* يسأل عبدالعزيز محمود: ما حكم استعمال الإبر التي في الوريد والعضل للصائم؟ ** الصحيح أنهما لا تفطران وإنما التي تفطر هي إبر التغذية خاصة؟ وهكذا أخذ الدم للتحليل لا يفطر به الصائم لأنه ليس مثل الحجامة أما الحجامة فيفطر بها الحاجم والمحجوم في أصح أقوال العلماء. معجون الأسنان * ما حكم استعمال معجون الأسنان؟ وقطرة الأذن والأنف للصائم؟ وإذا وجد الصائم طعمهما في حلقه فماذا يصنع؟ ** تنظيف الأسنان بالمعجون لا يفطر به الصائم كالسواك وعليه التحرز من ذهاب شيء منه إلي جوفه. فإن غلبه شيء من ذلك بدون قصد فلا قضاء عليه. وهكذا قطرة العين والأذن لا يفطر بهما الصائم في أصح قوي العلماء. * تسأل س.ل: هل يباح الفطر للحامل والمرضع؟ وهل يجب عليهما القضاء أم هناك كفارة عن فطرهما؟ ** الحامل والمرضع حكمهما حكم المريض. إذا شفي عليهما الصوم شرع لهما الفطر وعليهما القضاء عند القدرة علي ذلك كالمريض وذهب بعض أهل العلم إلي أنه يكفيهما الاطعام عن كل يوم اطعام مسكين وهو قول ضعيف. والصواب أن عليهما القضاء كالمسافر والمريض لقول الله عز وجل: "فمن كان منكم مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر" وقد دل علي ذلك أيضا حديث أنس بن مالك الكعبي: ان رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة وعن الحبلي والمرضع الصوم" رواه الخمسة. وقت السحور * يسأل أحمد عبدالراضي فيقول: هل يجب علينا الكف عن السحور عند بدء أذان الفجر؟ أم يجوز لنا الأكل والشرب حتي ينتهي المؤذن؟ ** إذا كان المؤذن معروفا انه لا ينادي إلا علي الصبح فانه يجب الكف عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من حين يؤذن.. أما إذا كان الأذان بالظن والتحري حسب التقاويم فانه لا حرج في الشرب أو الأكل وقت الأذان. لما ثبت عن النبي انه قال: "ان بلالا يؤذن بليل. فكلوا واشربوا حتي ينادي ابن أم مكتوم" قال الراوي في آخر هذا الحديث: وكان ابن أم مكتوم رجلا أعمي لا ينادي حتي يقال له أصبحت. أصبحت.. والأحوط للمؤمن والمؤمنة الحرص علي انهاء السحور قبل الفجر عملا بقول النبي - صلي الله عليه وسلم - "دع ما يريبك إلي مال يريبك" وقوله أيضا: "من اتقي الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه".. أما إذا علم ان المؤذن ينادي بليل لتنبيه الناس علي قرب الفجر كفعل بلال فإنه لا حرج في الأكل والشرب حتي ينادي المؤذنون. * سيدة تدرس في معهد لتحفيظ القرآن الكريم وتضطر إلي حمل المصحف وترديد التلاوة وراء المحفظ فما حكم الدين في ذلك؟ ** اختلف الفقهاء في حكم قراءة القرآن الكريم من غير مس المصحف أو حمله للحائض والنفساء والجنب. فرأي منع بالكلية وهو جمهور العلماء وآخرون قالوا بالجواز. واستدل أصحاب رأي المنع بما روي عن أصحاب السنن عن علي رضي الله عنه "ان النبي كان لا يحجبه عن القراءة شيء إلا الجنابة" وصحح الترمذي هذا الحديث وقال ابن حجر: إن بعضهم ضعف بعض رواته فهو من قبيل الحسن ويصلح للاحتجاج به.. كذلك ما روي ان عليا قال: رأيت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - توضأ ثم قرأ شيئا من القرآن ثم قال: "هكذا لمن ليس بجنب. فأما الجنب فلا ولا آية". قال الشركاني: "فإن صح هذا الحديث صلح للاستدلال علي التحريم. كذلك ما رواه ابن ماجة عن ابن عمر عن النبي - صلي الله عليه وسلم - "لا يقرأ الجنب ولا الحائض شيئا من القرآن" وهذا حديث ضعيف. وأما من أجاز فاستدلوا بأن النبي أرسل كتابا إلي هرقل - وهو كافر - في مضمونه "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواء....." الآية. قال الحافظ ابن حجر معلقا علي هذا: لم يصح عند المصنف - البخاري - شيء من الأحاديث الواردة في ذلك.. أي في منع الجنب والحائض من القراءة.. وقال أبوحنيفة: بجواز قراءة القرآن ما دون الآية. وعليه فإن حكم قراءة الحائض حالة التعلم أن عليها الاعتذار عن عدم القراءة وتؤجلها حتي تطهر ولها السماع. إلا أن هناك رأياً يعتبر عند المالكية بجواز قراءة القرآن للحائض حال نزول الدم وعند الأحناف بالجواز عند التعلم للحائض في هذه الحالة ونحن نهيب بالنساء الحوائض عدم القراءة ونحثهن علي السماع أدبا مع الله وتوقيرا لكتاب الله.. والله تعالي أعلم. الصبر عند البلاء * يسأل س.م ما حكم الدين في امرأة مات ولدها فقامت بلطم الخدود وشق الجيوب؟ ** الصبر عند البلاء واجب في أي حالة لأن الصبر جزاؤه عظيم عند الله عز وجل حيث قال سبحانه وتعالي: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين" وقال النبي - صلي الله عليه وسلم - حينما مر علي امرأة تبكي عند قبر فقال لها: "اتق الله واصبري قالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ولم تعرفه فقيل لا انه النبي - صلي الله عليه وسلم - فأتت باب النبي - صلي الله عليه وسلم - ولم تجد عنده بوابين فقالت: لم أعرفك فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولي" ومن ذلك يتضح لنا أنه يجب علي الانسان الصبر في حالة أي بلاء لأن ذلك يكون اختباراً للانسان هل يصبر أم لا ولذلك ورد في الحديث القدسي ان الله عز وجل حينما يأمر بقبض ولد أو صبي يقول سبحانه للملائكة: قبضتم ولد عبدي قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول: ماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد" فهذا هو جزاء الصبر.