مشروبات الطاقة التي انتشرت بصورة كبيرة في السوبر ماركت الكبري بل وبعض الأكشاك تمثل كارثة صحية بكل المقاييس حيث تدمر الكلي والكبد وتؤدي للإصابة بالاضطرابات النفسية والعصبية. "المساء الأسبوعية" تدق ناقوس الخطر حول هذه القضية من خلال الأطباء الذين أكدوا أن هذه المشروبات تحتوي علي مجموعة من العناصر مثل الكافيين والأحماض الأمينية والكانتيين والنيوفيلين بصورة كبيرة ومبالغ فيها مقارنة بالمشروبات الغازية من أجل زيادة القدرة علي التحمل وتقوية العضلات ولكن الإسراف فيها يؤدي إلي تدمير أجهزة الجسم الحيوية والإصابة بالإدمان عند تناولها لفترات طويلة. قالوا إن سوء استخدام هذه المشروبات يؤدي إلي الإصابة بارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي والاحساس الوهمي بالنشاط والحيوية. أوضحوا أن هذه المشروبات في الأساس مخصصة للرياضيين وتحت إشراف طبي صارم ولذلك قامت دول العالم بحظر بيعها في المحلات والسوبر ماركت واقتصار بيعها علي الصيدليات بينما لدينا تباع بكميات كبيرة لغير الرياضيين. طالبوا بوقفة حازمة من الجهات الصحية المسئولة لمواجهة هذه الأنواع من المشروبات التي انتشرت بين الشباب بشكل كبير ومنها "ريد بول" و"بلاي" و"باي فون" و"باور هاوس" وتباع العبوة ب 13 جنيهاً. * د.عادل الركيب أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بطب الأزهر يقول إن الكبد من الخلايا التي لديها القدرة علي التجدد باستمرار وهو في نفس الوقت يمثل مصفاة الجسم أو مطبخه الذي تدخل إليه كافة أنواع الأطعمة والمشروبات ويقوم بتنقيتها وتخليصها من السموم التي قد تكون بها وإعادة ضخها لباقي أعضاء الجسم ليستفيد منها. استطرد قائلاً: إن هذا بالطبع ينطبق علي الأشخاص الذين لا يعانون أمراضاً معينة.. أما فيما يخص مشروبات الطاقة فإن تأثيرها يكون أكثر ضرراً وخطورة علي الذين يعانون من مشاكل في الكبد مثل وجود تليف أو بلهارسيا أو سرطانات لاحتواء مشروبات الطاقة علي مادة الكافيين ويشاركها في هذا الأمر أيضا الكثير من الأدوية مثل أدوية الدرن التي تؤثر علي الكبد وتؤدي إلي رفع مستوي الصفراء في الدم ومن ثم نطالب المريض فوراً بالتوقف عن تناول أي مشروب به كافيين. أوضح أن الأحماض الأمينية التي توجد بكثرة في مشروبات الطاقة ضارة بالكلي خاصة للأشخاص الذين يعانون من صعوبة في الإخراج أو قصور في الدورة الدموية للكلي لأنها تؤدي علي المدي الطويل إلي الإصابة بالفشل الكلوي. أكد علي ضرورة تعاملنا مع هذه القضية من خلال قواعد طبية متعارف عليها تتمثل في أن أي مشروب أو دواء أو حتي طعام يسبب حدوث أمراض أو أضرار حتي لعدد قليل من الناس مقارنة بالغالبية العظمي التي لم يحدث لا شيء يجب إيقافه فوراً وكذلك يجب ألا يتناول هذا المشروب الأشخاص الذين لديهم مشاكل في الكبد أو الكلي وأيضا عدم الاستمرار في تناوله لفترات طويلة لأنه من المعروف أن الاستمرار في تناول مشروبات أو مأكولات تحتوي علي عناصر ضارة هو الذي يؤدي إلي حدوث الأمراض أما تناولها علي فترات متباعدة وفي حدود النسب المسموح بها فلا يؤدي إلي مخاطر كبيرة. الاحتياج الدائم * د.نادية حجاج أستاذ الباطنة وعضو الجمعية المصرية لعلاج السمنة أكدت أن جميع الدراسات التي أجريت علي هذه المشروبات بواسطة الأطباء المتخصصين أوضحت أنها تحتوي علي كميات كبيرة من بيكربونات الصوديوم والتي تؤدي إلي ارتفاع ضغط الدم لدي الشباب الذين يمثلون الشريحة الأكبر لتناول هذه المشروبات التي تعتبر من أهم أسباب الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن كسبب مباشر للاعتياد علي هذه المشروبات نتيجة الاحساس الذي تمنحه بالنشاط والحيوية لبعض الوقت نتيجة لوجود سعرات حرارية عالية تمنح هذا الشعور الزائف ثم يليه هبوط وشعور بالاحتياج لتناول السكريات مرة أخري وذلك بسبب اضطراب إفراز هرمون الأنسولين. أوضحت أن نسب المواد المصنعة منها تلك الأنواع مثل الكافيين مرتفعة بشكل كبير وبالتالي فهي تتسبب في حدوث اضطرابات في النوم وفقدان التركيز كذلك تأثيرها علي العظام سييء للغاية فكل عبوة منها تفقد الإنسان 20 مليجراماً من الكالسيوم الموجود في العظام خاصة في مرحلة المراهقة التي يحتاج فيها الجسم لبناء الكالسيوم لضمان قوة وصلابة العظام. أكدت أن هذه المشروبات بصفة عامة تحتوي علي مواد تسبب العديد من الأمراض الخطيرة والمدمرة للصحة والاعتياد علي تناولها بصفة يومية بكمية كبيرة يؤدي إلي الإدمان وإذا توقف الشخص عن تناولها يشعر بحالة صداع مستمرة وفقدان التركيز ويستمر هذا الإحساس لمدة تصل إلي أسبوع أو أكثر حتي يستطيع الجسم التخلص من آثارها. طالبت بوقفة حاسمة لمنع هذه الأنواع الضارة التي تنتشر وتباع في السوبر ماركت بل وبعض الأكشاك رغم أن النتائج العلمية أثبتت خطورة هذه المشروبات علي الصحة العامة. المتاعب والآلام * د.أسامة الغنام أستاذ المخ والأعصاب بطب الأزهر يؤكد أن هناك حالة من التضليل لترويج هذه المشروبات التي تمثل أسوأ كارثة صحية من خلال اعتياد الشباب وصغار السن علي تناول مشروبات الطاقة بكل أنواعها المختلفة بحجة أنها مفيدة وتعطي الجسم والعقل النشاط والقوة والصحة وكلها مجرد أوهام لأن تأثيرها وقتي لا يستمر سوي ساعات قليلة ثم يصاب بعدها الجسم بالعديد من المتاعب والآلام حتي ينتهي الأمر إلي دخول الشخص دائرة الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط المرتفع وأمراض الجهاز العصبي والقلب والسمنة كما أن تأثيرها لا ينكر علي الكلي والكبد. أضاف أن محتويات هذه المشروبات من الكافيين والنيوفيلين وبعض المواد الكيميائية ومكسبات الطعم الصناعية والملونات تقلل من فاعلية الجهاز العصبي وترفع من ضغط الدم وتسبب الخلل في تفاعلات الجسم الداخلية ينتج عنه خلل في وظائف الأعضاء وهنا يبدأ الجسم في عدم التكيف مع المواد الطبيعية التي يفرزها والمسئولة عن توازنه لأنه يصبح في حالة دائمة ومستمرة إلي البديل الصناعي الخارجي لدرجة تصل إلي الإدمان مما ينتج عنه اضطراب الجهاز العصبي وعدم القدرة علي التركيز والتفكير السليم وبالتالي لا يستطيع القيام بأي مجهود ذهني لأن الجهاز العصبي حساس جداً لأي منبهات. أكد علي ضرورة تنظيم حملات توعية بأضرار هذه المشروبات المستوردة التي أصبحت في متناول الصغار والشباب بدون أي ضوابط بينما العالم يطلق صيحات تحذير ويمنع تداولها وبيعها في أسواقه ونحن نغرق أسواقنا بها مما يضر بالصحة ويدمر العقول. قوة زائدة * د.وائل عبدالوهاب استشاري السمنة والعلاج الطبيعي أكد أن العديد من دول العالم وفي مقدمتها الدانمارك والسويد والنرويج والكثير من الدول الآسيوية منعت بيع هذه المنتجات تماما لأن التحاليل والأبحاث التي أجريت عليها أكدت أنها مضرة بالصحة لأن نسبة الكافيين فيها تصل إلي أكثر من 40 ميللجراماً وهي أضعاف النسبة الموجودة في المياه الغازية. وباقي المكونات من الكربون ومكسبات الطعم والمواد النشوية وبعض النباتات التي تحتوي علي مواد موسعة للأوعية الدموية تجعل الإنسان يشعر بقوة زائدة تساعده علي بذل أي مجهود دون تعب. أضاف أنها تحتوي علي نسبة كبيرة من الأحماض الأمينية التي تشكل خطورة صحية لأنها تسبب خللاً في توازن الدم واجهاد الكلي والكبد لذلك قامت جميع المنظمات المعنية بالصحة بالتوصية بعدم بيعها في الأسواق.. أما المنتجات المماثلة فلابد من بيعها داخل الصيدليات بعد التأكد من جودتها ومكوناتها. أشار إلي أنه تم إجراء فحوص علي العديد من الذين تناولوا هذه المشروبات وأثبتت النتائج إصابة 7% منهم بارتفاع في ضغط الدم أما بعد مرور أسبوع فترتفع النسبة إلي 9%.. كذلك أكدت الدراسات والأبحاث خطورتها مثل المخدرات المعروفة لأنها تساعد علي ارتكاب السلوكيات العدوانية والخاطئة لمن يدمنون استخدامها يومياً بالاضافة إلي أنها تسبب السمنة لاحتوائها علي ماء الكربونات والسكر والجلوكوز سريع الاحتراق وعند تناول كبار السن لها فإنهم يتعرضون لفقدان الكثير من السوائل مما ينتج عنه الجفاف لأن الجسم قد يفقد ما يقرب من 5 لترات من السوائل. رقابة صارمة * د.يحيي عبدالفتاح أستاذ الصحة العامة بطب قناة السويس يقول إن هذه المشروبات تحولت إلي موضة خاصة لدي الشباب الذين يتوهمون أنها تمنحهم النشاط والحيوية والقدرة علي التركيز وقد يكون هذا صحيحاً في البداية ولكن مع مرور الوقت فإن هذه المشروبات تتسبب في إجهاد الكبد والكلي لاحتوائها علي الأحماض الأمينية بكثرة. أضاف أن هذه المشروبات بالأساس مخصصة للرياضيين بشرط تناولها تحت رقابة طبية صارمة وبمعدلات محددة أما الإسراف فيها فيؤدي إلي مشاكل عديدة منها زيادة نبضات القلب ب 150 نبضة في الدقيقة عن المعدل الطبيعي.. كذلك زيادة تدفق الدم للعضلات حيث تصل نسبة الكافيين بها إلي 20 ضعفاً عن الموجود في المشروبات الغازية ومن المعروف أن الكافيين يؤدي إلي ارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة السكر في الجسم مما يؤدي إلي نزيف في الأنف ويمكن أن تصل الخطورة إلي الإصابة بالنوبات القليبية بسبب زيادة كميات الدم التي يتم ضخها من وإلي القلب. أشار إلي أن معظم من يتناولها يقبلون عليها بسبب احتوائها علي مادة الكارنتين التي تؤدي إلي زيادة القدرة علي المجهود البدني الشاق ويمكن أن تستبدل هذه المشروبات الخطرة ببعض المأكولات الطبيعية المفيدة مثل لحوم الضأن والأبقار وطبق الكشري والموز والبرتقال والفول السوداني.