رفض الرئيس السوداني عمر البشير الاتهامات التي يطلقها البعض لتحميل الحكومة مسئولية سقوط الضحايا خلال الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها ولاية الخرطوم مع إعلان تطبيق قرار رفع الدعم عن المحروقات ضمن حزمة اصلاحات اقتصادية اقرتها بلاده. واتهم البشير من سماهم ب "المتربصين باستقرار السودان" باستغلال الأحداث لممارسة أعمال القتل والنهب والتخريب بداعي التظاهر والاحتجاج علي قرارات الحكومة وعمد الرئيس السوداني في أول تعليق علي التظاهرات التي شهدتها بلاده إلي تسمية الضحايا ب "الشهداء". وقال البشير إنه "بالرغم من إسهاب الحكومة في شرح الأسباب والظروف التي دعتها لاتخاذ تلك القرارات الاقتصادية إلا أن "المتربصين" استغلوا الظروف لتقل الأنفس وتخريب المنشآت بدعوي التظاهر واستغلال حرية التعبير السلمية المكفولة وفقاً للقانون. وصف النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه. الاحتجاجات التي شهدتها بعض المدن, بأنها محاولة للرجوع بالسودان للخلف عبر التخريب والنهب. مشيرا إلي إن ذلك يتنافي والسعي لنهضة البلاد. والمضي بها إلي الأمام.عبر برامج التنمية والتقدم. وأوضح طه- خلال الاحتفال بإعلان "مسودة نفير" نهضة شمال كردفان- إن عائدات عبور نفط الجنوب. وعائدات الإجراءات الاقتصادية. ستوظف لاستقرار سعر الصرف للعملات الاجنبية. ورفع العملة الوطنية. لتحقيق الاستقرار الاقتصادي بالبلاد. وكشف عن إجراءات اقتصادية ستتخذها بلاده بهذا الشأن خلال الأيام المقبلة.وقال إن الإجراءات الاقتصادية الأخيرة قصد منها زيادة الإنتاج وتحسين مستوي الخدمات,موضحا أنهما يشكلان عصب تقسيم الموارد. التي ستجنيها البلاد مستقبلا.من ناحية أخري رأت صحيفة الجارديان البريطانية أن وقوع اشتباكات في وسط العاصمة السودانية الخرطوم وارتفاع حصيلة القتلي وحالة الجمود التي تسود البلاد أدت إلي زيادة حدة الغضب تجاه النظام السوداني الحاكم برئاسة عمر البشير. أشارت الصحيفة إلي أن "الموجة الثالثة من الاحتجاجات في السودان التي انطلقت خلال الأسبوع الماضي برهنت علي أن الغضب اجتاز الفجوة الطبقية. كما أن أعداد المتظاهرين الذين قتلوا أو تم إطلاق النيران عليهم من قبل قوات الأمن التابعة للحكومة لم يسبق لها مثيل". ولفتت الصحيفة إلي أن الموجة الحالية من الغضب والتي اندلعت جراء رفع الدعم. بشكل رئيسي عن الوقود. احتوت علي مضمون مختلف , حيث بدأت الاحتجاجات في المناطق الفقيرة بالعاصمة السودانية الخرطوم بالإضافة إلي أماكن أخري, بشكل غير منسق ومتفرق. أضافت الصحيفة أن تزايد ضحايا المظاهرات و"صور القتلي التي انتشرت عبر مواقع الإعلام الاجتماعي مثل الفيسبوك أحدثت تغييرا في موجة الربيع العربي بالسودان حيث انتقلت الاشتباكات الآن إلي وسط المدينة وفي الشوارع والحرم الجامعي".