إنه التهديد المباشر الذي يكمن تحت السطح ويتواري عن العين.. هذا هو "الجهاد في أمريكا" إنه الخداع العظيم الذي يشكل تهديدا لتاريخ وبنية البلاد ويتواري وراء قناع عموم الناس.. إنهم "الإخوان المسلمون" في أمريكا. الكلام أعلاه منقول من تعليق كتبه مواطن أمريكي لم يذكر اسمه عن فيلم تسجيلي مدته 70 دقيقة يُعرّي نشاط هذه "الجماعة" ويكشف كيف صعد زعماء الإخوان ليحتلوا أهمية كبيرة في الولاياتالمتحدة. وكيف استغلوا القيم الأمريكية تحت غطاء الدين من أجل تحقيق أجندتهم السياسية.. والفيلم الذي عرض في نيويورك "25 أكتوبر 2013" يكشف عن البنية التحتية الخفية داخل الولاياتالمتحدة. معتمدا علي مجموعة كبيرة جدا من الروايات وكم من المادة الفيلمية المصورة الصادمة والحصرية التي يتضمنها الفيلم -صوتاً وصورة- حول أنشطة هذه الجماعة التي تمارس وراء الأبواب المغلقة. الفيلم من إخراج الأمريكي ستيف إمرسون وراشيل ميلتون وعن سيناريو شارك في مادته الموضوعية مجموعة نذكر منهم: كريس كانترجياني وستيف إمرسون. قام ببطولته أنور الأولاكي وأمير عبدالمالك علي وزينو. إضافة إلي عدد آخر من الشخصيات يمثلون أنفسهم في الفيلم وحسب ما كتب عنه في المقالات المنشورة يعتبر عملا تسجيليا يهدف إلي كشف الأهداف السرية العدوانية العنيفة لهذه المنظمات "الإسلامية" مثل "الإخوان المسلمين" وهو يشبه تيارا من أفلام الخمسينيات التي تناولت التهديد الشيوعي لأمريكا.. العنوان يُلخص أهداف العمل "الخداع العظيم" وفي مقدمتها إلقاء الضوء وتعرية المشروع الإرهابي الذي يتخفي وراء "الإسلام" ويشير الفيلم إلي أن كل شخص يؤمن بهذا الدين هو "جهادي" ولديه الامكانيات والنوايا التي تهدم أمريكا.. الأمر الذي يثير الكثير من الجدل. وربما الشكوك حول أهدافه التي تنطوي علي عداء ليس فقط للإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي وإنما علي المسلمين الأمريكيين بشكل عام. عل أي حال الحكم النهائي علي هذا العمل لن يتحقق إلا بعد مشاهدته هنا في مصر. وإن كنت أتوقع عدم عرضه خوفاً من إرهاب الجماعة. الفيلم يركز بشكل رئيسي علي جماعة الإخوان التي تأسست عام 1928 وبصفة أساسية علي الأخبار التي حملتها السنة الأخيرة وحسب ما ورد من الحكومة المصرية المؤقتة.. كما استعان صناعه باللقاءات التي تمت مع شخصيات علمية عديدة وضباط سابقين في المباحث إلي جانب زعماء. وكذلك يتضمن تحقيقا عن تأثير التنظيم في بلاد عديدة وبصفة خاصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية.. مع الاهتمام بنشاطات المجلس الأمريكي- الإسلامي والعلاقات الأمريكية مع الإخوان. ويصف المجلس كمؤسسة تروّج للإسلاميين لدي الحكومة الأمريكية والمنظمات الاعلامية وحتي في استديوهات هوليوود وفي دوائر الجمعيات الطلابية الإسلامية. ويشكل المجلس مظلة مثيرة للجدل تستظل بها جماعات الطلبة في حَرم الجامعات علي طول امتداد البلاد"!" الأدوات الرئيسية التي اعتمد عليها صناع الفيلم. تتضمن المقاطع المصورة من الخُطب التي كانت تلقيها الشخصيات الكبيرة المنتمية للجماعة والتي تمثل بالتأكيد عيوناً مفتوحة اعتمدوا أيضا علي استخدام الأشرطة باعتبارها شهادة موثقة بني عليها المحامي العام الأمريكي إيريك هولدر أحكامه وكان يرفض دائما مصطلح "الإسلام الراديكالي" علي الرغم من محاولات إقناعه به. ومع تتبع العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين والمنظمات الارهابية مثل حماس. فإن الفيلم يناقش بصراحة وقوة كيف أن الأولي "الجماعة" انشغلت بإحكام القناع الجيد الذي يداري أهدافها الرئيسية. ومثل جميع الأفلام التسجيلية التي تعالج موضوعات سياسية سواء اقتنعت بطريقة تناولها أو لم تقتنع فإنها تعتمد بقدر كبير علي المواقف المسبقة للمتلقي. ولكن من دون شك فإن أسلوب التناول مثل الأيدلوجية التي يدينها يعتمد علي المناورة من أجل الاقناع. وقد كتب مخرج الفيلم ستيف إمرسون تحت عنوان: "طارق رمضان- حالة الخداع الكبيرة" كتب يقول: لا توجد حالة يمكنها أن تصف الخداع القاتل الذي تعرض له المجتمع الغربي من قبل الإسلاميين المقاتلين أكثر من حالة طارق رمضان الأستاذ السويسري الذي رفضت السلطات إعطاءه تأشيرة للتدريس في جامعة "نوتردام".. وقد احتشد حوله المناصرون له في الولاياتالمتحدة وهم يتظاهرون بدوافع أخلاقية واثقة ويتحركون سياسيا وبغضب رافضين الاعتراض علي مسلم "معتدل". ومن بين جماعة المدافعين عن رمضان صحيفة "نيويورك تايمز" و"الواشنطن بوست" ومجالس أكاديمية داخل البلاد. وكذلك جماعات الدفاع عن حقوق الإنسان الإسلامية. وكانت رسالتهم التي اتفقوا عليها أن "السيد طارق رمضان مسلم معتدل أصيل . وإسلامي يؤمن بالتعددية" وحتي لو كان هناك من لا يتفق مع بعض ما يقوله. إلا أن أفكاره ينبغي أن تكون ضمن الأفكار التي تتم مناقشتها في المحافل العلمية والمؤسسات العظيمة والجامعات الأمريكية. ومما يثير العجب أن ينضم عدد من القساوسة ذوي الأفكار السياسية الصائبة والجماعات الوهابية ورقباء من النخبة ذوي المواقف المتوازنة في الصحافة.. ورغم ذلك لم يحصل رمضان علي تأشيرة لدخول الولاياتالمتحدة وبدافع الكبرياء لم يتقدم مرة ثانية لطلب التأشيرة. والأكثر إثارة للدهشة أنه بعد العمليات الارهابية القاتلة التي قام بها المسلمون المقاتلون في 11 سبتمبر ثم بعد ذلك في تنفيذ عشرات العمليات الارهابية في أكثر من تسعين دولة وذلك في الفترة ما بين 1990- 2003. بعد ذلك تواطأت جماعة المثقفين الأمريكيين وفق تعاون شرير مع جماعات الإسلام الراديكالي الذي يتوارون وراء واجهات زائفة. وهذا التلاحم الشرير أسهم بقوة في خلق الخداع العظيم الذي مارسته الجماعات التي واصلت نشاطها في قلب الحقائق. فهم يتظاهرون بالاعتدال وبأنهم ديمقراطيون وضحايا الكراهية فهم لديهم قدرة مذهلة علي تصوير أنفسهم باعتبارهم ضحايا علي عكس الوقائع التي تؤكد أنهم هم أنفسهم من يصنعون الكراهية.. أين يمكن أن تجد زعماء إسلاميين راديكاليين مثل: يوسف القرضاوي زعيم الإخوان المسلمين الذي يدعو إلي قتل اليهود وليس فقط اليهود الإسرائيليين وقتل الأمريكيين "ليس فقط الأمريكيين المحتلين". وكيف يمكن أن يوصف هذا الرجل بالمعتدل. أو المصلح المؤيد للغرب. أو صفات أخري من هذا القبيل روجت لها صحف مثل "الواشنطن بوست" والكريستيان ساينس مونيتور ولوس أنجلوس تايمز.. في أي مكان آخر يمكنك أن تسمع أن "الجهاد" فكرة جميلة. كما أذيع من خلال "ناشيونال بابليك راديو" "الراديو الوطني العام" وأن هذه "الفكرة" متحررة من العنف ومن المعني القتالي. والمعروف أن المعلقة في "الراديو الوطني العام" هي ابنة الزعيم الأمريكي الإسلامي الذي برر قتل روبرت كيندي.. وهذا الراديو الوطني بث اعلانات تجارية عن القاعدة. ويحث المواطنين علي "الجهاد" مع تعليق من المذيعة الإسلامية ابنة الزعيم الإسلامي يقول: "آمل في يوم ما أن يجد "الجهاد" طريقه وسط قاموسنا اللغوي حين يتم استخدامه بطريقة سليمة في جُمل مثل: إنها في جهاد من أجل تحقيق الحلم الأمريكي". وقبل أحداث سبتمبر "11/9" بسنوات مارست منظمة حماس والجهاد الإسلامي والقاعدة وباقي الجماعات الإسلامية الراديكالية الأخري أكثر أنواع الخداع ذكاءً في تاريخ الولاياتالمتحدة وذلك من خلال زرع أنفسهم في قلب أرض العدو وتحت الغطاء الزائف كجماعة غير ربحية مدنية تمارس أعمالا إنسانية ومن خلال مؤسسات حقوقية لا تمارس السياسة ولا تستخدم الدين ومن ثم لا تدفع ضرائب وبالتالي تتم دعوة زعمائها روتينيا إلي البيت الأبيض وتمول من الصناديق الفيدرالية. ويمتدحها السياسيون وتمجدها وسائل الاعلام. وقبل أن ينزع الستار عن هؤلاء وينكشف أمر خداعهم دفع ثلاثة آلاف أمريكي حياتهم كثمن لهذا الإدراك والكشف عن الخداع الذي كنا نعيشه وفجأة ظهرت الأعمال الخيرية التي كانت تقوم بها هذه الجماعات علي حقيقتها من أجل دعم وجود الارهابيين وغطاء للحياة المزدوجة التي يعيشونها في أمريكا. وكذلك اتضح أن زعماء هذه الجماعات يعتبرون العقول المخططة للعمليات الارهابية وفي النهاية ظهروا علي حقيقتهم وبدلاً من أن يشاركوا في الاحتفالات داخل مقرات وزارة الخارجية أصبحوا يتعرضون للاضطهاد وللترحيل من البلاد. وحتي بعد مرور ثلاث سنوات علي أحداث سبتمبر بدا أن الأمريكيين مازالوا يعيشون حالة الخداع الذاتي والانتحارية.. وهنا جاء السيد طارق رمضان لكي يلعب دورا محوريا في التأكيد علي هذا الخداع الذاتي الخطير والمستمر. أولاً: السيد رمضان لم يعد أبدا "معتدلا" إلا إذا اعتبرنا ديفيد ديوك معتدلا في مفهومه عن العلاقات بين الأجناس.. الفارق الوحيد أن ديفيد ديوك ليس من الذكاء بحيث يجيد الكلام بلغتين ويغلف عنصريته بكلام مزيف عن إيمانه بالتعدديه ويتمتع بعلاقة ذكية مع الوسائط الاعلامية. ** ما سبق ترجمة بتصرف محدود من مقالات أمريكية من المفيد أن نتعرف علي محتواها لأنه ليس بعيدا أبدا عما نعيشه في مصر!! "خ . ب"