يقع مسجد ومدرسة محمد بك أبوالذهب في ميدان الأزهر في الجهة المقابلة من مدخل الجامع الأزهر بمحافظة القاهرة أمر ببنائه عام 1188هجرية- 1774 ميلادية محمد بك أبوالذهب الذي كان الذراع اليمن لوالي مصر علي بك الكبير واستخدم في البداية كمدرسة لاستيعاب الطلاب الوافدين علي الأزهر. يقول مصطفي فوزي مفتش آثار السيدة زينب والخليفة إن صاحب المسجد تولي العديد من الوظائف مثل منصب الخازندار المسئول عن خزانة الدولة أي وزير المالية حاليا وعند تولي هذا المنصب ولشدة فرحه به قام بتوزيع العطايا والهدايا الذهبية علي الفقراء والعامة ومن هنا لقب ب"أبوالذهب" وتولي ولاية مصر بعد أن قام بقتل ولي نعمته علي بك الكبير وتوفي أبوالذهب في بلاد الشام ونقل جثمانه للقاهرة ودفن بالمسجد. يضيف أن هذا المسجد يعد رابع المساجد التي شيدت في العصر العثماني وهي مساجد سارية الجبل بالقلعة ومسجد سنان باشا ببولاق ومسجد الملكة صفية بالدواودية ويعتبر من المساجد المعلقة أي التي بنيت مرتفعة عن مستوي الطريق وكانت تقام اسفلها مجموعة من المحلات.. وله واجهتان أحدهما تطل علي ميدان الأزهر ويتوسطها المدخل الرئيسي.. ويصعد إليها بسلم مزدوج. يؤكد مفتش آثار السيدة والخليفة أن المسجد مربع الشكل تغطيه قبة كبيرة تتكون قبتها من 16 ضلعا فتح بها شبابيك من الجص والزجاج الملون وترتكز علي حوائط المسجد وكانت محلاة بنقوش مذهبة.. وفي اسفل الرقبة طراز مموه بالذهب مكتوب به آيات قرآنية تنتهي باسم محمد بك أبوالذهب.. ويتوسط جدار القبلة محراب مكسو بالرخام الملون والخردة المسطحة بالصدف.. وإلي جانبه منبر خشبي وفي الجهة الأخري دكة المبلغ محمولة علي كابولين ولمادرا بزين من الخشب الخرط يصعب إليه ولي سطح المسجد بواسطة سلم داخل هذا الجدار.. يضيف بأن المسجد له 3 أبواب تنفذ إلي الأروقة الثلاثة المحيطة بجوانبه الثلاثة والتي تغطيها قباب محمولة علي عقود ترتكز علي أكتاب من الحجر وأعمدة من الرخام وعلي يسار الداخل للمسجد توجد مقصورة من النحاس بها قبر صاحب المسجد وجدرانه مكسوة بالقيشاني الزخرف.. وبالركن الغربي تقوم منارة شاهقة بنيت مربعة وتعتبر من المآذن المملوكية الفريدة.. وكان هناك تكية بالجهة الغربية للمسجد وحوض لسقي الدواب وسبيلا لتوفير مياه الشرب للمارة ولكنه اندثر بفعل عوامل الزمن.