نهار العيد في ثاني أيامه بالإسكندرية يختلف عن ليله.. فالفترة الصباحية حتي الساعات الأولي من الليل سادها حالة من الهدوء الملحوظ. حيث خلت الشوارع من التكدس المروري المعتاد وسادت السيولة المرورية في أغلب الشوارع الرئيسية وخلت المولات من ازدحامها المعتاد وتكدس أبناء المناطق الشعبية الذين يستمتعون بالعيد أكثر من أبناء المناطق الراقية لتواجدهم علي الشواطئ منذ الصباح وبالحدائق العامة وبمنطقة القلعة. حيث يتم تأجير الموتوسيكلات دون لوحات معدنية التي اكتظت بها المنطقة. أما الفترة المسائية فالإسكندرية كاملة العدد سواء بالسيارات المحتشدة علي الكورنيش بالمولات وبمنطقة بحري وأمام المقاهي كصف ثان وثالث حتي تحول الكورنيش إلي جراج كبير بمنطقة المعمورة التي شهدت إقبالاً كبيراً من عشاق السهر واصطفت السيارات أمام مدخل المعمورة المغلق بالوافدين للسهر علي ممشي الكورنيش وبالمقاهي حتي الساعات الأولي من الصباح. ولم يختلف الوضع بالنسبة لحدائق المنتزه التي شهدت قاعات الأفراح بها إقبالاً كبيراً خلال أيام العيد بعد فترة ركود. الغريب كان في ظاهرة إطلاق الصواريخ والشماريخ طوال الليل وبمختلف مناطق الإسكندرية بالرغم من الحملات الأمنية في ظل تكدس أكوام القمامة بحرم الترام وبالمناطق الشعبية. كانت لأفراح منطقة بحري الحظ الأوفر في مشاركة المواطنين كعادة سكندرية. حيث يتوجه العروسان في زفة شعبية إلي منطقة قلعة قايتباي ليلاً للتمشية ويشاركهما المواطنون بالزغاريد والتهاني. وكذلك الحال بمنطقة رأس التين لتناول "الكسكسي" و"البليلة" وهي أيضا احدي العادات المتبعة لأبناء منطقة الجمرك علي وجه التحديد. وهو ما تسبب في أزمة مرورية طاحنة. كافتيريات منطقة الداون تاون لجأت لأسلوب جديد لجذب الشباب.. إما بالعواد الذي يغني أشهر الأغاني القديمة أو بحفلات الكاريوكي التي يعشقها شباب الإسكندرية. عيد الأضحي أعاد للإسكندرية بهجتها من السهر حتي الصباح وانتشار الباعة الجائلين بصورة ملحوظة بمنطقة المنشية وميدان الساعة وانتعاش حالة البيع والشراء والتكدس المروري والازدحام الخانق لتعود الاسكندرية لما كانت عليه من حركة دائمة في ظل محاولة فاشلة لجماعة الإخوان لإقامة سلاسل بشرية علي الكورنيش. مطالبة بعودة المعزول. قابلها المواطنون بالتجاهل حتي لا يفسدوا علي أنفسهم فرحة العيد.