يبدو أن الفساد الذي ظل منتشرا منذثلاثين عاما سيحتاج وقتاً طويلاً لتطهير البلاد منه حتي تتحقق العدالة الاجتماعية التي ينادي بها الدستور. فالكل يعلم أن الثورة قامت لهدم الفساد إلا أن ما يحدث داخل قري مركز قوص بمحافظة قنا يشير إلي أن الإهمال مازال موجوداً داخل المجتمع دون أن يجد من يكبح جماحه. في قوص. نجحت الجهود الشعبية من خلال الجمعيات الأهلية في تنفيذ مشروع مياه الشرب والصرف الصحي بتكلفة إجمالية بلغت 65 مليون جنيه لتستفيد منه خمس قري. وكان قد بدأ تنفيذ المشروع منذ عام 2004 واستمر قرابة خمسة أعوام لينتهي العمل به في 2009 ورغم تسليم المشروع للجهة المسئولة إلا أن إنتهاء هذا المشورع أصبح حلماً بالنسبة للأهالي نتيجة عجز الشركة المنفذة عن إمداد المشروع بوصلة طولها 83 متراً فقط ينعم بعدها أبناء قوص بمشروع طالما انتظروه. لم يتوان الأهالي عن طرق أبواب المسئولين الذين خذلوا البسطاء ورفعوا أيديهم عن الأمر وجعلوا أذنيهم واحدة من طين والأخري من عجين حتي لا يسمعوا إلي ما يقال وكأنهم ينتظرون أن يعلو الصدأ المواسير التي زرعت في باطن الأرض وأن تتعرض للإتلاف نتيجة عدم الاستخدام مما يعد إهداراً للمال العام وعبثاً بمقدرات الشعب. رصدت "المساء" واقع المأساة في هذا التحقيق. حيث يقول أشرف يونس من أبناء قرية جراجوس أن البداية كانت مع قيام جمعية الخدمات الاجتماعية للتنمية بتنفيذ مشروع تحسين الحالة المعيشية لعدد خمسة قري بمركز قوص بالتعاون مع الصندوق المصري السويسري للتنمية ومحافظة قنا. وبعد دراسة الاحتياجات الفعلية للقري تبين الاحتياج للبدء الفوري في تنفيذ مشروع توصيل مياه الشرب والصرف الصحي لقري جراجوس والجمالية وجزيرة مطيرة والشعراني والحلة وتم عمل مسح شامل وإعداد الخرائط اللازمة للمشروع وبدأ العمل به في فبراير .2004 أشار محمد رمضان أحد أبناء القرية إلي أن المشروع ممول من الصندوق المصري السويسري بمبلغ 33 مليونا و500 ألف جنيه ومساهمة الحكومة بلغت 18 مليوناً و577 ألفاً و100 جنيه إلي جانب مساهمة المجتمع المحلي والتي بلغت 5839167 جنيهاً لتصبح إجمالي تكلفة المشروع 59190052 جنيهاً. وقال إن المشروع يستهدف تحسين نوعية وكمية مياه الشرب لخدمة قري الوحدة المحلية بجراجوس من خلال إحلال وتجديد شبكة المياه بإجمالي 14690 جنيهاً وإعادة تأهيل محطة مياه الجمالية وإنشاء محطتي مياه شرب بقرية جزيرة مطيرة لتغذية قري المشروع بمياه الشرب النقية. إلي جانب إنشاء صرف صحي سليم بيئياً يلبي احتياجات أهالي القري المستهدفة للقضاء علي البيارات التي تقام بالمخالفة للقواعد البيئية والصحية مما يتسبب في تلوث مياه الشرب وتؤدي بالتالي إلي إصابة المواطنين بالأمراض الوبائية. أضاف أن مشروع الصرف الصحي كان سيلبي احتياجات القرية في حماية المنشآت والممتلكات وأساسات المباني التي تتعرض للتآكل بسبب ما تحتويه مياه البيارات من مواد ضارة والحد من تلوث التربة والحفاظ علي صحة المواطنين والقضاء علي مشكلة الرشح والنشع نتيجة امتلاء البيارات. قال محمود محمد سيد رئيس مجلس إدارة جمعية الخدمات الاجتماعية للتنمية بجراجوس: بعد الانتهاء من وضع الخطط والتصميمات اللازمة للمشروع تم البدء في التنفيذ الفعلي منذ ثماني سنوات من خلال الجمعيات الأهلية التي تعمل في نطاق القري الخمس لعمل شبكات صرف صحي لتلك القري بطول 50كم وتنفيذ عدد 6 محطات رفع للصرف الصحي وإنشاء شبكة مياه نقية بأقطار مختلفة بطول 16كم وتنفيذ عدد 2 خزان مياه علوي بقرية جراجوس وقرية جزيرة مطيرة فضلا عن ذلك فقد تم تأهيل محطة مياه الجمالية المتهالكة والتي تم إنشاؤها منذ عشرين عاماً مع تنفيذ 6000 وصلة منزلية بالقري الخمس منها 700 وصلة منزلية للأسر غير القادرة حتي تم تنفيذ المشروع علي أكمل وجه وتم تسليمه للشركة القابضة للمياه والصرف الصحي بقنا في شهر يونيه 2009 وحتي الآن لم يتم تشغيل المشروع رغم مخاطبة كل من وزير الإسكان السابق ووزيرة التعاون الدولي ومحافظ قنا ورئيس الشركة القابضة للمياه والصرف الصحي بالقاهرة وقنا.