حب مصر يجري في دماء ابنائها المخلصين الذين يعبرون عن هذا الحب بالتفاعل الايجابي مع الاحداث سواء كانوا علي أرض الوطن أو بعيدا عن ترابه.. هذه الحقيقة يؤكدها موقف عازف البيانو المصري العالمي وائل فاروق الذي يقيم حاليا في الولاياتالمتحدة حيث يعمل استاذا في جامعة شيكاغو. الحكاية تبدأ من شهر مايو الماضي عندما اقام وائل في شهر مايو حفلين للعزف المنفرد علي البيانو لصالح طلبة كل من جامعة شيكاغو التي منحته أعلي شهادة دراسية في الموسيقي بعد حصوله علي الدكتوراه وجامعة "ساوس كارولينا" التي حصل منها علي درجة الماجستير والحفلان تحت رعاية شركتين من كبري الشركات العالمية احداهما شركة لصناعة السيارات الشهيرة والأخري شركة متخصصة في صناعة آلات البيانو هذه الحفلات نجحت وحققت ايرادات عالية وتناولها بالنقد الجيد عدد كبير من النقاد الموسيقيين المشهورين ولهذا تقرر اقامة 20 حفلة في عدد من الولاياتالأمريكية تحت رعاية هاتين الشركتين علي أن تكون ايضا لصالح الطلبة ولكن المفاجأة ان وائل نجح في اقناع رعاة الحفل والمنظمين له ان يكون ايرادات الحفلات العشرين بالكامل لصالح صندوق دعم مصر وهذا الخبر جاءني بصوت وائل عبر الهاتف وأكد لي ان الجميل ان مجموعة كبيرة من الجالية المصرية تقوم بتوزيع التذاكر وتسويقها لضمان البيع لصالح الصندوق واكد وائل في حديثه عبر الاثير ان هذه الخطوة سبقتها خطوات كبيرة منه ومن عدد كبير من المصريين في أمريكا لتصحيح مفاهيم الامريكان عن ثورة يونيو وعن الدور العظيم للجيش المصري في مساندة الشعب الذي استشعر الخطر علي بلاده من الفاشية الدينية ويقول: رغم انحياز اجهزة الاعلام إلي الاخوان المسلمين وكذلك أوباما إلا ان كثيرا من الشعب الأمريكي بدأ يتفهم الموقف ويقتنعون بكلامنا. مشوار وائل وائل فاروق يعد ابن هذه الصفحة حيث تتبعنا خطواته منذ كان طفلا موهوبا يكتب كلمات الاغاني ويلحنها وهو لم يبلغ السابعة من العمر وسافر إلي اليابان ليمثل مصر في احدي المسابقات التي تقام للأطفال الموهوبين هناك وكان يمثل قارة افريقيا وقدم اغنية عزفها علي البيانو من الحانه عن انتصارات أكتوبر وتحطيم خط بارليف وفاز بالجائزة الأولي واثناء دراسته بالكرفتوار ظهر تفوقه في العزف حيث تضافرت لديه الموهبة والاجتهاد والقدرة الهائلة علي تفسير المؤلفات التي يعزفها مما جعل استاذه بالمعهد دميتري ديميدوف يصر ان يقدم حفل ريستال بالأوبرا وعمره لم يتجاوز الرابعة عشرة ومن يومها ظل يشترك في الحفلات حتي التقطه المايسترو الصعيدي وهو في السابعة عشرة من عمره ليشارك بالعزف المنفرد مع اوركسترا القاهرة السيمفوني وعزف كونشرتو رحمانينوف الثالث الذي كان هو الحصان الرابح الذي تقدم به للعالم حيث عزفه في فرنسا ثم بعد ذلك بدأ في عزف المؤلفات المصرية حيث تفوق في عزف كونشرتو عزيز الشوان الذي عزفه في عدد من الدول الأوروبية تحت قيادة الصعيدي وهكذا قبل أن يتخرج كان يسير بخطوات نحو عالم الاحتراف وعام 2002 وعقب تخرجه مباشرة ذهب إلي أمريكا في منحه الفولبرايت لينطلق هناك ويدخل في العديد من المسابقات التي جعلته يحصل علي منح في جامعات امريكا الشهيرة مانهاتن وساوس كارولينا وشيكاغو وليحيي العديد من الحفلات في كل الولاياتالأمريكية ويطوف ايضا أوروبا ولكنه ظل مرتبطا ببلده مصر ويمثله في المحافل الدولية منها الاسبوع الثقافي في سان بطرسبرج وحفلات الريستال في كل من بيت شومان وبيتهوفن بألمانيا بالاضافة لحفلاته السنوية في الأوبرا المصرية والتي كان من أهمها عزفه البارع لكونشرتو برامز الثاني والذي كتبنا عنه عقب الحفل انه بدأ يخطو نحو العالمية وتحققت نبوءتنا وفي خلال العامين السابقين حيث كتب عنه وعن حفلاته وعن تسجيلاته للاذاعة في كبري الصحف والمجلات المتخصصة. تفاصيل الحفلات وعن الحفلات التي سوف تخصص ايراداتها لصالح صندوق دعم مصري قال وائل: هذه الحفلات التي تقام من أجل الطلبة وقع الاختيار علي لعزفها العام الماضي وكانت مخصصة لمؤلفات شوبان أما حفلات هذا العام تم تخصيصها لأعمال رحمانينوف وسوف اعزف 5 حفلات ريستال "عزف منفرد" و5 حفلات اخري كونشرتات مع الأوركسترا وتعاد مرة أخري وسوف تقام في معظم الولايات وطبعا الحفل سوف يكتب في الاعلانات انها لدعم مصر ونسقت مع عدد كبير من الجاليات المصرية هنا لانتهاز هذه الفرصة لشرح الحقيقة الكاملة عن ثورتنا العظيمة ويضيف وائل: سعادتي كبيرة لأنني أعمل من أجل مصر ودعم اقتصادها وعن اخباره يقول عدت مؤخرا من كوبا حيث عزفت هناك وتم التعاقد معي للعزف هناك مرة أخري في الموسم القادم. ويستطرد وائل: أما يوم الاربعاء القادم سوف اكون علي الهواء مباشرة في الاذاعة في عزف منفرد لأعمال شوبان.. اما حفلاتي في الأوبرا المصرية تم الاتفاق معي لاشارك في حفل مع السيمفوني في ابريل القادم وسوف اعزف كونشرتو برامز الأول. وعن آخر تسجيلاته قال اسجل حاليا اسطوانة جديدة ليصبح لي في الاسواق 4 اسطوانات كما انني مازلت اتابع الحفلات مع شركة صناعة البيالنمو التي اعزف علي احدث بيانو صنعته واضع عليه توقيعي كنوع من الدعاية للآلة الجديدة.. ويختتم وائل حديثه معي عبر التليفون بقوله أنا معجب بالفريق السيسي وأردد كلمته الرائعة "مصر أم الدنيا وهاتبقي قد الدنيا.. وتحيا مصر".