشف كذب أزواجهن وذلك من خلال ملاحظتهن اليومية لهم. يقول الدكتور أمجد العجرودي استشاري الطب النفسي: إنه في الفترة الأخيرة زادت شكاوي الزوجات من أزواجهن بسبب الكذب المستمر في معظم أحاديثهم ومواقفهم فالزوج الكذاب مشكلة كبري يصعب التعامل معه وتضع الزوجة في حيرة من أمرها في كيفية التعامل معه. يضيف أن درجات الكذب تختلف باختلاف مواقفه فهناك بعض الحالات التي يلجأ فيها الزوج إلي الكذب وتكون مباحة ممثلا عندما تسأله الزوجة عن أنه يحبها أم لا وتكون الإجابة بنعم وهو في الواقع لا يحبها فهذا مقبول لتقريب المسافات بينهما وعدم انهيار العلاقة كما أن كثيرا من الزوجات هي اللاتي يدفعن أزواجهن إلي الكذب عليهن رغما عنهم لعدم حدوث أي مشاكل. أضاف أنه يوجد نوع آخر من الكذب وهو الذي يعرض الحياة الزوجية للانهيار عندما يتعمد الرجل الكذب في معظم أحاديثه فهذا النوع يفقد مصداقيته عند زوجته ولا تستطيع أن تصدق كلمة منه ولا تثق به فهي تكون علي وعي كامل بأنه سوف يكذب قبل أن تسأله لذلك نجد أن الزوجات في هذه الحالات إما أن تبحث عن الحقيقة من أشخاص آخرين وإما أنهن يتجاهلن الكلام معه. مع السيدات تقول سلوي فوزي ليسانس آداب جامعة القاهرة: ان بعد تخرجي وأثناء فترة عملي بإحدي المدارس الخاصة تزوجت من زميل لي.. بعد فترة خطوبة استمرت عاماً ووجدت فيه الصدق والجدية ولكن بعد انجابي للطفل الأول.. تغير بصورة كبيرة فهو دائم الكذب في كل أمور حياته.. ومع ذلك عند مواجهته ويصبح دائم الإنكار فعلي سبيل المثال عند خروجه من المنزل لزيارة والدته يتضح أنه لم يرها منذ فترة ويتم كشفه بعد اتصال والدته تليفونيا بالمنزل وعند المواجهة ينكر تماما.. وهكذا. وتري نهلة عبدالعزيز- ربة بيت: أنها زوجة وأم لابنتين في المرحلة الابتدائية وأنها انفصلت عن زوجها المهندس المعماري وطرأ عليه صفة الكذب بعد عودته من دولة الخليج وأصبح متمردا وكاذبا في كل مجريات الحياة الزوجية ودائم الشجار لأتفه المواقف وأصبحت الحياة مستحيلة ولكن تم الاتفاق علي أن يصبحا الأطفال في رعايتي بشرط أن يتكفل بجميع المصروفات الخاصة بالأولاد دون تردد!! أشارت إلي أن الكذب والمراوغة هما سبب تدمير الحياة الزوجية. أشارت زهيرة محمد- موظفة بمحافظة القاهرة إن الزوج الذي يتمتع بالكذب ناتج عن تنشئة أسرية هشة واستعداد شخصي في نفس الوقت!! أكدت أنها مرت في فترة من فترات حياتها الزوجية بكذب جائر من زوجها ولكن استطاعت عن طريق الأهل والأصدقاء تغيير نمط حياته وعودته مرة أخري إلي رشده خاصة أن لدينا 4 أولاد في مراحل التعليم المختلفة!! أضافت أنها حرصت علي استمرار صورته ذات الاحترام أمام أولاده وأن يكون قدوتهم في نفس الوقت!!