أكد د. جمال حماد رئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية ان هناك مشكلات ظهرت علي الساحة في الفترة الأخيرة وتواجه مصر حاليا منها محاولة ايجاد فتن بين الأديان أو بين الجماعات بهدف ضرب الاستقرار وزعزعة الأمن وترويع المواطنين.. مشيرا إلي ان ذلك قريب من الثورة المضادة التي تعني الرفض والهدم لإظهار ان كل ما تحقق كان خطأ بالإضافة إلي اظهار الدولة في حالة عدم استقرار دائم والعودة إلي ما كانت عليه سابقا. أوضح ان مواد الدستور الجديدة والمعدلة لا تمنح الرئيس القادم أي ميزة منفردة يحقق من ورائها ثروة وتحاسبه كأي مواطن عادي.. وأضاف انه من المفترض في الوقت الراهن أن تكون الحكومة القادمة رئاسية حتي يتواجد مناخ برلماني سليم.. مشيرا إلي ان الحكم الآن غير كاف والرؤية سوف تتضح فيما بعد انتخابات مجلس الشعب وتكوين الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور الجديد. قال د. حماد خلال ندوة "مفهوم المشاركة السياسية لدي الشباب" والتي نظمها مركز النيل للإعلام بالمنوفية وذلك بمدرسة عبدالمنعم رياض الثانوية للبنين بشبين الكوم تحت إشراف أمينة التلاوي مديرة المركز بحضور عدد كبير من المعلمين والاخصائيين الاجتماعيين ومدرسي الصحافة والإعلام إلي جانب الطلاب ان الاصلاح هو سلاح التغيير في أي مجتمع لأنه يظهر العيوب والفساد والذي لا يواكب الاصلاح سيكون مصيره التغيير.. مؤكدا ان النظام الموجود حاليا مقبول رغم استعانته ببعض رموز النظام السابق لأنه ليس شرطا ان كل قديم فاسد ليس كل جديد صالحا لكن العبرة بالانتاج والانتماء والبناء وتغليب المصلحة العامة علي المصلحة الشخصية. أوضح ان التباطؤ في تنفيذ أي وعود غالبا ما يؤدي إلي التباطؤ. أما التباطؤ في تنفيذ الوعود التي نتجت عن ثورة الشباب في 25 يناير فغالبا ما سيؤدي إلي إجهاضها.. مشيرا إلي ان هناك مراحل تمر بها مصر حاليا وتستلزم الهدوء وتستدعي السير بخطي بطيئة لصالح البلاد. أضاف ان ثقافة الحوار هي ثقافة ضرورية للتواصل والمنفعة وان اختلفت الجذور والبواعث والأيديولوجيات الثقافية ويدعو للاحترام ويعلم قواعد الآداب العامة ويحتم علي المواطنين الاختلاف وليس الخلاف بمنطق التعددية.. وقال اننا نعيش الآن حالة حوار وليس صداما. لأن أي مجتمع مهما حقق من قوة وثورة تكنولوجية ودعائم للاستقرار والاستمرار لا يمكن أن ينفصل عن الآخر حتي يستمر التقدم والتطور والتنمية. أوضح ان الحوار الحقيقي يتطلب أن نمتلك لغة حقيقية يفهمها الآخر مع تخصيص مساحة للاختلاف في الرأي دون إفساد المعني وأن يكون للحوار هدف ورسالة ولا يحمل نوايا للهدم والتشكيك إلي جانب التحلي بقواعد الديمقراطية والبعد عن رغبات التسلط ومعرفة حقيقة المجتمع الذي نعيش فيه بقدر المستطاع وتقبل الآخر بشكل إنساني دون إدعاء ذلك.. مؤكدا انه لا سبيل أمام المجتمع عامة والشباب خاصة إلا التفاهم وعرض ما يفهمون وما يريدون عبر تواصل حقيقي دون مزايدة أو تشكيك ليشعروا بوجود ما يسمي بالمجتمع الإنساني المتميز الذي يقود أفراده نحو حياة آمنة وعادلة. أشاد حماد بالوعي السياسي لدي الشباب والذي تمثل وظهر جليا في ثورته ومطالباته السلمية.. وطالب بالتدعيم والمعرفة والتحصيل وتحصين الشباب ضد الهدم بالإضافة إلي تلقينهم قواعد البناء والتنمية وانشاء إدارة متخصصة لبناء العقل ومراجعة مناهج التعليم وإكساب المهارات المستقبلية. من جانبه أوضح عبدالله دويدار مسئول الإعلام بالمركز ان المجتمعات الإنسانية مرت بمراحل عديدة في تطورها من حيث التغير علي كل المستويات وأصبح من المحال علي أي مجتمع من المجتمعات أو فئة عمرية من الفئات أن تنعزل عن بعضها.. مشيدا بثورة الشباب التي غيرت كثيرا من المفاهيم التي لم يتوقعها أي إنسان. كما فرضت مجموعة من المسلمات الخاصة بثقافة الحوار.