برحيل شاعرنا الساخر الكبير "أحمد فؤاد نجم" الذي ودعناه أمس إلي العالم الآخر.. فقد الفن المصري خاصة والفن العربي عامة إحدي قاماته.. فقد بدأت علاقة شاعرنا الراحل بالحقل الفني عندما التقي بالشيخ إمام في مسكنه بمنطقة "حوش آدم" بحي الدرب الأحمر بالقاهرة وتغني الشيخ بكلماته في أعقاب نكسة 1956 وأول عمل مشترك لهما هو أغنية "أنا أتوب من حبك أنا".. وواصلا التعاون من خلال الثنائي الذي كوناه.. وفي حرب الاستنزاف قدما أغنية للصمود هي "جيش من غير شعب ما يكفيش" ثم قدما في عام 1973 رائعتهما "دولا مين ودولا مين.. دولا ولاد الفلاحين" والتي غنتها سعاد حسني بعد ذلك من ألحان كمال الطويل. واستمر ثنائي نجم وإمام واشتهرا كأبطال الاحتجاج علي نكسة يونيو وانهالت عليهما دعوات الاتحادات الطلابية للاشتراك في إحياء الحفلات والتي أقيم بعضها أمام تمثال نهضة مصر وردد الطلاب والعمال والفلاحين والمعارضة السياسية في الحفلات التي نظمت في فترة ما بعد نكسة ..1967 وانهمرت أغانيهما الجماهيرية "المعارضة" والتي تزيد علي أكثر من 500 أغنية سياسية ووطنية أشهرها "جيفارا مات" التي ترجمت إلي اللغة الإسبانية و"مصر يا أمة يا بهية". أكثر من ذلك.. والذي لم يحدث لغيرهما من قبل أو من بعد.. انطلقا سويا "نجم والشيخ إمام" وقدما فنهما خارج مصر.. علي مسارح أوروبا وبالتحديد في بيت الأصدقاء بالعاصمة البريطانية لندن عام 1984 ثم في العاصمة الفرنسية باريس وهولندا وسويسرا وروسيا والجزائر وتونس وسوريا واليمن ولبنان وليبيا. وإلي جانب الأغنيات الفردية لنجوم الغناء أمثال: محمد منير وحنان ماضي وعزة بلبع إحدي زوجاته.. كتب أحمد فؤاد نجم أغنيات وأشعار واستعراضات للعديد من المسرحيات والمسلسلات مثل: مسرحية "الملك هو الملك" ومسلسلات: "أنا وانت وبابا في المشمش" و"عجايب" و"لولي" و"شمشون العظيم". استمر ارتباط نجم والشيخ إمام بعد أن عاشا سويا في فرنسا لكنهما اختلفا لأسباب رفضا الإفصاح عنها في حينها وتوقف نشاطهما بعد رحيل الشيخ إمام في الثامن من يونيو عام 1995 ليواصل نجم المسيرة بمفرده وحيدا حتي رحيله!.