كشف انهيار جسر مصرف تعمير الصحاري بمنطقة النوبارية بطريق الاسكندرية الصحراوي عن اهمال وزارة الري والموارد المائية بالاسكندرية بعد ان غابت بشركاتها ومعداتها عن المشهد لاحتواء الازمة والعمل علي حل المشكلة التي تهدد بجفاف وهلاك المحاصيل الزراعية باكثر من 17 الف فدان.. جاءت الازمة بعد انهيار جزء من الجسر المشترك بين ترعتي الصرف الزراعي والمحمودية والذي يطلق عليه جسر ترعة دليل مريوط واختلطت مياه الصرف بمياه الري والشرب مما ادي إلي ايقاف تشغيل محطة تحلية مياه الشرب وانقطاع مياه الشرب عن الساحل الشمالي والقري والنجوع التي تغذيها بالاضافة إلي غلق طلمبات ومواتير رفع المياه التي تروي الاراضي الزراعية بالمنطقة. وهناك محاولات مضنية لاحتواء ازمة انهيار الجسر وبالرغم من تواجد اللواء طارق المهدي محافظ الاسكندرية واعضاء الجهاز التنفيذي والاهالي بموقع الانهيار الذي حدث منذ نصف ليلة امس إلي انه لاتوجد حلول فعلية علي ارض الواقع.. وبالرغم من انتقال الدكتور "محمد عبدالمطلب" وزير الموارد المائية والري للموقع ايضا الا انه لم يصدر سوي قرارات ادارية. قال اللواء طارق المهدي محافظ الاسكندرية نحن امام مشكلة ليست وليدة اللحظة ولكنها من تراكمات سنوات مضية واهمال المتابعة والعناية بالجسر. اضاف: جميع الادارات في متاهة فنحن منذ لحظة الانهيار متواجدون مع الاهالي ونستمع لحلول منهم. ولحلول من باقي الادارات ولكن لست مهندساً واحاول ان نجد الحل الامثل. تابع قائلا: لقد وضعنا كميات هائلة من "شكاير الرمال" لسد الفتحة التي تبلغ "30 متراً تقريباً" في موقع الانهيار لاغلاق الجزء المنهار ونضع الحجارة لتغيير مجري المياه المتدفقة. اضاف: وبالرغم من ذلك لم نغلق سوي "30%" من الجزء المنهار.. ويتعاون معنا شركة المقاولين العرب والاهالي بمعداتهم ايضاً.. وقمنا بوضع "10 بلوكات" حجرية ضخمة من جملة "17" قامت شركة المقاولون العرب بنقلها لغلق فتحة الجزء المنهار من الجسر. ومن خلفه سنضع شكائر عملاقة من الرمال لسد الجزء المنهار حتي ولو بصورة جزئية. قال: لقد توقفت محطات شرب المياه لان الانهيار ادي إلي زيادة نسبة الملوحة بالمياه الواصلة لترعة مريوط ويتم حالياً تحويل مسار مياه الصرف بعيداً عن نقطة الانهيار لاستعادة كفاءة الجسر بعد تحويل مساره. اوضح المهدي بأن توقف مياه الشرب سيكون بصورة مؤقتة ولن يؤثر علي توافر المياه في المنازل حيث سيتم الاعتماد علي المياه المتخزنة ولن يغادر الموقع الا بعد اصلاحه. علي الجانب الآخر قام الدكتور "محمد عبدالمطلب" وزير الموارد المائية والري بتشكيل لجنة فنية فورية لمعرفة اسباب الانهيار واستدعاء جميع المهندسين والعاملين بري وصرف الاسكندرية للتواجد بموقع الانهيار مع تحويل مسار مياه المصرف بعيداً عن نقطة الانهيار. استمع الوزير إلي شرح تفصيلي مع المهندسين التابعين لوزارة الري حول المشكلة الذين اكدوا ان التسرب جاء بسبب رشح بباطن الارض من مصرف تعمير الصحاري الموازي لترعة مريوط حيث يفصلهما جسر مشترك ونتيجة للتسرب الارضي للمياه حدث تفريغ لتربة الجسر المشترك مما ادي إلي الانهيار. وكان من الضروري عمل المتابعة الجزئية بإحدي اسوار المصرف لتقليل كمية المياه المتسربة بالمصرف لاتاحة الفرصة في بدء الترميم للجزء المنهار والتغلب علي المشكلة. انتقلت "المساء" للمنطقة التي شهدت انهيار الجسر والتي يوجد بها طريقان متوازيان علي ضفتي الترع وكل طريق منهما لايتسع لمرور سيارتين في وقت واحد مما تسبب في صعوبة وصول المعدات الثقيلة لمنطقة العمل سواء الاوناش الكبيرة او اللوادر او الحفارات او غيرها من المعدات اللازمة. كما تجمع اهالي المنطقة لمتابعة اعمال اعادة بناء الجسر بعد هدمه منتظرين مندوبي الصحف والقنوات الفضائية ليسردوا معاناتهم وتضررهم من كارثة اهمال وزارة الري التي انتهت بانهيار الجسر. يقول حسين عطا الله بأن الجسر والترع بها خطأ فني فادح وقعت فيه وزارة الري. عندما قامت بشق الترع التي يوجد بينها جسر مشترك فكان لابد وقتها من بناء جدار خرساني بجوانب الترعة "تبطين" لتلاشي حدوث هذه الكارثة موضحا بأن سكان المنطقة قدموا العديد من الشكاوي علي مدار السنوات السابقة لوزارة الري. بسبب نحر المياه في الرمال وجوانب الترع التي كانت تتسع يوما بعد الاخر. ومنذ ثلاثة اشهر فوجئنا بحدوث تفريغ اسفل تربة الجسر وانحداره فقمنا بابلاغ مديرية الري ولكن لامجيب ولا مغيث. إلي ان فوجئنا بصوت انهيار مفزع اصاب سكان النجوع المجاورة بالهلع. وببحثنا عن سبب هذا الانهيار فوجئنا بهدم اكثر من 30 متراً من الجسر بشكل طولي واختلاط مياه الترعتين ببعضهما فتوجهنا إلي مركز طوارئ مريوط "1" التابع لوزارة الري ولكن المسئولين به كان ردهم بأن المركز لايوجد به معدات فقمنا بالاتصال بغرفة عمليات المحافظة وفي اقل من ساعة تقريبا جاء اللواء طارق المهدي محافظ الاسكندرية ومعه سيد فرج رئيس حي العامرية وقام المحافظ بتكليف احدي الشركات لبناء الجسر الفاصل بين الترعتيين مرة اخري. اضاف محمود عباس الشريف نائب رئيس المجلس الاعلي للقبائل العربية بأن الشركة التي استعانت بها المحافظة غير متخصصة في شق الترع وبناء الجسور الفاصلة وهذا جعلهم غير مؤهلين لاحتواء الازمة وحتي الان لم يتم البدء في العمل لاختلاف الاراء والاجتهادات متسائلا عن دور وزارة الري التي لديها العشرات من الشركات المتخصصة في استصلاح الاراضي وشق الترع والجسور وما لديها من معدات وآلات مؤهلة لانجاز تلك الاعمال مؤكدا علي انه علي بعد امتار من الجسر يوجد مقر لاحدي هذه الشركات والتي ذهبنا للاستعانة بها وكان ردهم "حتي الان لم يصدر لنا تعليمات". قال ابراهيم حنيش اسكن برقم 42 نجع حنيش وجميع سكان المنطقة يعملون بزراعة الغلة والذرة وغيرها من المحاصيل ومعني انقطاع مياه الري عن المحاصيل هو تلفها وهي علي مساحة 17 الف فدان مما يعرضنا لخسائر فادحة وتهدد بالسجن بسبب الديون المتراكمة عليها بالاضافة إلي انقطاع مياه الشرب لاعتمادنا علي محطة تحلية المياه التي كانت تقوم بتحلية مياه الترعة. مشيرا إلي بأن المسئول الرئيسي عن هذه الكارثة هي وزارة الري التي لم تتحرك ساكنا حتي الان بل ان شركاتها تتقاعس ان اداء دورها في حل الازمة. اوضح مرعي حنيش احد سكان نجع حنيش بأن اهالي المنطقة يعانون منذ سنوات من قلة مياه الري حيث ان مديرية الري تقوم بفتح الخطوط للاراضي الزراعية كل 20 يوما مما يتسبب في ضعف انتاجية المحاصيل بالاضافة إلي مياه الشرب التي يوجد بها الشوائب وبها رائحة كريهة وطوال السنوات الماضية قمنا بارسال العديد من الشكاوي لمديريات الري والوزارات المختصة ولكن دون مجيب. اكد سيد فرج رئيس حي العامرية أن اللواء طارق المهدي محافظ الاسكندرية سخر جميع امكانيات المحافظة لحل هذه الازمة وللسيطرة علي المياه المتدفقة من الترعتيين بعد ان اختلطت مياه الشرب بمياه الصرف حيث قامت ادارة الصرف الزراعي بعمل تحويل لمجري المياه وغلق احدي السحارات المغذية لمياه الصرف لتقليل نسبة المياه بالترعة تمهيدا لبداية اعمال اعادة بناء الجسر من خلال وضع البلوكات الخرسانية لعمل حاجز علي الجزء المنهار بالجسر بين الترعتين. اوضح أن الجسر فقد ما يقرب من 30 مترا بعد رشح المياه اسفل رمال الجسر والتي تسببت في حدوث انهيار به. مؤكدا ان المعدات تعمل بالموقع طوال ساعات اليوم لحل الازمة في اسرع وقت. مضيفا بأن توقف محطة تحلية المياه لم يؤثر علي باقي مناطق الحي لافتا إلي ان هذه المحطة كانت تقوم بتغذية مياه الشرب بمنطقة الساحل الشمالي وبعض النجوع والقري التي توجد علي الطريق الصحراوي فقط.