الأشعة التداخلية علم جديد ظهر في مصر في التسعينات وأحدث طفره مذهله في العلاج البديل للجراحات بالأشعة من نطاقها التشخيصي الضيق إلي نطاق أعم وأشمل في علاج معظم الأمراض التي تتطلب تدخلاً جراحياً وذلك عن طريق استخدام الأنواع المختلفة من الأشعة بإدخال أنبوب رفيع عن طريق وعاء دموي إلي منطقة شريان ضيق كتوسعه أو تمدد لتعالجه أو جلطه لتزيبها أو عن طريق ادخال ابره من خلال الجلد إلي منطقة تكوين الورم بها لتحرقه أو حتي كسر لتساعده علي الالتئام. ومن اكثر الأمراض التي حقق فيها نجاحاً مذهلاً أورام الكبد السرطانية عن طريق الحرق الموضووعي بموجات التردد الحراري وهو ما يفتح باب الأمل إمام الكثير من المصابين بهذا المرض وكانوا ينتظرون الموت. يقول الاستاذ الدكتور سمير عبدالغفار خبير الأشعة التداخلية واستشاري القسطرة بلندن ومصر: أن الأشعة التداخلية تختلف عن التشخصية في أنها تقوم باكتشاف المرض وعلاجه عن طريق ادخال أنبوب رفيع بواسطة وعاء دموي لتصل إلي المنطقة المصابة لعلاجها. اضاف انها اصبحت تعالج الكثير من الأمراض منها أورام الرحم الليفيه التي تصيب نسبه كبيره من السيدات خاصة في مرحلة ما قبل سن اليأس حيث نجد انها قد تصل لاحجام كبيرة وتسبب نزيفاً شديداً للمرضي وقد يضطر طبيب النساء إلي استئصال الرحم مما يسبب معاناه بدنية ونفسية للمريضة ولكن الأشعة التداخلية يتم ادخال ابنوب رفيع إلي الشرايين الضيقة المغذية للورم الليفي مع حقن حبيبات عالقة تؤدي إلي منع وصول الدم إلي الورم فقط مما يسبب تضاؤل حجمه وضموره واقتفاء اعراض المسببه للمشالك. ايضا اصبحت الاشعة التداخلية تعالج الأورام الكبدية عن طريق الحرق الموضعي بموجات التردد الحراري أو اشعاع الميكرويف أو عن طريق قسطرة شباتيه رقيقه تصل عبر الشرايين إلي المنطقة المغذية للورم الكبدي ونسبة نجاحه عاليه. أضاف انه يمكن أن تستخدم الأشعة التداخلية في علاج حالات دوالي الساقين عن طريق ادخال قسطرة رقيقة إلي داخل الوريد المتضخم موجهه بالأشعة فوق الصوتيه والدوبلر وحرقه في دقائق معدوده ويمارس المريض حياته الطبيعية بعد ساعتين من اجراء الجراحة عكس الجراحة التقليدة والتي تتطلب الراحة لمده أسبوعين فضلاً عن مضاعفاتها وأهمها العدوي والالتهابات المصاحبة للجراحة. اشار إلي أن للأشعة التداخلية دور كبير في علاج تضخم البروستاتا وتقي المريض من حدوث مضاعافات بعد الجراحة والأهم من ذلك أنه يتم عمل قسطرة ورديه لمرض السرطان تحت الجلد ويتم الحقن الكيمائي مما يؤدي إلي حماية الريض من مضاعفات الحقن الكيمائي العادة. ايضا تستخدم في علاج وإصلاح كسور العمود الفقري عن طريق ادخال ابره للفقرة المهشمة ويتم توجيهها عن طريق الأشعة السينية حتي يتسني لطبيب الأشعة التداخلية اصلاح الخلل. أكد أن الاشعة التداخلية تحمي مريض السكر من مخاطر القدم السكري والبتر عن طريق علاج منيق شرايين القدم والساقين بواسطة تركيب دعمات يتم تركيبها في الشرايين للمحافظة علي اتساعها الطبيعي مما يتيح للدم الوصول لنهاية الاطراف. ايضا تفيد في علاج القيء الدموي وارتفاع منقط الوريد البابي الكبدي عن طريق تخليق طريق وريدي صناعي بداخل الكبد ليصل ما بين الوريد البابي الكبدي والوريد الأجوف السفلي حتي يتم تصريف الدم به إلي القلب مباشرة بدلاً من ترجيه إلي اوردة المريء والمعده والتسبب في قيء دموي وهذه الجراحة لا تحتاج إلا لفتحه ضيئلة في الجلد لا يتجاوز نصف سنتيمتر وتم تحت جهاز الأشعة السينيه. أكد أن هناك بعض الأمراض لا يصلح في علاجها سوي الأشعة التداخلية فقط مثل انسداد القنوات المرارية وعلاج نزيف القولون المستعصي الذي فشل معه العلاج بالمنظار. وفي النهاية يقول أن هناك بعض المشاكل التي تواجه انتشار العلاج بالاشعة التداخلية في المستشفيات منها ارتفاع ثمن الأجهزة المستخدمة حيث يصل الجهاز إلي 6 مليون جنيه بخلاف تكاليف مستلزماته ومن ناحية اخري لا تقوم الهيئات الحكومية مثل التأمين الصحي بالمساهمة في تكاليف ونفقات العلاج بالأشعة التداخلية نتيجة لوجود مشاكل ادارية بالرغم من أن نشر العلاج بالأشعة التداخلية سيرفع نسب الشفاء في العديد من الأمراض ويجنب المريض تحمل تكاليف الجراحات الباهظة ومضاعفاتها الكثيرة وهذا ما يجب أن تلفت إليه الدولة فتذلل الصعوبات إلي تواجه انتشاره.