* غداً تغرب شمس عام 2013 وهو العام الكئيب المليء بالمرارة وانحسار عروض المسرح وإظلام دور العرض المسرحي أغلب شهور العام لضبابيبة الواقع وخوف الرواد من مشاهدة العروض بجانب الظروف التي ادت لتطبيق قانون الطواريء وعوامل عديدة الأمر الذي انزوي بسببه جيل مسرحي كان يملأ المسارح بالإبداع والعطاء.. ليأتي جيل جديد يحمل الراية ويواصل المشوار بعد رحيل بعض نجوم المسرح والفني.. وحيد سيف ونبيل الهجرسي وشعبان حسين وشيخ المخرجين حسن عبدالسلام صاحب أروع المسرحيات منها: سيدتي الجميلة ومؤخراً رحيل جمال إسماعيل وزهرة العلا وكلاهما قامة وقيمة مسرحية. وحمل جيل الشباب راية الفن وقيادة ثورة فنية للوقوف ضد جمود الفكر والطغيان. وتسملت فنانة المسرح القديرة محسنة توفيق والكاتب محفوظ عبدالرحمن والناقدة د.نهاد صليحة بمنحهم وسام العلوم والفنون. كما رحل السيناريست الناقد د.رفيق الصبان والمخرج أحمد عبدالحليم وقبلهما نجم التجريب المخرج د.هناء عبدالفتاح. وصاحب تجربة الفلاحين المخرج أحمد زكي.. بدأ العام بالاعتراض علي العروض المسرحية المصرية في مهرجان المسرح العربي بالدوحة وجاء الرفض: انها دون المستوي مما أصاب المسرحيين بخيبة وصدمه تحدث لأول مره لكن تصدي الشباب وحمل راية تصحيح المسار والعودة بعروضهم للمهرجان والمحافل الدولية بعد أن تم عرض "حلم بلاستيك" لتمثيل مصر في مهرجان المسرح العربي بالشارقة بطولة شباب كلية الفنون الجميلة وتبناه مسرح الطليعة.. وما بين الخفوت واسدال الستار ثم العودة للتألق.. ويقسم العام لقسمين.. الأول قاد فيه فنانو المسرح ثورة ضد محاولات التيار الديني سيطرتهم علي الافكار والمسرحيات التي ستنفذ علي اساس أن العروض منارة للفكر والثقافة لأي وطن يسعي للسمو والرفعة فوقعت صدامات ومحاولات قوية من شباب المسرح للوقوف ضد هذا الفكر المغلق والسلطوي وأتاح لنا الاستمتاع بعروض منها: "ليل الجنوب" لناصر عبدالمنعم وشاذلي فرح و"في بيتنا شبح" للينين الرملي وعصام السيد وايضا عرض "المحروس والمحروسة" لأبوالعلا السلاموني وشادي سرور والتي تعرضت لقصة "شجرة الدر" و"عاشقين ترابك" للمخرج محمد الشرقاوي و"الأبرياء" لأحمد إبراهيم و"سلقط في ملقط" لرأفت الدويري واميل شوقي وللمبدع "خالد جلال" رؤيه تتفق وايقاع العصر لمسرحية روميو وجوليت وحتي مسرح الطفل ساهم في التنوير وابعاد الاطفال عن الافكار المجهولة من خلال مسرحية "بدر البدور" اخراج باسم قناوي ثم عرض "البير المسحور" كما واجه المسرح أزمات بسبب تجاوزات المهرجان القومي للمسرح المصري. ورغم ذلك فقد فاز عرض 1980 وانت طالع لمحمد جبر بجائزة أفضل عرض بجانب فوز إيمان إمام بجائزة افضل ممثلة لثالث مرة عن دورها بعرض "تحت التهديد" وعودة مصر من جديد لعضوية المعهد الدولي للمسرح واعتماد د.نهاد صليحة رئيساً للمركز نأتي للنصف الثاني من العام عقب ثورة الشعب في 30 يونيه واسترداد الثورة من خاطفيها.. حيث شهد شيئاً من التفاؤل بتعيين فتوح أحمد لتولي رئاسة البيت الفني لمسرح الميدان والمخرج أحمد السيد لمسرح "ملك" وظهور عروض تعطي الأمل لعودة المسرح للأزدهار مثل "عن العشاق" لهاني عفيفي و"كوميديا الأحزان" لإبراهيم الحسيني وعطليانو لرضا حسانين و"ما كبث" لأشرف سند.. وجاء اعلان جوائز الدولة نتيجة لنجاح عروض النصف الأخير من العام والتي فاز فيها محفوظ عبدالرحمن بجائزة النيل والمخرج عصام السيد بجائزة الدولة التقديرية والمخرج الشاب "مازن الغرباوي" والمؤلف محمود جمال بجائزة الدولة التشجيعية للمواطنة والابداع عن عرض "هنكتب دستور جديد" واللذان حولا فيه مواد الدستور الجوفاء للوحات درامية. وقد ادي ذلك إلي فتح شهية النجوم والفنانين للعودة للمسرح حيث يجري الكوميدي أحمد بدير بروفات "الشعب لما يفلسح" تأليف محمود الطوخي وإخراج شادي سرور. كما بدأ خالد جلال بروفات عرض "المواطن مهدي" لوليد يوسف بطولة آيتن عامر وسامح حسن بالاضافة للعرض الحالي "اللي بني مصر" بطولة محمود الجندي وهشام إسماعيل ومدحت تيخه تأليف محسن مصيلحي واخراج اسلام إمام وتتناول معاناة الشعب المصري من خلال دهشة رائد الاقتصاد المصري طلعت حرب من حاله التردي التي وصل لها والفوضي المنتشرة في الشارع المصري.