إذا كان د. حازم الببلاوي رئيس وزراء مصر لا يفهم فعلا دلالة وصف جماعة الإخوان بأنها إرهابية.. فإننا حتما أمام مصيبة المصائب.. لأنه لو سأل أي مواطن في الشارع عن دلالة هذا الوصف الذي هو مطلب شعبي فسوف يرد عليه بما يخجله. خد عندك يا "دولة الرئيس" بعض دلالات هذا الوصف: هناك فروق كثيرة بين أن تتعامل أمنيا وقضائيا مع جماعة "محظورة" أو "إرهابية".. ووصف جماعة الإخوان بأنها إرهابية يحظر جلوس أعضائها مع أي مسئول هنا أو خارج هنا.. وهذا الوصف يتيح لمصر أن تتعقب أموال الجماعة في الخارج والتحفظ عليها كما يعطيها الحق في مطالبة الإنتربول الدولي بتعقب أعضاء الجماعة الهاربين من العدالة في كافة الدول.. وهذا الوصف يتيح لنا أيضا مطالبة كل الدول بإدراج الإخوان جماعة إرهابية لأنه ليس من المنطق أن نطالبها بذلك في حين أننا لا نعترف أصلا بكونها إرهابية.. والأهم أن هذا الوصف يعزل أعضاء الجماعة سياسيا الآن وفي المستقبل فلا يعودون إلينا في يوم من الأيام بقناع زائف آخر.. فهل تريد دلالات أخري..؟؟ وإذا كان الببلاوي يزعم أن مفهوم جماعة إرهابية لا وجود له في القانون.. فإننا نقول له إن المادة 86 من قانون العقوبات تحدد بدقة مفهوم إرهاب.. وإذا قرأ المادة فسوف يجد أن كل لفظ فيها ينطبق تماما علي جماعة الإخوان وكأن المادة فصلت عليهم. تقول المادة 86: "يقصد بالإرهاب في تطبيق أحكام هذا القانون كل استخدام للقوة أو العنف أو التهديد أو الترويع يلجأ إليه الجاني تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي بهدف الإخلال بالنظام العام أو تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر إذا كان من شأن ذلك إيذاء الأشخاص أو إلقاء الرعب بينهم أو تعريض حياتهم أو حرياتهم أو أمنهم للخطر. أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بالاتصالات أو بالمواصلات أو بالأموال أو بالمباني أو بالأملاك العامة أو الخاصة أو احتلالها أو الاستيلاء عليها أو منع أو عرقلة ممارسة السلطات العامة أو دور العبادة أو معاهد العلم لأعمالها. أو تعطيل تطبيق الدستور أو القوانين أو اللوائح". بنص هذه المادة.. أليس قتل ضباطنا وجنودنا بسيناء وفي كل المحافظات إرهابا؟؟.. أليست كل مظاهرات الإخوان واستهدافهم المواطنين وإرعابهم إرهابا؟؟.. أليس تدمير الإخوان لحديقة الأورمان إرهابا؟؟.. أليس قيام الإخوان بحرق الأتوبيسات ومقار المخابرات بسيناء والإسماعيلية ومبني محافظة الجيزة والعديد من أقسام الشرطة إرهابا؟؟.. أليس حرق الإخوان مسجد رابعة وأكثر من 30 كنيسة وتدمير المبني الرئيسي لجامعة الأزهر واقتحامهم معظم مدرجات الجامعات بهدف تعطيل الدراسة إرهابا؟؟.. أليست محاصرة المحاكم وكذلك مدينة الإنتاج الإعلامي إرهابا؟؟.. ماذا تريد أكثر من ذلك لكي تقتنع بأن مفهوم الجماعة الإرهابية موجود في القانون..؟؟ أما ما تسميه "جهة الاختصاص" فإنها إلقاء للكرة في ملعب القضاء. صدقني.. لا أنا ولا كل الملايين من شعب مصر اقتنعنا بتبريراتك.. وحتي أريحك وأستريح تعالي نجيب من الآخر: المسألة لا هي دلالات ولا مفهوم ولا قانون ولا يحزنون.. المسألة باختصار هي أن "ماما أمريكا" لا تريد من حكومة مصر إدراج جماعة الإخوان علي قائمة الإرهاب.. هذا هو لب القضية وبيت القصيد.. لكنك للأسف بهذا الموقف المتخاذل تعطي الإخوان الشرعية فيما يرتكبون وتشجعهم دون أن تدري علي ارتكاب المزيد من الإرهاب. يا سيد ببلاوي.. إذا كانت هناك أمور تجري في الخفاء من أجل مصالحة مع الإخوان كما تريد أمريكا وبما يخالف إرادة الشعب فإنني أؤكد لك.. لا أنت ولا شلة البرادعي التي حولك ولا أمريكا ولا الاتحاد الأوروبي ستفرضون علينا مصالحة علي حساب وطن وشعب ودم.. انسوا.