عندما أصدر الكابتن طاهر أبوزيد وزير الرياضة قراراً بحل مجلس إدارة النادي الأهلي قامت الدنيا ولم تقعد.. فقد فاجأنا الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء هو الآخر بوقف قرار أبوزيد بعد ساعات قليلة لدراسته من حيث الملاءمة القانونية. قرار الببلاوي كان سريعاً ولم يحدث من قبل أن أصدر رئيس وزراء قرارا بهذه السرعة رغم أن هذه المشكلة الرياضية من الممكن أن يتم البت فيها بعد يوم أو يومين أو حتي أسبوع فهي ليست قضية مصيرية ولا تتوقف عليها حياة الناس. الغريب أن هناك قضايا أخري معلقة تحتاج لقرارات سريعة بل تعتبر حالة طوارئ تستدعي استنفار الدولة حكومة وشعباً.. إلا أن حكومتنا كالعادة تعمل بأذن من طين وأخري من عجين فمثلا تلوث مياه النيل في الحوامدية بالبحيرة والتي ظهرت فيها رغاوي تشبه الصابون وبكمية مرعبة وعلي مساحات واسعة مما أدي إلي انقطاع مياه الشرب هناك لأيام حتي يتم بحث مدي تلوث النهر هل هذه المشكلة لا تستدعي قراراً سريعاً؟ كذلك الحال بالنسبة للعقارات التي أصبحت تنهار بصورة شبه يومية ولم نسمع في يوم من الأيام عن محاكمة مسئول متورط في نفس اليوم وعن اغاثة عاجلة للمتضررين وتسكينهم في أماكن تحفظ آدميتهم الا يستدعي ذلك قراراً سريعاً أيضا؟ فما يحدث أننا نري أنه يتم وضعهم في خيام الايواء بالشهور وأحيانا بالسنين لحين البت في الموضوع.. وغير ذلك من القضايا التي يندي لها الجبين ولا تجد استجابة بالمرة. عندما قامت الثورات علي الحكومات السابقة وجاءتنا حكومة انقاذ استبشرنا خيرا بها واعتقدنا أنها سوف تحقق المستحيل وتضع فعلا مصلحة الشعب فوق الجميع وأن جميع قراراتها وخارطة الطريق التي وضعتها تهدف إلي حل جميع مشكلات البلد إلا أن الأسماء فقط هي التي تغيرت والسياسات واحدة وعلي رأسها سياسة الكيل بمكيالين وإلا بماذا نسمي ما حدث للنادي الأهلي في نفس الوقت الذي صدر فيه قرار ضد نادي الزمالك ولم يتحرك مجلس الوزراء وتم تنفيذ قرار أبوزيد رغما عن أنف ممدوح عباس. ليتنا نطبق القانون علي الجميع بلا استثناد وننظر للقضايا المستعجلة التي لا تحتاج للتأجيل نظرا لأنها تهدد حياة البشر.. وعلي الحكومة أن تنتهج سياسة اصدار القرارات السريعة لحل المشكلات التي تهدد استقرار الوطن والتي هي بالطبع أكثر مأساوية من حل مجلس ادارة ناد حتي ولو كان النادي الأهلي. اشارة حمراء بعد 48 ساعة تحل ذكري 25 يناير وكل منا يضع يده علي قلبه بعد تهديدات الاخوان الذين أصبحوا متخصصين في تحويل المناسبات السعيدة لأخري يشوبها القلق والحزن والتوتر.. يجب أن تعلم الجماعة أن الثورة ملك للجميع وسوف يتصدي الشعب لكل من يحاول أن يفسد عليه احتفاله بثورته المجيدة.