شاهدت -كما شاهد غيري- علي موقع "يوتيوب" مقطع فيديو لأحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني وذلك أثناء إيداعه قفص المحكمة مرتديا الزي الأبيض وإلي جواره زهير جرانة وزير السياحة السلبق و"المشمهندس" أحمد المغربي وزير الإسكان السابق واستمعت إلي الإهانات التي وجهها إليهم الحاضرون والتي جاءت علي النحو التالي: "أيوا يا أستاذ أحمد.. أجيب لك درامز" بينما قال آخر: "يا طبال" وردد أحدهم مناديًا الثلاثي: "يا حرامية بعتوا البلد.. هاتوا فلوسنا اللي سرقتوها" كما شهدت أيضا مقاطع فيديو خاصة بحبيب العادلي. وزير الداخلية الأسبق حينما هجم الناس علي سيارة الترحيلات التي أقلته إلي السجن وأسمعوه إهانات لا يطيقها بشر. تذكرت بعد مشاهدة هذه المقاطع قول الله. عز وجل "إن ربك لبالمرصاد" كما تذكرت حديث سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي يقول فيه عن الظالمين وعاقبتهم "إن الله ليملي للظالم حتي إذا أخذه لم يفلته" كذلك لم يغب عن ذهني موقف الوزير يحيي بن خالد البرمكي عندما غضب هارون الرشيد علي البرامكة وألقي بالوزير يحيي داخل السجن وكان معه في السجن ابنه جعفر بن يحيي بن خالد البرمكي. فقال الولد لأبيه وهما مقيدان بالأغلال: "يا أبت. بعد الأمر والنهي والأموال الكثيرة أحالنا الدهر إلي القيود ولبس الصوف والحبس؟ فقال له أبوه يحيي: "يا بني. لعلها دعوة مظلوم سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها". ثم انشد الوزير يحيي البرمكي قائلا: رب قوم قد غدوا في نعمة زمنا والدهر ريان غدق سكت الدهر زمانا عنهم ثم أبكاهم دما حين نطق وبعد فإن ما تقدم ذكره من الآية القرآنية والحديث النبوي الشريف وموقف يحيي البرمكي وابنه لابد أن يضعها كل مسئول آلت إليه الأمور نصب عينيه حتي تكون نبراسا يضيء له الطريق وليأخذ العبرة من هؤلاء الظالمين الذين لم يفرقوا في يوم من الأيام بين دم الإنسان وعصير الرمان.