في يونيه 2012 عبر المسئولون عن "المتحف التذكاري للهولوكست" في الولاياتالمتحدةالأمريكية وهو متحف تأسس بهدف تخليد ذكري "المحرقة النازية" لليهود إبان الحرب العالمية الثانية. عبروا عن قلقهم المتزايد من أشكال العنف الطائفي المتزايد في سوريا والذي ينذر بانتاج "هولوكست" أي "إبادة جماعية" للشعب السوري علي أساس طائفي. وقد كلف المتحف البروفسور فردريك هوف المتخصص في الشأن السوري بعمل دراسة عن الحرب الأهلية في سوريا عن أسبابها وتداعياتها وكيفية التخفيف من نتائجها حيث يضع المتحف ضمن أهدافه الحيلولة دون وقوع "هولوكست" أخري "!!". وفي أبريل 2013 تم إحياء الذكري السنوية "للمحرقة النازية" التي تعرض لها اليهود كأحدي المناسبات الأمريكية التي أقرها الكونجرس تحت اسم "يوم الذكري" Day Of Remembraace. ومنذ أيام استخدمت الميديا الغربية مصطلح "الهولوكست" في وصف الحادثة التي راح ضحيتها عدد من أنصار "الإخوان" وذلك أثناء نقلهم إلي أحد السجون بعد أن قاموا بمحاولة اقتحام واستخدموا العنف. وقامت قناة الجزيرة المناصرة "للإخوان المعادون" والضالعة بوعي ووفقا لتخطيط مسبق في الأغلب. قامت بالترويج لنفس المصطلح "هولوكست" من خلال الصور والافيشات والمعروف أن هذا المصطلح الذي يشير إلي "المحرقة النازية لليهود" يثير حساسية شديدة بالنسبة لأوروبا وللإنسانية عموماً لإنه لايوجد من يرضي بحرق أو إبادة جماعية لأي جنس بشري. الشعب العربي. والمصري في مقدمته يعي خطورة هذا المخطط والقوي الاستعمارية الغربية التي تقف وراءه. ونحن جميعاً ندرك أن وسائل التواصل الاجتماعي ومنها التليفزيون والصحف والإنترنت تحتل مساحة وبعداً قوياً في تنفيذ هذا التآمر الدولي الإخواني موضوع المحرقة "الهولوكست" يستخدم الآن لوصف فض الاعتصام في رابعة وإدانة الموت الجماعي للمعتقلين الإخوان الذين يستخدمون العنف الدموي ضد الشعب المصري والجيش والشرطة المصريين ويستخدمونه في وصف ممارسات الجيش "الجيش النظامي" في سوريا علماً بأن الإخوان وإذنابهم من الإرهابيين ضالعون في قلب المشهد السوري. "الهولوكست" في سوريا و"الهولوكست" المزعوم الذي يمارس علي "الإخوان المعادون" خصوصاً بعد فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة" وكذلك علامة "الأربعة" التي يرفعها المناصرون للإخوان باستخدام أصابع الكف هذه كلها أمور تحاكي بعض أشكال الدعاية الصهيونية والنازية التي يوظفها من يريد التذكير بجرائم النازيين في الدعاية الغربية. أباد الصهاينة في إسرائيل "السكان الأصليين" في "هولوكست" حقيقي ممنهج وأباد الأمريكيون السكان الأصليين عندما قرروا استيطان "العالم الجديد" وها هم يواصلون إبادة الشعوب بشكل أو آخر. هناك تشابه يمكن رصده بين أساليب الدعاية المكثفة التي لجأ إليها "الإخوان المعادون" وبالذات من خلال التنظيم الدولي وبين أساليب الدعاية الصهيونية يتأكد ذلك عندما ترصد النشاط الدعائي الإعلامي الذي يهدف إلي غسل رؤوس الشعوب في بلاد لا يصل إليها الإعلام العربي إلا من خلال قناة "الجزيرة" المأجورة. مقر "الجزيرة في الدوحة لا يبعد كثيراً عن أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط القاعدة التي تنطلق منها طائرات الأسطول الأمريكي ضد الدول العربية " والعراق مثال حي قائم ولن يغيب" و"الجزيرة الجناح "الدعائي لممارسات الاستعمار الغربي وحلفائه من العرب. التنظيم الدولي يستأجر شركات "PR" الغربية أي شركات "العلاقات العامة" المكلفة بطمس الحقائق وتضليل الوعي وإثارة القلاقل وهذه الشركات تتكلف مبالغ فلكية يدفعها الداعمون والمخططون والساعون لتحقيق المشروع "الصهيو أمريكي" وأداتهم "الإخوان المغادون" ومن ينطوي تحت جناحها من الجماعات الإرهابية ودعاتهم الكاذبون المضللون وأيضا العملاء المأجورون إلخ. في يوم ذكري "الهولوكست" يتم عرض الأفلام المؤثرة سواء تسجيلية أو روائية التي أنتجتها هوليود. وأوروبا عن المحرقة النازية لليهود. وكذلك تقوم الجماعات الموالية والمؤسسات الثقافية برصد أعظم عشرة أفلام عن "الهولوكست" في "يوم الذكري" الذي أقيم في ابريل الماضي أعادت الميديا الغربية التذكير بعناوين الأعمال المهمة ومنها "فرقة الأشقاء" وهو مسلسل تليفزيوني يعالج موضوع "الهولوكست" وفيلم "لامكان علي الأرض" "NO Place On earih" الذي يتناول حكاية 38 شخصاً نجوا من الإبادة الجماعية عندما هربوا إلي كهوف الغجر في منطقة أوكرانيا و ظلوا داخل هذه الكهوف لمدة 511 يوماً إلي أن قامت روسيا بتحرير هذه المنطقة. الأفلام الوثائقية تستحضر الصور والمشاهد التي تثير الشفقة. وترسم صور الإبادة بالغاز وتستخدم الناجين وتعيد التذكير بضلوع بعض الدول الغربية ومنها فرنسا في جريمة ترحيل اليهود إلي المعسكرات النازية في بولندا وجمعهم من باريس وضواحيها واعتقال الآلاف منهم. وهذه الصور تستخدم في ابتزاز الشعوب الغربية بفضل الإلحاح الدعائي الذي لم يتوقف حتي بعد مرور أكثر من نصف قرن. فيلم "الصبي ذو البيجاما المخططة" "The Pooy in the Stripped Pajauas" وهو فيلم مأخوذ عن كتاب بنفس الاسم للمؤلف جون بويان والفيلم معالجة لموضوع "الهولوكست" من وجهة نظر صبي عاش داخل المعسكرات النازية وارتبط بعلاقة صداقة بطفل يهودي في نفس المعسكر. كثير من الأفلام الروائية الطويلة اكتسبت أهميتها وتأثيرها من قوة اللغة البصرية. ومن المعالجة المثيرة للمشاعر التي تستدعي التعاطف والوقوف ضد ما تعرض له اليهود من جرائم والجرائم في الواقع لم يرتكبها العرب وإنما الحكومات والأنظمة الغربية الفاشية التي تعاملت مع اليهود كجنس يستحق الإبادة وأن "الحل الأخير" يقتضي التخلص منهم. من الأفلام القوية "البيانو" و"قاعدة شندلر" 1993 و"كابو" 1960 للمخرج الايطالي جيلوبونتكورفو.. و"القاري" و"اختيار صوفي" "1982" إلخ. ومن حسن الحظ أن الإخوة الأعداء أو "الإخوان المعادون" يلفظون الفنون أيدولوجيا. ولا يؤمنون بدور الفيلم السينمائي في التأثير علي المشاعر وتوجيه العقول وبالتالي لن يستخدموا "السينما" حتي الآن ورغم ذلك ليس من المستبعد أن يستعينوا بشركات انتاج غربية مثلما استعانوا بشركات دعاية قوية للتأكيد علي فكرة أن ثورة "30 يونيو" مجرد "انقلاب" وليست ثورة. وأن الجيش المصري هو قائد هذا الانقلاب والمخطط له. لن استبعد ضلوع هوليود لاحقا أو شركات الانتاج السينمائية الغربية في عمل أفلام دعائية تقدم حكايات الناس الذين تمت "إبادتهم" علي نحو جماعي عند فض اعتصام رابعة. ولن استبعد أن تتحول الأحداث التي جرت في مصر إبان حكم الإخوان وبعد الثورة الشعبية التي أدت إلي الخلاص منهم. أن تتحول الجماهير المصرية الحاشدة التي غطت جميع الميادين والكباري والشوارع إلي مشاهد في أفلام مضللة تناصر "الإخوان المعادون". ومن يشاهد محمد البلتاجي في الشريط الذي بثته "الجزيرة" قبل القبض عليه يجزم أن هذا الرجل. إما كاذب بارع وممثل قدير أو أنه مضلل أو مريض والأغلب أنه لم يشاهد صور الثورة إلا من خلال قناة "الجزيرة" التي بثتها علي أنها مظاهرات لمناصرة الرئيس "مرسي" ومن سوء الحظ أن الرئيس الإخواني الوحيد الذي ذاق طعم السلطة وحياة القصور ولو لمدة قصيرة ومن حسن الحظ أنه لا يصلح بأي حال كشخصية درامية مقنعة ولكن التأفيق السينمائي والخيال الخلاق والميديا بأساليبها الحديثة يمكن أن تحول هذا المسخ المتخلف شكلا ولكن الداهية المراوغ والقاتل الخائن لوطنه وللشعب الذي انتمي إليه يمكن أن تحوله إلي رجل أنيق و"قد هدومه" ويمتلك سمات الزعامة. لقد شاء حظ الأجيال الحالية أن ترقب شخصاً علي نحو مباشر تقاصيل مؤامرة تاريخية كبري ضد بلاده وأن يتابع سلوكيات الشخصيات وجميعها من النوع الذي يبحث عن مؤلف بارع يمكن أن يصوغ ملامحها النفسية ونواياها الخبيثة ونشاطاتها السرية. وارتباطاتها بالقوي الاستعمارية "المسيحية" التي تسعي للهيمنة علي الدول الإسلامية وتطويعها بمساعدة تنظيم يرتدي عباءة الدين! الشخصيات الإخوانية القيادية التي تحتل مقدمة المشهد الدموي العنيف الذي نعيشه والذي طغي علي كل ماعداه وبالذات في الأسابيع والشهور الأخيرة. إن السيناريو الغامض أو الذي كان غامضاً لحقيقة أدوارهم هؤلاء في ثورة 25 يناير. والجرائم التي اقترفوها وفق أسلوب ممنهج يصطاد النشطاء ويرصدهم ويخطفهم ويلقيهم داخل الزنازين.. هذه الشخصيات تصلح لا شك لدراما إثارية بوليسة سياسية نتوقع انتاجها قريباً والأغلب أن السينما المصرية بأوضاعها الحالية لن تكون سباقة فهذه مهمة هوليود والإدارة الأمريكية!!